إحياء الأمل بدلاً من زراعة اليأس

 


 

 

 

كلام الناس

*منذ إندلاع المظاهرات الشعبية في التاسع عشر من ديسمبر الماضي إرتفعت أصوات محذرة من الخلافات والمؤامرات ومحاولة الإختطاف، الأمر الذي زاد من درجة الوعي والحذر والإصرار على دفعها لتحقيق التغييرالإيجابي المنشود.

*من البشريات الظاهرة للعيان أن قيادة المظاهرات الحالية غالبها من الشباب دون إغفال لدور الكبار والرموز المنحازة لهم، وسط الرسائل المسمومة التي تحاول التفريق بينهم على هدي ماتم بين جبهة الهيئات والجبهة القومية للأحزاب عقب إنتصار ثورة 21أكتوبر 1964م.
*تصاعدت بعض الأصوات التي تشكك في هوية تجمع المهنيين الذي بادر بقيادة تنظيم المظاهرات وإتهامه بأنه لافتة حزبية، وتم لقاء مضحك مبكي في قاعة الصداقة خير وصف له إبتدعته عبقرية الشعب السوداني بأنه مثل "مسيرة الردع" في ختام العهد المايوي، لكنه بدأ يكسب قوى معارضة معلومة ومؤثرة مساندة للحراك الجماهيرالمتمدد في مدن السودان.
*لاينكر أحد أن الأزمة الإقتصادية والضائقة المعيشية الخانقة ضمن أسباب المظاهرات الشعبية لكنها هي ذاتها التي أكدت فشل السياسيات العامة التي تسببت في دفع أهلنا في الجنوب للإنحياز لخيار الإنفصال وفي إشعال الفتن والنزاعات في السودان الباقي وبيان العجز الإداري والتنفيذي والخدمي بسبب الإصرار على سياسات الصدمة وكسر عظم الظهر والإجراءات والأمنية الإدارية التحكمية.
* نعم لقد أسهمت سنوات التمكين الأولى في تقوية شوكة أهل الحكم لكن الصراعات والأطماع والإنشطارات والكيانات الموازية والمعادية أضعفتهم عملياً مع إنسداد أفق الرؤية السياسية إن لم نقل غيابها.
*إن خروج مجموعة الأحزاب والكيانات التي كانت مشاركة في مولد حوار قاعة الصداقة وفي أجهزة الحكم أكدت فشل مشروع الحوار الذي أصر بعض القابضين على مفاصل السلطة على عرقلة تنفيذ مخرجاته المختلف عليها، الأمر الذي يؤكد صحة قراءة الممانعين والمتحفظين عليه في ظل الأوضاع السياسية والأمنية القائمة.
*إن محاولات ترويع المواطنين بما حدث لبعض دول ما سمي ب"الربيع العربي" لم تعد تنطلي على أحد، ولابد من الإستمرار في دفع الحراك الجاهيري وسد الفرقة وتأمين وحدة الإرادة الشعبية من أجل تحقيق نظام سياسي جديد عبر فترة إنتقالية متفق عليها وعلى مهامها بعيداً عن المخاصصات الحزبية والجهوية.
*إننا في أمس الحاجة لأحياء الأمل بدلاً من محاولة زراعة الخوف واليأس من القدرة على التغيير الإيجابي لغدٍ أفضل لأهل السودان كافة.

 

آراء