إحياء التعاونيات لحين المعالجة الكلية

 


 

 


noradin@msn.com

كلام الناس

    *بقدر ما في الكتابة اليومية من صعوبة ومشقة في بعض الأحيان بقدر ما تزدحم الحوادث والمواقف في أحيان اخرى لتجبرك على تناولها - على قدر المستطاع - وإن بطريقة من كل نبع قطرة.
    *كنت قد قررت الكتابة عن تجربة مراكز البيع المخفض التي أفردت لها "السوداني" تحقيقاً صحفياً على الصفحة الرابعة من عدد الأربعاء الماضي‘ لكن تجدد الحديث عن أزمة الدقيق وبالتالي بوادر أزمة خبر في بعض مناطق ولاية الخرطوم‘ وهو أمر يستحق دق جرس الإنذار لأنه لايحتمل التنظير والتأجيل.
    *كذلك فجعت وأنا اطالع ما أوردته "شبكة السوداني" أمس عن  مريضة تعاني من القلب والكلى جاءت من الدمازين إلى مستشفى بحري الذي رفض إستقبال حالتها بحجة أن مستشفي الشعب لم يخطرهم فتوجهت إلى مستشفى الشعب بإسعافها وظلت هناك قرابة خمس ساعات في المستشفى دون اهتمام أو رعاية!!.
    *هذه الواقعة المؤسفة لاتحتاج إلى تعليق لأن حالها يغني عن أي مقال‘ لكن المطلوب من وزير الصحة بولاية الخرطوم صاحب السياسات المثيرة للجدل إجراءًا عاجلاً تجاه هذه الواقعة التي تتعارض مع  كل القيم الصحية والحضارية والأخلاقية لمهنة الطب.
    *أعود لموضوع التحقيق الصحفي التي أجرته أماني يعقوب وصوره معاذ جوهر لأنه تناول قضية لصيقة الصلة بحياة الناس اليومية في ظل إنفلات أسعار الدولار والحاجات الأساسية وفوضى الأسواق بلا رقيب ولا حسيب.
    * معروف أن مراكز البيع المخفض نفذت وسط إنتقادات قيلت وقتها تتعلق ببعدها عن المواطنين‘ الأمر الذي يقلل من أثرها بعد إضافة كلفة الترحيل ذهاباً وإياباً‘ وهذا ما أكدته إفادات بعض المواطنين والمعنيين بهذه المراكز في هذا التحقيق الصحفي.
    *قال المواطن محمد عبدالله أن مراكز البيع المخفض ذاتها لم تفلت من تفلت الأسعار لضعف الرقابة والإشراف‘ فيماطالب احمد بابكر بالرجوع إلى تجربة التعاونيات التي كانت موجودة في الأحياء ومواقع العمل.
    *ربة المنزل امنة بخيت قالت للمحررة : "يابتي دي شعارات ساي" والمراكز بعيدة والترحيل يضيع فرق السعر وأضافت متحسرة : ياحليل زمن التعاونيات‘ فيما قال محمد عوض"معلم" أن هذه المراكز يستفيد منها ميسوروا الدخل.
    *ضابط الأسعار بمحلية الخرطوم مصطفى الكاروري قال أن التجربة تبناها الشباب بالتعاون مع محلية الخرطوم وقال نصرالدين خالد رئيس اللجنة الإقتصادية بمحلية بحري أن المراكز تقلصت من٣٨ مركزاً إلى مركز او إثنين بعد عمليات الإزالة التي تمت بحجة أنها تعرقل المرور!!.
    *صلاح عزرون مدير البيع المخفض بمحلية كرري قال أن المراكز تقلصت من مائة مركز إلى ٣٤  فقط وذلك نتيجة لعدم الإلتزام بالضوابط‘ وقال ان المحلية استحدثت تجربة الأسواق المتجولة في ثلاثة مناطق‘ لكنها فشلت في إقامة سوق بالريف الشمالي.
    *هذه بعض الإفادات المهمة التي وردت في هذا التحقيق عن مراكز البيع المخفض التي فشلت في تحقيق أهدافها‘ كما فشلت تجربة الشراكة التي قامت بين جمعية حماية المستهلك وصحفيون ضد الغلاء ووزارة التجارة ولم تستطع الصمود.
    *إننا ندرك أن الحل الجذري لظاهرة إنفلات  الدولار والأسعار لن يكون عبر هذه الحلول التسكينية‘ وأنه لابد من الإسراع بالمعالجة الكلية للسياسات اللإقتصادية والمالية ضمن الإتفاق القومي الذي يحقق السلام الشامل والإستقرار السياسي والإقتصادي ويفتح الطريق نحو الغد الأفضل للسودانيين  جميعا.
    *حتى يتم ذلك لابد من علاج إسعافي بإحياء نظام الجمعيات التعاونية الإستهلاكية في الاحياء ومواقع العمل.

    

 

آراء