إخوان السودان – يقصفون المساجد بالطيران الحربي !!

 


 

 

في مشهد يدل دلالة عظمى على أن الفريق أول عبد الفتاح البرهان وزمرته من فلول النظام البائد، يبعدون عن دين الإسلام بُعد المشرقين عن المغربين، ذلك عندما فجع الوسط الصوفي في السودان والدول المجاورة من أتباع الطريقة التجانية بتدمير مسجدهم الكائن بمنطقة (ود البشير) بأمدرمان، بصواريخ الطيران الحربي الذي يأتمر بأمر القيادة المختطفة لقرار الجيش السوداني، هؤلاء النفر الذين ملئوا الدنيا صخباً بادعائهم الحفاظ على الدين الذي يستهدفه الكفار والمشركون، ها هم اليوم يقومون بما لم يقم به من صبغوا عليهم صبغة الكفر والشرك، لقد حدثنا إخوتنا المهاجرون لأوروبا أن المساجد هنالك تصادق الحكومات (الكافرة) على بنيانها وتشييدها خدمة للوافدين الجدد من المسلمين، دون من ولا أذى ولكن اتساقاً مع حرية التعبد والاعتقاد، ولك أن تتصور هذه الشرذمة المتكئة على عصا الدين من بقايا الاخوان المسلمين في السودان، كيف دمروا ما بناه المواطنون المسلمون من مساجد من حر مالهم، وكيف جاز لهذه الفئة الضالة أن تتبنى أمر ديننا الحنيف لأكثر من ربع قرن؟ من أوكل لهذه الطغمة الشاذّة الأُفق القيام بدور حامي حمى الدين؟، فبعد هذا الشر المستطير، هل وضحت الرؤية للشعوب المسلمة في المنطقة والإقليم والعالم، وهل علم الناس خطل أتباع حسن البناء (حسن الهدّام) ؟، وهل تيقنوا من مفسدة هذه العصارة الفكرية لأفراد جماعة الهوس الديني، الذين لم يقيموا ديناً ولم يرحموا مسلماً وهم يبنون دويلتهم العنكبوتية.
إنّ مشروع الإخوان المسلمين في السودان بدأ ضاجاً صاخباً رافعاً لشعارات: (لا لدنيا قد عملنا نحن للدين فداء) و (نحن عصبة الإله دينه لنا وطن)، وبعد أن تمكن المشروع لم يعمل إخوان السودان لأجل دين ولم يحفظوا أرض الوطن أو يصونوا وحدتها، وبعد إشعالهم لحرب أبريل علم أغلب الناس جوهر هذه النفس المتلبسة للدين رداءً وقشرة، فها هي الأيام تثبت لنا ما كان خافياً من بشاعة الدوافع النفسية لهذه الأنفس المنحرفة والمتعطشة لدماء المدنيين الأبرياء، وما يدعوا للدهشة أن البعض ممن انجر وراء الدعاية الخادعة المصوّرة للحرب الدائرة الآن على أساس أنها حرب بين الجيش وقوات الدعم السريع، الكذبة التي تجافي الحقيقة، يجعلنا نعيد ونكرر حتى ولو بح صوتنا، ونقول بأن هذه الحرب هي معركة مصيرية بين قوى التغيير والحداثة والانتقال إلى مصاف المجتمعات الوازنة، وبين عقلية التدمير والقتل والانتكاس التي تتبناها جماعة الإخوان المسلمين – جناح السودان، هذه الجماعة التي مازالت تتلقى دعماً مباشراً من الجماعات المتطرفة والإرهابية حول العالم، وتحظى بسند عسكري من بعض الأنظمة التي خدعتها وغشّتها الدعاية الإخوانية الكبيرة والكاذبة التي تدعي وصلاً بتعاليم الإسلام، ولحسن حظ المقاومين للجماعة المتطرفة أن الحرب قد كشفت بُعدها الوجداني وغرابة وشائجها غير المتوافقة مع الحس والشعور الغالب لأهل السودان.
إن هدم مسجد للطريقة التجانية بعاصمة السودان له أثر سالب على أنفس المريدين المنتمين للطريقة والمنتشرين بالملايين في القارة الإفريقية – خاصة وسطها وغربها وشمالها، وذلك المقطع الموثّق بالصورة والصوت للرجل التجاني العابد والزاهد والقائم وهو يعكس للمشاهد صور الدمار الذي لحق بالمسجد، قد انتشر مقطع ذلك الفيديو انتشار الجراد على أوراق الشجر في البلدان التي تتمدد على أراضيها المجتمعات التي تدين بالولاء لهذه الطريقة الصوفية الواسعة الوجود، ومثل هذا المسلك الشرير الذي لا يمت بصلة للفطرة والقلب السليمين، لابد أن يجد الإدانة الواسعة من أئمة المساجد العتيقة ومجالس المساجد المقدسة الكبرى التي أولهما الحرمين المكي والمدني ثم الأزهر الشريف، وهذا السلوك الإجرامي الحاط من قدر ومقام شعبنا الصوّام القوام واجب على كل صاحب ضمير نابض بالحق، أن يثيره في الإعلام مثلما تمت إثارة قضية حرق المصحف الشريف في السويد، وعلى أعلى قطب من أقطاب الطريقة التجانية في العالم أن ينتفض ليقف ضد هذه الهجمة الممنهجة والمستهدفة لهذا الكيان الديني والاجتماعي العريض بالسودان وإفريقيا، فحينما أحرق الطيران الحربي لإخوان السودان هذا المسجد التجاني، أحرقت معه مئات المصاحف التي هي من نفس شاكلة ذلك المصحف الذي أحرقه المتطرف الأوروبي، فالحمية الدينية واحدة والهبة لنصرة الدين لا تخضع لمعايير الولاءات السياسية.

إسماعيل عبدالله
3 يوليو2023

ismeel1@hotmail.com
///////////////////

 

آراء