إذا استجاب حمدوك لضغوط المكون العسكري لاستبعاد بعض الوزراء من حكومته -فليذهب هو أولا

 


 

 

علمت (السوداني) أن مجلس الوزراء كوّن لجنة برئاسة؛ رئيس الوزراء د. عبد الله حمدوك، وعضوية عدد من الوزراء للقاء المكون العسكري من أجل حل أزمة شرق السودان.
وأكدت مصادر (السوداني) أن المكون العسكري رفض لقاء اللجنة بالأمس، وطلب لقاء رئيس الوزراء منفردًا أولًا؛ قبل أي لقاء مع أي وزير.
وأوضحت المصادر أن المكون العسكري مارس ضغوطات حادة على رئيس الوزراء د. عبد الله حمدوك، لحل الحكومة، استجابة لمطلب ناظر الهدندوة محمد الأمين ترِك، بتشكيل حكومة جديدة يستبعد فيها بعض العناصر التي وصفها المكون العسكري “بالمخربة”، مثل وزير شؤون مجلس الوزراء المهندس خالد عمر يوسف.
وكشفت المصادر أن المكون العسكري، سيدخل بعد قليل في اجتماع، مع اللجنة الوزارية، بعد أن رفضت مقابلتها أمس.
المصدر: صحيفة السوداني
عزيزي القارئ..
إذا صح هذا الخبر الذي أوردته صحيفة السوداني ووسائل اعلام سودانية أخرى، فإننا اذن امام ابتزاز سياسي.. اذ ان (الابتزاز) هو الحصول على شيء ما تحت التهديد والوعيد. أما (المبتز)، فهو شخص ذو طبيعة إجرامية متفلتة، غالباً ما يمارس فعل الابتزاز دون تقدير للعواقب.
هذا الابتزاز السياسي، لا نستغرب منه ابدا من عساكر السودان وجنجويدهم، اذ شاهدنا كيف أصبحت لغة التهديد والوعيد كالوجبات الغذائية عندهم منذ اكذوبة الانقلاب الفاشل، فأصبحنا نسمع هذه التهديدات على الأقل عدة مرات في اليوم، لن نجلس في طاولة واحدة مع المدنيين.. نحن كمان عندنا جمهور وشارع، وولخ، وكأنهم يقولون اننا نمتلك مفاتيح الفوضى الاجتماعية والسياسية والاقتصادية ان لم تلبوا مطالبنا، حتى لو كان ذلك بشكل يخالف القانون فسوف نقلب عاليها واطيها.
انهم لا يريدون تسليم رئاسة مجلس السيادة (للمدنيين)، ولذلك وفجأة بدانا نسمع بخلايا إرهابية هنا وهناك، اذ لماذا استيقظت هذه الخلايا الآن؟
متى يتعلم العسكر وجنجويدهم، ان الابتزاز السياسي الذي يقارفونه اليوم عن طريق محاولة لّي ذراع المدنيين، مبدأ قذر لا يرتقي الى أدني درجات الابتذال حتى وان تطاول.
والى متى يبقى الشعب السوداني صامتا إزاء هؤلاء العساكر الذين اعماهم الطمع والجشع والحقد وربط الشيطان على رؤوسهم، واوغل الوسواس صدورهم، وكيف يقبل ان يقول هؤلاء العساكر -نحن مع السلطة المدنية نهارا وليلا يهاجمون المدنيين، ومتى كانت آراء العساكر مثالا يحتذى، وبوصلة يهتدي بها القرار الشعبي والرسمي، وهم يأكلون اللب ويبصقون القشر في ارجاء البلاد.
ان الابتزاز السياسي الذي يمارسه العساكر والجنجويد تجاه المدنيين، مرفوض تماما، وكل ادواته مهما تكن دوافعها، وهي لا تمثل باي حال من الأحوال اجندة سودانية، ولا ينصبن أحد نفسه ولي امر للشعب أكثر من الشعب نفسه.
الدكتور عبد الله حمدوك، هو من اختارته قوى الثورة ليكون رئيسا للحكومة المدنية في السودان، وعليه الا يخضع لضغوطات العسكر والقيام باستبدال وتغيير وزراء حكومته الذين لا يعجبون العساكر وجنجويدهم. واما إذا قبل حمدوك بهذا الابتزاز، فعليه اذن ان يغادر موقعه أولا قبل الاقدام على هذه الخطوة الخطيرة.

bresh2@msn.com

 

آراء