إذن فهذا هو الطوفان

 


 

 

منذ أن اصدر الجمهوريون بيان (هذا.. أو الطوفان) عام ٨٤ وطالبوا فيه بوقف حرب الجنوب وإشاعة المنابر الحرة وإلغاء قوانين سبتمبر التي شوهت الإسلام وقهرت السودانيين، لم يطب المقام للسودانيين بعد ذلك، بل قام المهووسون بإغتيال الأستاذ محمود محمد طه، الناصح الأمين.. وعندما رفضت الحكومة المهووسة النصيحة، اقبل الطوفان.. وهاهو يحصد الأخضر واليابس.. فهذه المواجهة المسلحة بين الجيش والدعم السريع إنما هي نتيجة حتمية لسوء تقدير الحكومات ولجهل الشعب بخطر الهوس الديني.

الكيزان يمارسون الخدعة الكبرى على الشعب السوداني.. ونجحوا مجددا في جر الجيش ليحارب الدعم السريع لأنه وقف مع المدنية..
من يحارب الان ليس القوات المسلحة.
انهم الكيزان يستخدمون اسم الجيش ومؤسساته في خداع الشعب..
يجب الا نصدقهم في كل مرة ونجري وراء استعطافهم الشعب.

ماهي الرؤية الصحيحة لهذه المواجهة وماذا نتوقع أن يحدث؟.
* هل نتوقع أن ينتصر الجيش على الدعم السريع ويقيم دولته الإسلامية القديمة؟
* أم هل ينتصر الدعم السريع ويجد الدعم من اصدقائه في الخارج ويقيم دولته متضامنا مع موقعي الإطاري؟
* أم يستمر العراك المسلح وتعم الفوضي إلى فترة طويلة؟
* أم تتدخل الأمم المتحدة وعقلاء العالم عسكريا لحسم الصراع وتهدئة الأحوال وأن يكون السودان تحت الوصاية الدولية إن دعت الضرورة؟
فالمعروف أن الصراع في السودان يؤثر تأثيرا كبيرا على مصالح الغرب.
ماهو ياترى مستقبل هذا البلد الثائر والغني بمواره والمستهدف من كل الجهات؟

وأرانى أتفق مع تحليل الكاتب عادل سهل للمواجهة التي تتم الآن في مقاله فهو موفق إلى حد كبير، في تحليل المواجهة بين جيش البرهان والدعم السريع.. وهذا مقتطف منه:

(الهجوم الذي تم لم يتم بواسطة قوات الجيش مباشرة، بل قادته مجموعة من الكيزان في الجيش، بعد ان عرفت بان هنالك اتفاقا وشيكا يتم بين البرهان وحميدتي لتهدئة الاوضاع وليفسد مخططهم لإستهداف الدعم السريع وتمكينهم من اثارة البلبلة والفتنة حتي يجدوا موطىء قدم.. تحركت وحدات وهاجمت عدة مقار للدعم السريع من غير اوامر من قيادة الجيش.
علي الشعب السوداني ان يعرف بان الحرب التي تمت الآن هي ليست بين الجيش السوداني والدعم السريع، بل هي بين فلول الكيزان في الجيش السوداني والذين طالب قائد الدعم السريع تسريحهم من الجيش السوداني قبل الاندماج، هم من يقودون المعركة الآن وهم من اججوا الفتنه وهم من اساءوا للجيش السوداني، لنشاهد اسراهم الآن في ايدي قوات الدعم السريع وقتلاهم في المستشفيات.. لا ينخدع الشعب السودان ويعتقد ان المعركة بين الجيش والدعم السريع، اكرر.. المعركة بين الدعم السريع والفلول في الجيش السوداني)

وبهذا تكون فلول الكيزان في الجيش قد ورطت الجيش كله في حرب هو في غنى عنها في الوقت الذي كاد فيه البرهان ان يقبل الحوار مع حميدتي للملمة المشكلة والوصول الى حل وسط يرضاه الطرفان ويجنب البلاد خسائر في الأرواح والمال والأمن.
عندما أشترط البرهان أن يتم دمج الدعم السريع للجيش فورا، ليوافق على العملية السياسية في التغيير الديمقراطي، طالب حميدتي البرهان بتطهير الجيش من منسوبي الإخوان المسلمين أولا، ولو قام البرهان بتنفيذ هذا المطلب الذي يؤيده المدنيون المعنيون بإقامة الدولة المدنية وهي مطلب الثورة الأول، لسار في الطريق الصحيح الذي نادي به قولا.. ولكنه آثر أن يحتفظ بكوادر الإخوان المسلمين داخل الجيش، إيمانا منه بضرورة حكمهم والإلتفاف على التغيير الذي إدعى أنه يؤيده.. وهذا الموقف هو الذي فجر الأزمة بينهما، فضاعت فرصة وحدة الجيش السوداني بأنضمام الدعم السريع إليه..
والآن يدير الجيش معركتة مع الدعم السريع ويطالب المواطن السوداني بالوقوف مع الجيش وإدانة الدعم السريع، ويتناسون أنهم هم الذين صنعوه.. قبل أن ينقلب السحر على الساحر.
ولنكون واقعيين، فإننا لابد أن نسعى لوقف هذه الحرب اللعينة بكل سبيل، وأنا هنا أؤيد بيان الحزب الجمهوري ودعوته لوقف القتال والرجوع إلى الإتفاق الإطاري وتنفيذ العملية السياسية لبناء الدولة المدنية الديمقراطية، فلا مهرب منها مطلقا، وإن خيل للمتقاتلين أن الغالب فيهم سينجح في تأسيس حكم عسكري جديد مستقر فهو واهم!!..
khabboud45@gmail.com

 

آراء