*عرفناه دبلوماسياً وكاتباً قبل أن نعمل معه في بلاط صاحبة الجلالة - الصحافة - عندما عين رئيساً لمجلس إدارة دار " الصحافة" للطباعة والنشر إبان الحقبة المايوية لكنه لم يمكث بها كثيرًا.
*سواء اتفقنا أم اختلفنا معه في بعض مواقفه السياسية فإننا نكن له كل الاحترام والتقدير لأنه قامة سودانية مميزة اجتهد في إبلاغ كلمته بوضوح وصدق، وأسهم في رفد المكتبة والصحافة السودانية بإنتاجه الثر. *تعرض مثله مثل غيره من الشخصيات العامة للنقد كما لم يسلم الآخرون من نقده، لكن تبقى مسيرته في الشان العام محل تقدير واحترام حتى من الذين اختلفوا معه في مواقفه السياسية. *لذلك حرصت على متابعته عن قرب في اللقاء الذي بث منذ سنوات على قناة " الشروق" في برنامج"عن قرب" الذي أعده وقدمه الأستاذ ضياء الدين بلال فزادت معرفتي به أكثر. *إنه الدكتور منصور خالد الذي انتقل لرحمة الله بعد أن أثرى المكتبة السودانية بباقة من كتبه المهمة في الشأن السوداني، إضافة لإسهاماته الدبلوماسية المقدرة ومقالاته الصحفية المثيرة للجدل والعصف الذهني. * كانت لفتة بارعة من الأستاذ ضياء الدين وهو يتوقف بنا أمام مكتبته العامرة بالكتب والمراجع، وأن يطوف بنا عبر كاميرا الشروق على الصور التذكارية التي جمعته مع عدد من الرؤساء والدبلوماسيين والشخصيات العامة، وأن يشركنا معه في الاستمتاع باللوحات الفنية العالمية والسودانية التي تزين مكتبه ومكتبته التي يستمد منها طقس الكتابة. *هذا اللقاء المميز شوقني لقراءة مذكراته "شذرات" التي سجل فيها جانباً من سيرته في مجال العمل العام دون. *أوضح الدكتور منصور ملابسات علاقته الوثيقة مع ثلاث شخصيات سودانية مؤثرة في تأريخ السودان وهم رئيس الوزراء الأسبق عبدالله بك خليل والرئيس الأسبق جعفر نميري ورئيس الحركة الشعبية الدكتور جون قرنق، وقال إن النقطة الفاصلة بينه وبين الرئيس الأسبق نميري كانت عند تصديقه بإعدام المفكر الجمهوري الشهيد محمود محمد طه . *من الإفادات المهمة التي أدلى بها الدكتور منصور خالد في هذا اللقاء قوله إن الحكم على المواقف التأريخية لايمكن فصلها عن ظرفها الزماني والمكاني، وأنه لم يفاجأ بانحياز أهل الجنوب لخيار الانفصال لكنه متفائل بمآلات مستقبل العلاقة بين بلدي السودان. *كشف اللقاء "عن قرب" مع الدكتور منصور خالد جوانب أخرى من اهتماماته مثل اهتمامه بـ"حقيبة الفن"التي للأسف لم يكمل المشروع التوثيقي الإحيائي الذي كان قد بدأه إبان وجوده في القاهرة. *هذه الحلقة التي استنطق فيها الأستاذ ضياء الدين بلال الدكتور منصور خالد قدمت لنا إضاءات مهمة من سيرة الدبلوماسي المفكر الرحل المقيم الدكتور منصور خالد أسال الله ان يتقبله بواسع رحمته وان يسكنه فسيح جناته وأن نسترشد بمواقفه الإيجابية ونتجاوز السلبي منها ونحن نتطلع لتحقيق سود\ان السلام والديمقراطية والعدالة والحياة الحرة للمواطنين كافة. ///