إعادة ملف سد النهضة إلى الاتحاد الأفريقي ليس نجاحاً، يا هداكم الله!

 


 

 

* عندما تأخذ بضاعتك وتعرضها في السوق دون أن تجد لها مشترٍ، وتعود أدراجك إلى حيث كنت، فذلك يعني أنك فشلت في بيع البضاعة.. ونفس الفشل ينطبق على وزيرة خارجيتنا عندما شاركت في أخذ ملف سد النهضة من حضن الاتحاد الأفريقي لتبيع وجهة نظرها لمجلس الأمن.. لكن المجلس أعاد الملف إلى الاتحاد الأفريقي مرة أخرى.. و(كأننا يا عمرو لا رحنا ولا جئنا)!

* لكن سرعان ما غطت الأفق موجات من الإفك والتضليل على صفحات الصحف وبالعناوين العريضة: "وزيـرة الخارجـية تعـود للخرطوم بعد رحـلة ناجحة لكل من نيويـورك وموسـكو"..

* تقرأ العناوين فتتوجع من الحالة التي تردت إليها أخلاق( بعض) (كبار) المسئولين السودانيين.. الذين يغذون وكالة الأنباء السودانية بكثير من المعلومات المغلوطة فتتلقفها وسائل الإعلام دون تدقيق، مشاركة منها في جريرة وضع النجاح في موضع الفشل استهتاراً بالقيم الصحفية والاجتماعية..

* إنهم يستخفون بعقولٍ هي أكبر من عقولهم.. عقول تعي أن إعادة ملف سد النهضة إلى الاتحاد الأفريقي ليس نجاحاً، ولا كان توقيع إتفاقية التعاون العسكري بين روسيا وإثيوبيا نجاحاً، مع العلم بأن زيارة السيدة الوزيرة إلى موسكو كانت لِدقِّ إسفين بين روسيا وإثيوبيا عبر إغواء روسيا بقاعدة عسكرية في الجزء السوداني من البحر الأحمر!

* وأشد ما يوجع هو تركُ السيدة وزيرة خارجيتنا حقيبتها الدبلوماسية في الخرطوم.. وحملها حقيبة وزير الخارجية المصري تطوف بها بين نيويورك وموسكو منافحةً عن رؤية مصر في الموضوع كله..

* لما فشلت الدبلوماسية المصرية في مجلس الأمن بنيويورك، ألمح وزير الخارجية المصري إلى لجوء مصر للحل العسكري (حسماً) لأزمة السد.. وبعد ذلك غادرت وزيرة خارجيتنا من نيويورك إلى موسكو وفشلت، كما هو معلوم، بدليل توقيع اتفاقية التعاون العسكري بين روسيا وإثيوبيا (حسماً) للتهديدات المصرية باللجوء للحل العسكري..

* وهكذا فشلت الدبلوماسية المصرية، وفي طيها التهديد العسكري المصري، و فشلت تابعتها الدبلوماسية السودانية، (علي جناح التبريزي وتابعه قفة)!

* إن مجرد إعادة ملف سد النهضة إلى الاتحاد الأفريقي هو الفشل بعينه.. (ما تكابروا ساي)!

* أيها الناس، إن بعض وزرائنا جرفتهم الحساسية ضد الشفافية إلى عالم اللا وعي.. ولم يعودوا يفرقون بين النجاح والفشل، وما ذلك كله إلا لأنهم أقصر قامةً من النجاح في مواقعهم حيث "كل امرئ منهم يحتل غير مكانه.. المال عند سفيهِهِ والسيفُ عند جبانه!"، ولذلك يكذبون ويكذبون.. وتتلقف وكالة السودان للأنباء كذبهم وتنشره على الملأ.. وتتلقف الصحف الكذبة وتنشرها.. ولا يقَصِّر التلفزيون ولا تقصِّر الإذاعة في بث الكذبة على الهواء مباشرة.. ونحن نقرأ ونسمع ونتوجع.. وربما بكينا من شدة عجزنا عن صفع (أحدهم) صفعة باتعة على قفاه..!

osmanabuasad@gmail.com

 

آراء