إعتذار (هجين) ياباني لأكول

 


 

 

 

(الكلمات لا تكفي لتسوية المشكلة لأن تويوتا تمثل اليابان وقد تؤدي مشاكلها الي النيل من سمعة البلاد برمتها) هذا الهجوم علي عملاق صناعة السيارات في اليابان (تايوتا) ساقته صحيفة (تيكيي) اليابانية وإتهمتها بالنيل من سمعة البلاد الدولية الي درجة تصريح وزير الخارجية الياباني بأن هذه المشكلة ستزعزع الثقة في المنتجات اليابانية ، بعدما أعلن (أكيو تويودا) حفيد مؤسس الإمبراطورية الصناعية في مؤتمر صحفي سحب أكثر من أربعمائة سيارة من نوع (بريوس) والتي أطلق عليها السيارات الهجين.. (صدفة ما أكتر) بسبب مشاكل في نظام الكوابح،

 فليس من المعقول أن تتلاعب اليابان بوضع تسميات إعتباطا أو لمجرد إختلاق صفة (جاذبة) لا غير، ولكن الحفيد إعتذر عن هذه الهفوة وعن القلق الذي سببه لعملاءه،وقالها علناً وعلي ملأ المؤتمر: (ينبغي أن نعترف بالأخطاء عندما نرتكبها).. النقطة الثانية في هذه القضية تبين أن ثقافة الإعتذار ثقافة لا تـُدرّس ولا تورث وربما لا تقتضيها نزاهة مطلقة ولكن يجب أن تـُمارس حين تحدث المواجهة ويستلزم الأمر إبداء الإعتذار إنطلاقا من إحترام الآخر الذي تسببنا له في الإزعاج أو القلق أو (في حالات كثيرة في بلادنا) في الموت..؟! وتطول قائمة الحساب للذين نطالبهم بالإعتذار بدءاً من الوفاة بسبب الأخطاء الطبية الي أخطاء (المجاري) متلازمة الخريف، الي الذين يتسببون يوميا بإزهاق الأرواح ببضائع فاسدة  وحتي آخرها يوم أمس فمن سيتولي مسئولية الإعتذار للطفل (أكول)..؟ أم هو خطؤه بالكامل لأنه لم يشاهد نماذج (الكلاب الهجين) بحدائق أبريل ليتجنبها بعد ذلك ....؟! متي سنعي أن جزء من تحمل المسئولية  وإحترام الذات والغير هو الإعتذار عن الخطأ، لتنشأ بعد ذلك قاعدة من التفهم والتفاهم ثم التعامل الحكيم مع المخطئ وبعدها تصحيح الخطأ ولكن التمسك بأن كل مخطئ علي حق الي حين وقوع الكارثة فهذه سياسة يجب أن تفني ..ولا يتطلب الأمر (يوتوبيا) خاصة ... فيحكي الكاتب والمترجم المصري (محمد سلماوي ) صاحب المجموعة القصصية (الرجل الذي عادت اليه ذاكرته) أنه كان في زيارة الي اليابان  وإستقل هو وصديق ياباني قطار (الطلقة) للسفر من مدينة الي أخري فقال مداعباً  صديقه كيف يقف القطار بعيداً بضع سنتيمترات وليس امامي تماماً، كيف يُسمح بتلك الفوضى؟ لم يكن يتوقع ان الشاب الياباني لم يفهم تلك الدعابة فلقد كست وجهه الحمرة خجلاً واخذ يتأسف لما حدث مؤكداً إن هذا لا يحدث إلا نادراً، ووعد بأنه سيخطر المسؤولين حتى لا يتكرر ذلك ثانية . وفي الرحلة التي دامت أقل من ثلاث ساعات ظل يجيء ويروح للتحدث مع العاملين الذين جاءوا واحداً وراء الآخر ليعتذروا لصاحبنا عما حدث وحين وصلا محطتهما وجدا مدير المحطة ينتظرهما  بنفسه على الرصيف ليقدم له هو الآخر اعتذاره عما حدث في محطة طوكيو ومؤكداً أن ذلك لن يحدث ثانية . واختتم كاتبنا هذا الموقف تأكيده لصديقه الياباني انها مزحة والذي بدا متعجباً وفغر فاه في دهشة قائلاً لماذا؟ فأجابه لأن تلك مسألة عادية جداً بمقاييسنا وهي يمكن أن تحدث في أي مكان.. فقال له صديقه الياباني ولكنها لا تحدث في اليابان...! 

 

 

zizetfatah@yahoo.com

 

آراء