مابين الرئاســة والدعـــارة

 


 

 

  غير أن الجانب المنصف الذي برز في حوار السيد ( كيفن سييف) الصحفي الأمريكي ورئيس مكتب صحيفة ( واشنطون بوست) بأفريقيا ، والذي أجراه مع الرئيس السوداني (عمر البشير) وتم نشره بالضبط في 23 ديسمبر من العام الماضي ، ذاك الجانب نستشفه من تغريدة كيفن التي نشرها علي صفحته بموقع تويتر حيث كتب: ( إستخدم البشير أمثلة لعنف الشرطة في الولايات المتحدة ليبرر حملاته الخاصة .. علي الأقل فهو يقرأ الأخبار) ..! فهمت تماما ً من تغريدة كيفن أن ذلك الحوار الذي سعي له عمر البشير مع الصحافة العالمية ، وحتي أنه لا يتواني بتوضيح تلك الأمنية العزيزة عندما بادر في ترحيبه بالصحفي أن هذه الفرصة كنا ننتظرها طويلا ً، أن ذلك الحديث الذي أدلي به الرئيس السوداني  حديث عادي يمكن إجراؤه مع أي شخصية عامة تنتمي الي الحزب الحاكم دون فرق كبير في ناتج ذات الحوار وذات الملمح في الإجابة واللئامة ..! والرئيس السوداني أيضا ً متفرغ تماما ً لممارسة دعــارة جديدة بدأت ملامحها في محاولات فســق رخيص بصـد ّ الخوف من شهر سبتمبر  والخوف من تحـوّل هذا الشهر الي سوط يلهب ظهور هؤلاء الدواعــر . فأذكر في ذلك الحوار أن الرئيس السوداني نفي أن يكون العدد كما ذكر الصحفي هو مائتي قتيل ودافع عن أن العدد هو ثمانين فقط ، بالبنسبة له مسألة الأرقام هذه مهمة للغاية رغم أن العدد حسبما ورد من تقارير منظمات دولية هو كما ذكر في الحوار ، مائتي قتيل .  الغريب أن الرقم الذي ورد في الخبر الذي جاء بأمر البشير الذي وجّه فيه بإستكمال إجراءات ومعاقبة المعتدين في أحداث سبتمبر 2013 وتعويض الضحايا..! هو أكثر من ثمانين ، رغم هذا الفجــور البيّن في تجاهل ملف أحداث سبتمبر لمدة عامين إلا أن وجه الدعــارة القبيح للنظام تكشــّف في إصراره علي أن قيمة أرواح الشهداء وقيمة ما خرجوا من أجله هو حـفــنة نقــد يمكن تقديرها حسب العدد الذي ترصده ميزانية بائسة تقبع بحقيبة رئيس الدواعــر المتفرغ بشكل كامل الي توّلي زمام (القــوادة) .. والغريب أيضا ً ما جاء في الحوار ، حين سأله الصحفي عن شهداء سبتمبر ذكر عمر البشير  أنه (تم تصنيفهم علي أنهم إرهابيون وقتلوا أثناء مهاجمتهم لمراكز الشرطة فإذا وقعت هذه الأحداث في الولايات المتحدة فهل ستسمح لهم الحكومة بذلك .. ). وبالطبع لم يجد من كل القيم التي يمكن أن يقارن من خلالها بين دواعــريه وقيم الدول المحترمة إلا هذه المقــارنة ..!  بهذه المناسبة وقبل أن أنهــي نـص ّ المقال أسوق وأنقل ما جاء في معجم اللغة في شرح معني دعــر كما جاء في لسان العرب ، فيقولون دعــر العود بالكسر ، يعني دخـن ولم يتّقــد ومنه أتخذت الدعــارة وعود دعــر أي كثير الدخــان وقيل الدعــر ما إحترق من حطب أو غيره فطفئ قبل أن يشتد ّ إحــتراقه .. إنتهي . فبالنسبة لنا أن مثل هذه التوجيهات تماما ً كالحوارات التي يستجديها  الداعــر عمر البشير ليسوق من خلالها توجــيهات داعــرة ما هي إلا عــود محــترق يبعــث دخــانا ً نـتنا ًلا غــير .

zizetfatah@yahoo.com

 

آراء