إلا شندي والمتمة: مدينتان تحفهما الملائكة وتحرسهما أرواح أهلها الصالحون.

 


 

 

سرت، خلال الفترة الأخيرة، شائعة مقلقة، تقول بغزو قوات الدعم السريع لمدينتي شندي والمتمة وتدميرهما ! وهو قول غيرمؤكد وتنقصه الحكمة فقد ادخل المدينتين الهادئتين في موجة من الهلع والتوجس، ليس خوفا علي الروح والممتلكات ، فهم اهل الحارة و الجسارة و النار ولكنها الحيرة بحثا عن الأهداف والأسباب..
إن غزو المدينتان في هذا الوقت بالذات من عمر الحرب الدائرة بين القوات المسلحة والدعم السريع ، ومع اشتعال اوارها..يجعل الفكرة غير منطقية ..وغير مضمونة العواقب..لأسباب كثيرة.
لعل أهم هذه الأسباب، هي الفضاء المفتوح ما بين العاصمة القومية ومنطقة شندي شمالا..مما يجعل من قوات الدعم السريع، أثناء تحركها ، صيدا سهلا لطائرات سلاح الجوي السوداني..وهو أمر لا يمكن أن تتجاهله أية قوة عسكرية وهي تخطط في توسيع عملياتها العسكرية.
ثانيا/ لماذا غزو المدن الإقليمية خاصة نحو الشمال؟ هل يسعي الدعم السريع إلي كسب عداوات المدن السودانية ...وما المبرر..؟ فقد كانت الحرب بين الجانبين مبررا لهما لوجود مقراتهما العسكرية داخل العاصمة...فلماذا الخروج بها نحو الأقاليم الآمنة؟
ثالثا/ لقد علمنا التأريخ وحروبه الكثيرة..بأن من أهم أسباب انهزام الجيوش، رغم عتادها وعدتها، هو اتساع رقعة معاركها وتشتت جنودها وفقدها للقيادة والضبط والربط والخروج عن طاعة المركز...
رابعا/ أسباب الحرب المعلنة بين القوات المسلحة والدعم السريع هي التمرد من جانب الدعم السريع، كما تقول القوات المسلحة ولابد من القضاء علي التمرد ومحاكمة قادته...بينما يدعي الدعم السريع انقلاب قيادة الجيش علي الوضع القائم وضرورة محاكمة قادة التمرد...فما دخل مدينتي شندي والمتمة في هذا الصراع؟
كنت أتمني أن يصدر عن رئاسة الدعم السريع بيان يبدد أو يؤكد حقيقة تلك المخاوف..فالغزو في حد ذاته لا يرهبهما..ولكن تبقي الحيرة و الاسئله المبهمة عن الأسباب والتوسع في مناطق القتال...
أما...شندي والمتمة...فلا خوف عليهما ولا يحزنون..تحفهما الملائكة وروح الله الحافظة وبركة وإيمان وتوكل أهلها الصالحين..أهل العلم و الإيمان و الدين.
د.فراج الشيخ الفزاري
f.4u4f@hotmail.com
////////////////////////

 

آراء