إليك أيتها الـ(سنية) في عليائك

 


 

 

كلام الناس

* أكتب إليك أيّتها الـ(سنية) الحنونة، وقد فارقتِ عالم الظاهر منذ سنوات خلت، وانتقلتِ إلى رحاب عالم الأرواح عند الرحمن الرحيم، لعلمنا أن روحك مازالت ترفرف حولنا، وكأنك تواصلين رعايتك واهتمامك بنا وأنت في الدرجات العلا.

* أكتب إليك في يوم الأم، رغم أنك محلّ حبنا وتقديرنا ومعزتنا وعرفاننا، كل يوم، بل وفي كل لحظة؛ لكنها مناسبةٌ نَذكُرُكِ فيها بالخير، ونحن لم نقطع الدعاء لك بأن يتغمدك الله بواسع رحمته، وأن يسكنك فسيح جناته مع من تحبين من الراحلين من الأهل والأحباب، وفي معية حبيب قلوبنا سيدنا محمد عليه أفضل السلام.

* أكتب إليك وقد لحقك في عالم الأرواح من لم يستطع البقاء في هذه الدنيا بدونك، الوالد العزيز مدني أبو الحسن، الذي ظلَّ يذكرك في كلِّ حينٍ بعد غيابك، وكيف أنه قال لنا ذات مرة وقد اقتَحَمَت خلوته (عصفورة) وهي تغرد: إنها أمكم جاءت تسلِّم علي.

* أكتب إليك وقد لحقتك ابنتك العزيزة (عزيزة) التي اجتهدت قدر استطاعتها أن تقتفي أثرك، كما لحق بك ابنك الأكبر الدكتور أبو العزائم، ومن بعده التشكيلي الرائع أبو الحسن.. كما لحق بك ابنك الحبيب يحي، نعلم أن أرواحكم تتعانق مع كل الأهل والأحباب الذين رحلوا عن هذه الفانية.

* أكتب إليك وأنت تتابعين كيف أن شجرة العائلة قد أثمرت بفضل الله ورعايته، وأنهم جميعاً، بمن فيهم أحفاد أولادك وبناتك، يسيرون على الدرب وهم يُعَمِّرون الدنيا ويستمتعون بنعم الله عليهم دون أن يغفلوا العمل لدار البقاء.

* أكتب لأقول لكِ أن المكان الذي شهد عملك الصالح ما زال يحفظ لك ولمن بقي من ذريتك ومن أتى من بعدك من ذريتهم؛ يَحفَظ ذكراك العامرة بالخير وصالح الأعمال.

* أكتب لأنقل لك تحياتنا لروحك، والتحية موصولة لكل الأمهات، الأحياء منهنَّ والأموات، ونحن ندرك أنه مهما فعلنا فإننا لا نستطيع رد بعض الدَّين الذي في أعناقنا لكن.

* عزاءنا أننا أَحْرَص على حمل الأمانة التي أصبحت معلقة على أعناقنا؛ أن نُحسِنَ الغرس لدار البقاء دون أن ننسى نصيبنا من الدنيا.

 

آراء