إمساكية إزالة التمكين..!!

 


 

 

 

 

سجّلنا أنفسنا من منازلهم مثل كثيرين كأصدقاء للجنة تفكيك الإنقاذ وإزالة التمكين واسترداد أموال الدولة من حرامية الإنقاذ وأصحابهم.. وأحببنا هذه اللجنة في الله.. وليس لنا بها صلة قرابة أو صلة منفعة أو منفعة صلة.. وهكذا الحب الصادق كما يقول (ابن رشيق) مع بعض التحفّظ على اقتباسه: ( إني أدين بدين الحبِ ويحكموا/ والله قد قال لا إكراه في الدينِ)..! ونحن لسنا على اطلاع بأوضاع اللجنة ونشاطها وعملها من قريب أو بعيد غير ما تعلنه في مؤتمراتها الصحفية وبياناتها وتنويهاتها..وقد بد لنا وكأن زخمها قد تراجع بعد أن أفلحت سكاكين الفلول والمتضررين من عملها و(أصهار الفساد) والخائفين من رأس السوط و(مستلمي المسروقات) ..وكذلك ما واجهته اللجنة من خذلان الأصدقاء من (داخل بيت الثورة) ومؤسسات فترة الانتقال بل الطعنات من رئاستها السابقة الممثلة في الفريق الذي هرب من مسؤولية مكافحة الفساد..! وطبعاً هناك العامل الذي أصبح حاضرا في كل معادلة وهو (تكتل إبطاء الثورة) وقوامه أعضاء في مجالس سيادية و(حركاتية) وفلول داخل الخدمة المدنية والنظامية ورجال أعمال لصوص، وإعلاميين من نوع (الله يكرِم السامعين)..!!
الذي (أهاج الشجون) حول عمل لجنة إزالة التمكين إننا كنا نظن أن الطريق أمامها سيكون ممهداً من دعم الحكومة وقوة الثورة ومؤسسات الفترة الانتقالية حتى تسترد (كل تعريفة) سرقها الإنقاذيون وفلولهم.. حتى الذين سمسروا في (كناتين الميناء البري) و(بُسطات الأقمشة) في سوق ليبيا..والذين حوّلوا توريدات (أورنيك 15) إلي جيوبهم.. والذين أقاموا الخيم في الخلاء لفرض الرسوم على اللواري.. دعك من الحرامية الكبار سارقي عائد البترول والقروض والطائرات ومحصولات الصادر وأموال صناديق الرعاية والادخار وقطارات السكة حديد والبواخر ومصانع سكر بكاملها..الخ وبطبيعة الحال هناك سرقات (فوق الخيال) وسرقات (فائقة الضخامة) وسرقات كبرى وسرقات متوسطة و(سرقات جانبية) وأخرى (بينية) ونهوبات صغرى و(سرقات دنيئة).. ولكل فئة من هذا السرقات أصحابها حسب سلم تراتبية جماعة الإنقاذ والمؤتمر الوطني وشركائهم من الأحزاب والجماعات والمجندين والمغفلين النافعين وغير النافعين والمكريين المؤجرين و(التابعين بغير إحسان) وفقهاء الصف الثاني و(متعهدي الدرداقات) والذين كانوا يحملون أثاث المكاتب إلى بيوتهم ومؤجري عقارات الحكومة لصالحهم وكأنهم ورثوها من آبائهم.. وهناك حرامية (نثريات الدوحة) وجماعة المواتر و(مراسيل توصيل الخضار والرغيف للهوانم).. والقائمة تطول..! ولكن (بصراحة النبي) الأمر الذي أعاد إلى الذاكرة اليوم عمل لجنة إزالة التمكين (ليس حلماً عابراً طاف بذهني) بل صورة حيّة لرجل كان وزيراً في عهد الإنقاذ وهو ليس من تنظيم الإنقاذ بل كان بين صفوف المعارضة ومن أحد الحزبين الكبيرين.. وكان وزير دولة بوزارة مرموقة ..فدعاه أصدقاء الأمس للاستقالة حتى لا تلحق به المسؤولية عن جرائم الإنقاذ.. خاصة إنه كان يردد بأنه قبل بالوزارة على مضض تنفيذاً للالتزام الحزبي.. وعندما ألحوا عليه بأن يستقيل قال لبعض خلصائه: (يا أخوانا بصراحة أنا داير أتم بيتي) يعني أنه دخل في مشروع بناء فيلا أو قصر لا يناسب إمكانياته السابقة وأنه يريد إكماله من ريع الوزارة وبدلاتها وأعطيات الإنقاذ والأسفار و(البرشتة) التي يتلقاها الوزراء من مصادر مختلفة تتقاطر فيها رسائل (الحب والظروف)..! ويقول أحد أصدقائه إنه فجع في صاحبه وذُهل من هذه الصراحة الوقحة (أو الوقاحة الصريحة)..! ..فهل يا ترى يمكن أن تصل أيادي لجنة إزالة التمكين إلى مثل هذا الرجل من (الحزب الكمالي)…؟َ!َ رمضان كريم..

 

آراء