إنتو عقار ده ترس مع عباس فرح..!!

 


 

كمال الهدي
16 November, 2021

 

تأمُلات
. كثيراً ما أستغرب لحالنا وإنشغالنا بأمور بعد فوات أوانها.

. يكثر الحديث هذه الأيام حول قبول بعض أعضاء الجبهة الثورية بأن يكونوا أعضاء في مجلس (المتخاذلين).

. وبصراحة يدهشني مثل هذا الموقف من بعضنا وإشغال أنفسهم بأمر ليس بغريب اطلاقاً.

. لن نتقدم شبراً ما لم نحسب لكل خطوة ونتخذ الفعل الصحيح قبل وقوع الضرر وليس بعده.

. التفاؤل غير الحذر أوردنا مهالك لا حصر لها، والمصيبة أننا ما زلنا نفكر بذات الطريقة، وفي بعض الأحيان نهرب للأمام بمبررات وأماني لا علاقة لها بما يجري على أرض الواقع.

. ولنأخذ هذا الضجيج حول مشاركة عقار وبعض رفاقه بنداء السودان في هذا المجلس غير الشرعي كمثال، ونسأل أنفسنا: هل ترس عقار أو غيره من هؤلاء القادة الهلاميين مع شباب ثورتنا، أو حرس أحدهم الترس برفقة الشهيد البطل عباس فرح، أو أي من رفاقه الأكرم منا جميعاً؟

. بالطبع لا.

. فهؤلاء جميعاً لحقوا بالقطار متأخراً جداً لا لشيء سوى الحصول على المناصب التي نستغرب الآن قبولهم بها.

. وقد بدأت هذه المؤامرات باكراً جداً، لكن كعادتنا أغفلنا ذلك في حينه.

. فعندما كان عباس فرح ورفاقه يسهرون الليالي ويواجهون الأهوال ويواجهون رصاص الغدر بجوار تروسهم ظللنا نسمع عن زيارات مشبوهة لبعض قادة الجبهة الثورية وغيرهم من الساسة لدولة الإمارات وعبرنا عن تخوفنا مما يجري حينذاك، لكن جاءنا رد المتعجلين سريعاً وطالبونا بأن لا نخون الآخرين.

. ثم بعد أن تشكلت حكومة الثورة وبدأ الحديث عن السلام توجه وفد مكون من حميدتي وكباشي والتعايشي لجوبا وأخذت خيوط المؤامرة تتشابك رويداً رويدا في وقت انشغلت فيه غالبيتنا بمعسول الكلام، وكنت كلما تشكك فيما يجري تسمع ردوداً من شاكلة " السلام سمح ولا يمكن لعاقل أن يرفضه".

. لا أعيد هذا الكلام من باب اثبات من كان على خطأ ومن أصاب، فهذا ليس مبلغ همنا، لكنني أعيد وأكرر لأن ذات الأخطاء مستمرة والتفاؤل غير الحذر ما يزال سيد الموقف.

. اهمال قحت ودكتور حمدوك واغفالنا نحن كشعب عن ما كان يجري في جوبا هو ما أوصلنا لما نحن فيه اليوم.

. ولولا وصول مناوي وعقار وجبريل وغيرهم بقواتهم وأسلحتهم لعاصمة البلد لما تجرأ برهان وكيزان السجم وفكروا مجرد التفكير في خطوة الانقلاب.

. إذاً قحت وحمدوك ونحن كشعب من هيأنا لهم ظروف الانقلاب على أعظم ثوراتنا.

. نعم هيأنا لهم ظرفاً لم يكونوا يحلمون به بصمتنا عن الأخطاء وجوانب القصور وانتظارها حتى تكبر.

. وإلا فقولوا لي كيف كان منطقياً أن نتوقع اتفاق سلام جاد ومستدام يأتي به حميدتي والكباشي.

.وما الغريب بالله عليكم في أن يخذلنا مناوي وجبريل وعقار وأردول وهجو.

. رأيي أن العكس هو ما يستحق أن نتداوله كخبر.

. أعني لو أنهم وقفوا مع الثورة ورفضوا الإنقلاب لكان هذا ما يستحق اهتمامنا ونقاشنا.

. أما ما فعلوه الآن فهو الطبيعي والمتوقع منهم تماماً وليس فيه أدنى غرابة تستحق الجدل والمناقشة، لأن في إضاعة الوقت مع مثل هؤلاء تثبيط للثوار على الأرض.

. وسأورد قصة وبعض تفاصيل انضمام التوم هجو لهذه الجبهة الثورية وهو ما ذكرته سابقاً، لكن الغرض من التكرار هو أن يفهم بعضنا كيف يفكر هؤلاء القوم، حتى لا نتوقع منهم ما لا يملكونه.

. كان التوم هجو وشقيقي الدكتور علي بابكر الهدي يرأسان لجنة الحزب الاتحادي الأصل بأمريكا.

. وذات يوم، ربما لظروف خاصة تتعلق به طلب هجو من شقيقي على أن يتوجهوا لعاصمة الضباب للإنضمام للجبهة الثورية.

. فرفض شقيقي رفضاً قاطعاً وقال لهجو وصديقه ابراهيم عدلان (رئيس سلطة الطيران المدني المُقال) أنهم يمثلون حزباً مدنياً لم يطلب منهم الانضمام لجبهة تضم حركات مسلحة.

. فكان رد التوم هجو أن ثلاثتهم يمكن أن يشكلوا جناحاً يسمونه الحزب الاتحادي جناح الجبهة الثورية.

. فكرر شقيقي رفضه المبدئي للفكرة وأضاف قائلاً أنه أصلاً لا يمكن أن يتخيل نفسه يوماً جزءاً من تنظيم، حزب، أو حركة تكون امرتها بيد عقار وبقية هذه الشلة.

. فأصر التوم على فكرته وتوجه للندن وأنضم هو وابراهيم عدلان وشخص ثالث لا أذكره الآن للجبهة الثورية كفصيل من الاتحاديين.

. ما تقدم يمنحكم فكرة عن العبث الذي يمارسه هؤلاء في شق الأحزاب والكيانات.

. وهي ذات الطريقة التي شُكلت بها مسارات التفاوض في جوبا التي جعلت من هجو والجاكومي وغيرهما ممثلين لأقاليم سودانية فيها من الرجال والنساء من يسدون قرص الشمس، لكنه الاهمال والسكوت عن الأخطاء وتوقع النتائج الجيدة من ذات المعطيات التي لم تجلب سوى الخراب في أوقات مضت.

. المهم في الأمر أن نكمل ثورتنا غير عابئين بكل المتخاذلين، وألا نثبط من همم الثوار على الأرض، وهم أصلاً غير معنيين بمثل هؤلاء الأرزقية ومساعيهم الحثيثة لاقتسام كعكعة الوطن.

. لو سألت ثائراً على الأرض عن هجو أو حجر فربما تأتيك الإجابة بسؤال: من يكون هذا القزم!

. فلماذا نملأ وسائل التواصل الاجتماعي بحسرة وندم في غير موضعهما، أو نكثر من الحديث عن حكومة منفى أو خلافها وكأننا نقول للثوار على الأرض أن الليل سيطول!

. لو ركزنا أكثر على التعبئة والتحفيز، وسعينا لتنظيم الصفوف، وكثفنا من المسيرات والمواكب السلمية بكافة مناطق وأقاليم ومدن السودان فسوف يُسقط شعبنا البرهان وحميدتي وأزلامهم.

. وسيحاول بعض الأرزقية وتجار الحروب القفز من السفينة الغارقة، لكن لا يفترض أن يمنحهم شعبنا الفرصة للضحك عليه مجدداً.

. فقد فُرزت الكيمان تماماً وتمايزت الصفوف الآن ولم يعد هناك مجال للتسامح مع من تسببوا في إراقة المزيد من دماء الأبرياء.

. واهم من يظن أن أزمة السودان يمكن أن تنتهي في وجود قتلة ومجرمين ولصوص اعتادوا على الكسب الحرام.

. وأكثر وهماً من يعتقد أن بيانات بعض القوى الإقليمية والدولية تستهدف الحلول حقيقة.

. فهؤلاء هم أنفسهم من تستفيد بلدانهم من ثرواتنا ومنتجاتنا الاستراتيجية التي تصلهم بتراب القروش بسبب وجود عملاء وخونة في هذا السودان.

. لكن إرادة الشعوب هي الأقوى، وفي الوقت الذي يشعرون فيه بتصميم شعبنا وعزمه على المحافظة على ثورته ومكتسباته سيُجبرون على دعمنا دون حاجة منا لإعلان حكومة منفى أو غيرها.

. المنفى يجب أن يكون وجهة برهان وحميدتي وبقية المجرمين، وهو أمر بيد شعبنا وحده لا غيره.

kamalalhidai@hotmail.com
///////////////////

 

آراء