إنسانية بوتين مسرحية (بايخة)!!

 


 

 

musahak@hotmail.com

في خضم الأزمة العالمية التي جاءت نتيجة لغزو روسيا لاوكرانيا في 17 فبراير (شباط ) 2022،وما خلفته تلك الحرب من كوارث إنسانية أدت لفرار أكثر من خمسة مليون أوكراني وتشريدهم علي نطاق واسع في الدول الاوربية ،هذا دعك عن آلاف القتلي والجرحي الذين خلفتهم تلك الحرب ، ولم يزل العالم يحبس أنفاسه من مخاوفه من حرب نووية قد لا يبقي من يحكي عن آثارها علي البشرية في اليوم التالي .
ظلت كلاً من روسيا وأوكرانيا مصدراً هاما للحبوب والزيوت النباتية والطاقة للعديد من دول العالم ،ومن البدهي أن تصبح هذه المصادر مهددة في ظل حرب لا يتكهن أحد بمآلاتها حتي اللحظة ،إذ سرعان ما تحولت تلك المصادر التجارية إلي سلاح حرب هذا ما نشهده في أزمة الطاقة والعقوبات الاوربية التي إرتبطت بها ،ثم الخطوط الملاحية التي من الاهمية بمكان إذ إنها تعتبر شريان الحياة للعالم متمثلاً في تلك الموانئ (أوديسا)علي البحر الاسود وممرات البلطيق الاخري.
في الآونة الاخيرة لعبت تركيا دوراً رئيسياً في التوسط لآنسياب تلك الصادرات من شحنات القمح بعد أن جمعت بين الخصمين اللدودين في محادثات شاقة وكان لزاما علي الطرفين الانحناء لها ليس لعوامل إنسانية كما يبدو ولكن لان إقتصاد الحرب النازف في كلا البلدين يملي عليهما تقديم تنازلات .
وهكذا نشطت حركة سفن القمح في تلك الممرات وتحت إشراف لجان من البلدان الثلاث (تركيا،روسيا،اوكرانيا).تضمن لجان تفتيشها خلو تلك السفن من المعدات ذات العلاقة بآلة الحرب.
في الاسبوع الماضي إستهدفت الصواريخ الاوكرانية سفناً حربية واخري مدنية في أحدي ممرات البحر الاسود ،وذلك ما قاد روسيا إلي تعليق تلك الاتفاقية ،ولكن سرعان ما عادت بعد إلتزام أوكراني بعدم آستهداف تلك الممرات مستقبلاً.
تزعم روسيا بوتين أن الدول الغنية هي المستفيد من هذه الاتفاقية بدرجة كبيرة حسب رصدهم للمبيعات ،وعليه فإن إنسانية (بوتين) تري ضرورة السماح وباولوية لتلك السفن المتجهة نحو الدول الفقيرة(السودان، الصومال) ،لقد سنحت الفرصة لبوتين لتسويق نفسه لفقراء العالم بأنه هو الواهب (العطاي)لمنحة لا تتجاوز بضعة آلاف من الاطنان من القمح وبعض العقود الآجلة قبل الحرب لتلك الدول.
هكذا بوتين يستخدم مساحيق ليبدو إنسانياً تجاه فقراء هذه الدول .
في حين ينهب شركاؤه من عصابات فاغنر ذهب ويورانيوم الدول الافريقية الفقيرة في السودان ،وأفريقيا الوسطي ،ومالي،وغيرها.
الانسانية لا تتجزأ فالذي يقصف الخدمات الحيوية من كهرباء ومياه في كييف وخيرسون وغيرها من المدن الاوكرانية، ويشعل حربا أدت إلي فرار أكثر من خمسة ملايين أوكراني نحو الدول الاوربية هذا عدا آلاف القتلي والجرحي والمدن المدمرة كلياً أو جزئياً هو ذات (بابانويل) في شحنات متواضعة من القمح لفقراء العالم الثالث.
كمً هيّ مسرحية (بايخة)يا بوتين .

 

آراء