إنها مسألة حياة ومستقبل مشترك

 


 

 

 

*أصبحت المرأة السودانية تكتب بجرأة غير معهودة في القضايا الإنسانية والعاطفية وهذه ظاهرة طيبة لأن مواقفها السالبة ألحقت بها الضرر .. أقلها عزوف الشباب عن الزواج وأخطرها ازدياد حالات الطلاق وسط المتزوجين حديثاً.

* على أيام هوجة الزواج الجماعي كان من الطبيعي أن تكثر حالات الطلاق، ليس بسبب التسهيلات والمعينات التي كانت تيسر لهم الزواج، لكن لأنه في كثير من الأحيان يتم الزواج - إنت وحظك - دون تعارف أو تفاهم.
* لكن الغريب أن تستمر حالات الطلاق وسط المتزوجين في هذه الأيام التي يكلف الزواج مبالغ مليونية تصرف في الطقوس المظهرية والتفاخرية صرف من لا يخشى الفقر، وللأسف بعضها أيضاً يتم دون سابق معرفة أو تفاهم مثل الزيجات المحمولة جوًا.
*للأسف ازداد اهتمام الفتيات بالمظاهر الشكلانية حتى في أنفسهن وسط تنامي جنون تبييض البشرة الذي للأسف أضر ببشرة بعضهن وشوه بشرة البعض دون أن يكسبهن حتى الجمال المتخيل.
* الكاتبة الصحفية رندا عطية أثارت مسألة الجمال والقبح في مقال جرئ بعنوان " إنتو يا بنات" ذكرت فيه المقولة الفرنسية : لا توجد امرأة قبيحة لكن توجد امرأة لا تعرف تهتم بنفسها، وقالت رندا إن الجمال نسبي أما الأنوثة فهي موجودة في مختلف الأجناس والألوان.
*دعت رندا بنات جنسها إلى المزيد من الاهتمام بأنفسهن بدلاً من محاولة تغيير لون بشرتهن خاصة وأن اللون الأسمر جميل وأنه بدأ يزحف بقوة ليفرض نفسه في مختلف أنحاء العالم.
*ما يهمنا هنا هو إعادة طرح السؤال .. هل أفلح اللهاث نحو تبييض البشرة واستعمال المستحضرات التجميلية الصناعية في تحقيق الغرض المطلوب، خاصة وأن الواقع العملي أثبت عدم جدواه في تحقيق السعادة المرجوة بين الطرفين.
*نقول هذا مع تحفظنا على الإشارة المبطنة الواردة في مقال رندا عطية للاهتمام بالأنوثة أكثر .. لأنها أيضاً ليست كافية لتحقيق الاستقرار الاسري والحياة الزوجية السعيدة.
*للأسف رغم المكتسبات الحضارية ومشاركة المرأة في كل مناحي الحياة العامة‘ إلا أن الظروف الاقتصادية الضاغطة تسببت في عزوف الشباب عن الزواج، وشح الفرص الحقيقية للزواج أمام البنات جعلت بعضهن يقبلن بالعريس الجاهز.
*نعرف أننا نسير على طريق الأشواك بتناولنا هذا الموضوع الحساس لكننا لابد من وضعه في أولوية اهتماماتنا المجتمعية والأسرية ولا بد من إلقاء المزيد من الأضواء على هذه المسألة الحساسة‘ خاصة في ظل ازدياد حالات الطلاق بشقيه البائن والعاطفي.
*إنها دعوة للتفاكر تحت الأضواء الكاشفة لإنارة الطريق أمام بناتنا وأولادنا وأن نمد أيادينا لهم/ن بدلاً من وضع المطبات المادية والاجتماعية والنفسية أمام مستقبلهم/ن.
*الأمر يحتاج لمزيد من الإضاءات التي ننتظرها منكم/ن .. لأنها مسألة حياة ومستقبل مشترك.

 

آراء