كلام الناس
أثارت الإعلامية السودانية مودة حسن في برنامجها الصباحي بقناة النيل الأزرق الذي إختارت له شعار "خليك مختلف" قضية إجتماعية مهمة هي قضية الأطفال الذين يولدون ب"متلازمة داون".
معروف بأن حالة متلازمة داون تحدث عندما يولد الطفل غير مكتمل الكروموسوم الأمر الذي يتسبب لهم في تشوهات خلقية، ونبهت مودة لخطأ النظرة السالبة لهم والإستهزاء بهم وحرمانهم من ممارسة حقهم في إكتساب المعارف والقدرات وفرص العمل المناسبة لهم.
جاء ذلك في الفقرة الثانية من برنامجها يوم الثلاثاء الماضي .. وعادت بي الذاكرة لحالات شاهدتها وسط أسر أخفوا مثل هؤلاء الاطفال وحبسوهم في البيت حتى انتقلوا لرحمة الله دون أدنى محاولة للأخذ بيدهم.
تذكرت أيضاً برنامج الإعلامي الراحل المقيم محجوب عبد الحفيظ عليه رحمة الله الذي خصصه لتناول حالات من ذوي الإحتياجات الخاصة بعنوان "الصلات الطيبة" بيّن فيه عملياً كيف أن بعضهم يتميزون في كثير من مجالات الإبداع والأنشطة .
هناك محاولات بذلت في السودان للأخذ بيدهم ووضع قانون يلزم مؤسسات العمل بتشغيل القادرين منهم على العمل كل في مجال إمكاناته وقدراته للأسف لم يطبق، لكن بعضهم شقوا طريقهم بقدراتهم ومواهبهم في شتى صنوف الإبداع والأنشطة الرياضية.
في أستراليا يجد ذوي الإحتياجات الخاصة رعاية مجتمعية منظمة، وقد شاهدت كيف تنظم لهم دورات تعليمية وتدريبية في مكتبة ميريلاند بسدني بصحبة مشرفين وإخصائيينن نفسيين وإجتماعيين لتشجيعهم على القراءة والإندماج في المحيط المجتمعي.
لذلك تجدهم في الشوارع والميادين العامة يمارسون حياتهم الطبيعية دون حاجة لمساعدة أحد ويعملون في بعض المواقع في حدود إمكاناتهم وقدراتهم وإستطاعتهم.
إن إثارة هذه القضايا المجتمعية للرأي العام في بلادنا يكتسب أهمية خاصة لاستمرار النظرة السالبة لهم لدى البعض وإطلاق بعض الصفات والنعوت عليهم والسخرية منهم، بدلاً من الاخذ بيدهم وتنمية قدراتهم ومواهبهم ودمجهم في المجتمع.
هناك نماذج شهيرة لحالات من ذوي الإحتياجات الخاصة اجتازوا الإعاقة واستطاعوا النجاح والتفوق والإبداع في الحياة العامة، لذلك فإن الواجب الإنساني والأخلاقي يتطلب من الأسر والمصالح والمؤسسات التعليمية والتربوية والثقافية والفنية والرياضية إعطائم رعاية أكثر.