إنهم يتلاومون وتركوا السفينة تغرق
كلام الناس
*من الظلم الحكم على الوضع الحالي في السودان بأنه يشبه الأوضاع قبل إنقلاب الثلاثين من يونيو 1989م لأن الوضع الحالي لم يحدث في السودان من قبل، في ظل التخبط السياسي الذي فاقم الإختناقات السياسية والإقتصادية والأمنية مع العجز التام عن إدرة شؤؤن البلاد.
*مع ذلك تستمر المحاولات العبثية التي يحاول فيها أهل السلطة إطالة أمد حكمهم بلا طائل، منذ عرض مسرحية "حوار الوثبة" ومخرجاته التي أفرزت حكومة زادت طين الأزمات بلة تجسدت في معضلات شح السيوله وشح الوقود ومعضلات الأدوية و...الخ من الازمات المتفاقمة.
*لن أعيد عليكم ماقاله وزير الخارجية البروف إبراهيم غندور المقال وإتضح فيما بعد صدق قوله، فقد لحقه النائب الاول لرئيس الجمهورية رئيس الوزراء الفريق بكري حسن صالح فقال ذات ماقاله الوزير المقال عندما تحدث عن أسباب أزمة الوقود، ولا عن طلب الإحاطة الذي تقدم به عضو حركة الإصلاح الان"الخارجة من رحم حزب المؤتمر الوطني الحاكم الغائب" فتح الرحمن فضيل واخرين بإستدعاء رئيس الوزراء أمام الرلمان حول الوضع الإقتصادي.
*كما لن أتحدث عن معضلة وزير النفط والغازالذي نشرت صحف الخرطوم أنه ذرف الدمع السخين بالبرلمان وهو يقول : لن أتحدث عن المال العام" عشان ماأحصل غندور"، ولا عن قراراته الغريبة والمريبة بإعفاء عدد كبير من مديري الإدارات بالوزارة من الخدمة.
*يكفي أن أحاول معكم معرفة معاني هذه الربكة السياسية والتنفيذية التي توجهها الحزب الحاكم بإرسال ثلاثين قيادياً إلى الصين في زيارة تستغرق عشرة أيام بهدف تبادل الخبرات مع الحزب الشيوعي الصيني وتنفيذ مخرجات الحوار الوطني!!.
*هذا الحزب أعلن أيضاً عن تكشيل عشرين لجنة للحوار مع الأحزاب وسط تصريحات مضحكة مبكية عن إلتزامهم بقرار الأحزاب بتأجيل الإنتخابات المقرر قيامها في 2020م إذا رأت الأحزاب ذلك.
*لا أحد يدري لماذا كل هذه اللجان ومع من ستتحاور .. هل مع الأحزاب الموالية ذاتها أم مع الأحزاب والحركات الممانعة كي تلحقها بسفينة الحكم التي دخلت في متاهات داخلية وخارجية في ظل إستمرار سياسة الإنقراد والعناد ومحاولات ذر الرماد في العيون بمثل هذه المبادرات الهيولية التي ثبت فشلها في تحقيق الإتفاق السوداني المنشود.
*إن المخرج الامن للخروج بالسودان من أزماته الداخلية والخارجية واضح ومعروف للحكومة ولحزبها الحاكم الذي أقبل قادته على بعض يتلاومون فيما تركوا السفينة تغرق في بحر الظلمات والأزمات المتلاحقة والمتفاقمة.
noradin@msn.com