إن لم يكن كوزاً أعطوه.. نسخة في بريد مجلس التعاون الخليجي

 


 

 

(1)

ربما أحتاج الي بعض الوقت أو الجهد من قبل الآخرين لتغيير قناعتي عن الإسلاميين من غير السودانيين.
بتجربتي المتواضعة فإن خيرة من ألتقيتهم من إخوتنا العرب و الآسيويين كانوا من الإسلاميين ( صدقاً ، تواضعاً، وداً و محبة للخير ) ؛ ذلك على نقيض ( بعض ) أقرانهم في السودان من اللصوص الكذابين القتلة، زناة نهار رمضان ( هداهم الله).

عندما أعلن الملك السعودي الراحل عبدالله بن عبدالعزيز ( رحمه الله) في مارس 2014 تصنيف جماعة الاخوان المسلمين جماعة ارهابية بجانب الحوثيين و حزب الله اللباني ؛ كتبتُ تغريدة على منصة التويتر قلت فيها ( ليست من الحكمة وضع جماعة الاخوان المسلمين مع الحوثيين في سلة واحدة). جاءني الرد من الأخ الفريق ضاحي خلفان ، قائد شرطة دبي قائلا: (ضعهم في سلة واحدة و أرميهم في الزبالة).
توقفتُ عند ذلك الحد !!.

(2)

في سبتمبر 2014 و بينما كان الحوثيين على مشارف العاصمة صنعاء؛ خرج اللواء علي محسن الأحمر ، قائد الفرقة الرابعة المدرعة اليمنية(صفوة الجيش اليمني) من العاصمة متجهاً نحو الجنوب، و متأسفاً على تقصير دول الخليج العربي و خاصة العربية السعودية في الدفاع عن الشرعية اليمنية.
عندما سئل القائد المخضرم علي محسن عن من يدافع عن صنعاء ان كان يغادرها. فرد اللواء محسن الأحمر فلتأتي السعودية للدفاع عنها.
تساهُل دول الخليج العربي كان مبعثه نكاية بحزب الاصلاح اليمني( ذو الخلفية الإخوانية)و الذي دعم الربيع العربي في اليمن.

(3)

بعد عام تقريبا ، اي في مارس عام 2015 إضطرت دول الخليج العربي و بقيادة المملكة العربية السعودية الدخول في الحرب (بعاصفة الحزم) ، ذلك بعد هروب الرئيس عبد ربه هادي منصور من العاصمة اليمنية المؤقتة في عدن، نتيجة إقتراب الحوثيين منها.
هنا كتبتُ تغريدات عدة بالمنصة المذكورة قلت فيها: ( يجب على الاخوة الخليجيين ان لا ينظروا الي الخلفية الإخوانية المزعومة للواء علي محسن الأحمر. برأيي فإن الرادع الوحيد للتغول الإيراني على اليمن و جنوب شبه الجزيرة العربية هو اللواء محسن الأحمر. لذا فإن تواجده في موقع سياسي متقدم مهم لليمن و للمنطقة.
لم يرد على التغريدة اي من الاخوة الخليجيين . لكن بعد أكثر من عام هرول الجميع طلباً لنجدة اللواء محسن الأحمر ليصبح نائباً للرئيس و بسلطات الرئيس. إلا انه بعد فوات الاوان، فلم يستطع من تغيير شيء على الأرض حتى غادر المنصب ، وسط دعم بعض اعضاء التحالف العربي نفسه للانفصاليين الجنوبيين اليمنيين، لتستمر معاناة أطفال و نساء اليمن.
إنها عقلية رزق اليوم باليوم في السياسة - أقليمية كانت أو دولية.

( 4)

أثناء تواجدي في مملكة ماليزيا( حيث تتكدس بنوكها بأموال اليتامى و الأرامل و الضعفاء السودانيين ، و التي نهبها تجار الدين من الذين يسبون الدين نفسه في نهار رمضان). نعم عندما كنت هناك و رغم قصر تواجدي ؛ كنت أتحاشى مجتمع السودانيين؛ تفادياً للقتلة الكذابين.
في يوم من الأيام اتصل بي أحد الاخوة السودانيين يستشيرني ؛ لأنهم قد جمعوا بعض المساهمات لمساعدة أخ مريض في مكان بعيد و أنهم بصدد تسليم المساهمات لأخ آخر و سوداني ايضاً.
قلت لهم (تأكدوا منه ، فإن لم يكن كوزاً أعطوه).
المفارقة الصادمة و المضحكة معاً ؛ ان الذي سألني هو نفسه كان منتمياً للجماعة ، و لم اكن لأعرف !!.

(5)
مقولة من أمن العقاب أفسد الأداب ، تنطبق على مسيرة الزواحف التي خرجت في شوارع الخرطوم يوم أمس الاول تحت رعاية المنظومة الإنقلابية و المتمثلة في اللجنة الأمنية و بحنان متدفق من قبل الشرطة. نحن لا نحرض الشرطة على الأعتداء على الزواحف التي لم تستحي من موبقات العقود الثلاث الماضية لكن نريد منها معاملة بالمثل ازاء المتظاهرين السلميين العزل و الذين تقتلهم و تدهسم الشرطة و غيرها من قوة الشر الكيزاني دون أدنى رحمة أو وازع .
الذي يجب ان تدركه قوى الخير الوطني ؛ ان الكيزان ملة واحدة و إختلفت الأسماء و تلونت الخطب.
أما مواقف الدولتين الخليجيتين المنخرطتين في الوساطة؛ فلا تعيروها اهتماماً كبيراً. إلا و لما وضعتا خير الاسلاميين في القوائم السوداء، بينما اليوم تساندان أكثر التنظيمات العربية و الافريقية قبحاً - تنظيم الجبهة الاسلامية القومية.

لذا ؛ فقط قوموا الي ثورتكم يرحمكم الله !!

د. حامد برقو عبدالرحمن
NicePresident@hotmail.com

 

آراء