احتفالاً بالذكرى الثامنة والثلاثين .. حول تقديم الحزب د. النعيم كمحتفل (13)

 


 

 

بسم الله الرحمن الرحيم
وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللَّهُ وَاللَّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ ""
صدق الله العظيم

التمويل ومنظمة الند

لقد رأينا طرفا كافياً عن التمويل، عند د. النعيم، وموقفه منه.. فهو يرى بصفته تلميذاً للأستاذ محمود واجبه المباشر أن يستفيد من التمويل، للبحث العلمي.. والبحث العلمي عنده هو تفكيك الإسلام وتفكيك الفكرة الجمهورية، بالصورة التي رأيناها.. فهل د. النعيم يعمل أيضاً على تفكيك المجتمع الجمهوري، كما عمل على تفكيك الفكرة؟ الأمر فيما يتعلق بالفكرة صارخ الوضوح.. ولكن بالنسبة لتفكيك المجتمع ليس بهذا الوضوح..
ولكن القرائن التي تدل على العمل لتفكيك المجتمع الجمهوري واضحة.. وعلى رأس هذه القرائن علاقته بما يسمى (مركز الأستاذ محمود) والمركز يتلقى الأموال من منظمة الند، وهذا أمر أصبح معلناً، والأستاذة رئيسة المركز تدافع عن تلقي الأموال، بصفة أن المركز منظمة مجتمع مدني.. فما هي منظمة الند، وما هي علاقة د. عبدالله النعيم بها؟ عندما نعرف المنظمة ودور النعيم بها، يصبح واضحاً أن النعيم وراء تمويل المركز.

القرينة الثانية، هي ما يسمى ب (الحزب الجمهوري).. فالحزب يقوم على العمل السياسي الذي يستبعد فيه الدين، متمثلا في (طريق محمد).. وطريق محمد هو الفكرة الجمهورية!! فهل لد. النعيم دور في قيام هذا الحزب؟ لا يوجد شيء معلن لكن الأمر غير مستبعد.. بل أنه من غير المستبعد، ان تكون هناك خطط للمستقبل بهذا الصدد.. والأمر الذي يرجح دور د. النعيم هو بيان (ما بعد الطوفان)، الذي أصدره د. النعيم يدعو فيه إلى وفاق وطني جديد حسب زعمه.. وقد وقع على البيان خمسة أشخاص على رأسهم الأستاذة أسماء رئيسة الحزب.

ثم أعقبه د. النعيم ببيان آخر، لا يختلف في محتواه عن البيان الأول، ويقوم كِلا البيانين على الدعوة للعلمانية، وفصل الدين عن الدولة.. كل هذا يجعل عمل النعيم على تفكيك المجتمع الجمهوري هو الأمر الراجح، خصوصاً موضوع التمويل.. وكما يقول د. النعيم نفسه، في التمويل يكون المموَّل تابعاً للجهة التي تموله، وقد أوردنا نصه في ذلك.
والآن نرجع إلى موضوع المنظمة، والتعريف بها..ونحن نرجع في ذلك إلى موقع المنظمة وبعض الكتب والمقالات التي تعرف بها.

نورد هنا بعض ما جاء من أقوال نائب رئيس المنظمة ديفيد لوي (David Lowe) في الموقع الذي سنذكره، بعد نهاية الأقوال.
يقول: "تم تدشين وتأسيس الصندوق الوطني للديمقراطية (NED) مطلع الثمانينات من أجل تقديم المساعدة الأمريكية لدعم جهود نشر الديمقراطية والحرية والحكم الذاتي في العالم، بما يخدم مصالح الولايات المتحدة الأمريكية، ومصالح المناضلين في سبيل الديمقراطية على نطاق العالم".. ويقول أيضاً: "وعندما انكشف في أواخر الستينات أمر بعض المنظمات الخاصة التي كانت تتلقى تمويلا خفيا من وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية لشن حرب الأفكار في المنتديات والمحافل العالمية، رأت إدارة الرئيس جونسون ضرورة إيقاف التمويل، وأوصت بتأسيس (آلية تمويل حكومية-خاصة) لتمويل النشاطات خارج الولايات المتحدة بصورة مكشوفة".. عقب الإشارة لخطاب ريغان أمام البرلمان الإنجليزي جاء: ((وقد ذكر أن صندوق دعم السياسة الأمريكية سيشرع فورا في إعداد دراسة "لتحديد أفضل طريقة يمكن أن تساهم بها الولايات المتحدة – كأمة - في دعم الحملة العالمية المتنامية لنشر الديمقراطية في العالم..

وقد كان هذا الخطاب أحد الدوافع الأساسية لتأسيس صندوق دعم الديمقراطية الأمريكي، والذي أوصى لاحقا بتأسيس منظمة (NED) بإجماع من الحزبين الحاكمين.. وبالرغم من أن المنظمة تسمى "غير حكومية" إلا أن تمويلها يأتي بصورة أساسية من الحكومة ويخضع لرقابة الكونغرس. وبدورها تقوم منظمة (NED) بتوزيع الأموال إلى المنظمات الخاصة بغرض تشجيع ونشر الديمقراطية في الخارج))..

وضع منظمة (NED) كمؤسسة غير حكومية لها عدد من الميزات تعترف بها المؤسسات التي تنفذ في الواقع السياسة الخارجية الأمريكية. ففي خطاب وقعه عام 1995 سبعة من وزراء الخارجية الأمريكيين السابقين (هم: جيمس بيكر، لورنس ايجلبيرجر، جورج شولتز، اليكساندر هيج، هنري كيسنجر، ادموند موسكي، وسايروس فانس) ورد قولهم: (نحن نعتبر الصفة غير الحكومية لمنظمة (NED) أكثر نفعا وفائدة الآن مما كانت عليه لدى تأسيس (NED) قبل اثني عشر عاما".. "منظمة (NED) تتشاور باستمرار مع صناع القرار السياسي حول نشاطها وعملها، بما يذهب إلى أبعد من مستوى التشاور والاتصال الذي تقتضيه حدود التفويض الممنوح لها بموجب قانون تأسيسها".. "فوضعها كمنظمة غير حكومية يمكِّنها من تقديم المساعدة السياسية إلى القوى الديمقراطية في مناطق الاضطهاد أو في الظروف السياسية الحساسة التي يكون فيها تقديم الدعم المباشر من الحكومة الأمريكية، حتى لو تم تمريره عبر مؤسسات وسيطة غير حكومية، غير ملائم لاعتبارات سياسية أو دبلوماسية.

وبحكم علاقة المنظمة بالمعاهد الأربعة التابعة لها وبحكم الصفة التقديرية التي تتمتع بها في تخصيص المنح، يمكنها أن توفر استجابة (عروض متكاملة) للاحتياجات المعقدة للديمقراطيات الجديدة. ثم بصفتها مؤسسة دورها الوحيد هو نشر الديمقراطية يمكن لها أن تعمل كمركز للنشاط الديمقراطي، بحيث تجسّر الهوة بين الناشطين وطلاب الديمقراطية".. راجع الخطة الاستراتيجية للمنظمة لعام 1992 – الصفحات (6 – 12)

المنظمة بما أنها تحظى بإجماع الحزبين الجمهوري والديمقراطي، عليها، ولذلك التمويل الحكومي لها مستمر في ظل كافة الحكومات المتعاقبة، وهو امتياز لا يتوفر غالباً للمنظمات المسماة "غير حكومية (NGOs)"
المرجع هو الموقع: www.ned.org/about/history

أما F. William Engdahl فيقول من كتابه:
Full Spectrum Dominance
Totalitarian Democracy in the New World Order
السيطرة الكاملة
الديمقراطية الشمولية في النظام العالمي الجديد
قال في ص 90: "منظمة NED منظمة خاصة تمولها الحكومة الأمريكية ونشاطاتها مصممة لمساندة أهداف السياسة الخارجية الأمريكية. والهدف من تأسيسها هو القيام بالدور الذي كانت تؤديه السي آي ايه خلال فترة الحرب الباردة، ولكن تحت غطاء العمل كمنظمة غير حكومية NGO لا غبار عليها".

وعن السؤال: ما هي العلاقة بين منظمة NED وحكومة الولايات المتحدة؟
جاء: "إن حقيقة أن منظمة NED تتلقى دعما من الكونغرس تمثل بالكاد أكثر علاقة مباشرة بالحكومة. في الواقع إن عمليات المنظمة تديرها وتضعها بصورة مباشرة وزارة الخارجية الأمريكية والبيت الأبيض بالتنسيق غالبا مع قيادة الاستخبارات المركزية الأمريكية في لانجلي، ويتم كل شيء بالتنسيق مع السفارة الأمريكية في البلد المستهدف. الموظفون المسئولون عن هذه العمليات لهم علاقات متشعبة أشبه بالباب الدوار مع وزارة الخارجية الأمريكية، فهم يتنقلون من وظيفة لأخرى في البيت الأبيض ووزارة الخارجية وهكذا دواليك".. من مقابلة مع بروفيسور ويليام روبنسون أستاذ الدراسات الاجتماعية، في يو سي، سانتا باربرا.. جرت المقابلة بتاريخ 13 يونيو 2005..
الرابط:
www.iefd.org/articles/global_civil_society.php

ما هو وضع د.النعيم بالمنظمة:

جاء بموقع المنظمة WWW.NED.ORG عن النعيم أنه "عضو مجلس المنتدى العالمي لبحوث الديمقراطية".
((International Forum for Democratic Research Council
التابع لمنظمة (الند). ويُعرَّف هذا المنتدى في التقارير السنوية للمنظمة على أنه الذراع المعني بالبحوث والنشر في المنظمة. والمجلس مختص بتخصيص المنح، واختيار الناشطين من مختلف أنحاء العالم، وإحضارهم لينالوا دورات تدريبية في الولايات المتحدة مدتها 5 أشهر لتعميق فهمهم حول الديمقراطية ... إلخ.
راجع أي من تقارير 2005 ـ 2006 ـ 2007 ـ 2008

الموضوع لا يحتاج لأي تعليق.. هذه هي المنظمة التي يتلقى منها ما يسمى "مركز الأستاذ محمود" التمويل!! وهذا هو وضع د.النعيم في المنظمة!!

د.النعيم لا يجهل أن المموِّل إنما يعمل لمصلحته هو، وفق أغراضه من التمويل.. والمتلقي للتمويل إنما يخدم أغراض المموِّل.. وفي الواقع هذا أمر يلحق بالبداهة!! لنرى بعض أقوال النعيم في هذا الصدد، فهو يقول في ندوة بمركز الخاتم عدلان 30/12/2009 ما نصه:

"الصورة التى تحدث ان منظمات المجتمع المدنى تعمل أنشطة وتأخذ تمويل من مصادر خارجية ومرجعيتها فى المحاسبة خارجية، وانا اطلق عليها اسم تبعية حقوق الانسان، تعريفنا للغايات وتعريفنا للاسبقيات وتعريفنا للوسائل والنجاح كله قائم على مرجعية اعتمادنا على الغير وليس على مرجعية اعتمادنا على انفسنا، مهما كان المركز ناشط ومهما كانت التقارير التى تصدر وتتم الترجمة للغات الاجنبية ولديهم موقع الكترونى الخ، لكن فى النهاية مقياس نجاحنا لابد ان يكون على أساس المواطنة وحق تقرير المصير".. "لو كنت انت منظمة ترفع طلبات للتمويل وتجد هذا التمويل وتنفذ العمل وتعود لكتابة تقارير للجهة التى قدمت التمويل والقاعدة التى تعاملت معها هي في تصورك مُنتفعة بهذا العمل الذى انجزته – رغم انها غير مُنتفعة به فى الحقيقة – لكن فى تصورك مثلاً انك قمت باشاعة حقوق الانسان ووضعت ثقافة المحاسبة والتقارير الخ, ومقياس عملك هنا ومرجعيتك هنا قائمة على مرجعية المموِّل، ومثل هذا العمل يخلق ديمومة للتبعية ويقدم لها التبرير.. الجهات التى تقوم بتمويلك تقوم به من اجل ان تعمل عمل لا يمس هيكلية الظلم، هيكلية انتهاك الحقوق وانما يُعطيك الفرصة ((انك عامل حاجة)) دون ان تكون ((عامل حاجة فى الحقيقة))، فانت لا تقوم بتغيير هياكل الظلم الثقافى والاجتماعى والقهر العسكرى الخ من الصور الكبيرة للظلم، هم لا يقولون نحن نقدم التمويل حتى تفعل هذا وهذا ولكنهم يقولون نحن نقوم بتمويل هذا وهذا من الانشطة وانت تقوم بكتابة الاشياء التى يقومون هم بتمويلها وتستخدم لغة المصطلحات حول من هم المنتفعين وكيف نقيس النجاح، مثل السيناريو المكتوب - فى الحقيقة هو سيناريو متفق عليه - منظمات التمويل ومنظمات العمل المدنى كأنهم متآمرين من غير خطاب واضح ((انتا تقول كده وانا اقول كده، انتا تعمل كده وانا اعمل كده، عشان نحس اننا عملنا حاجة وفى الحقيقة احنا عارفين انهم عارفين اننا عارفين اننا ما عملنا حاجة))، لم نعمل تمليك الشعب قيمته بنفسه على حساب وضعنا نحن كبسطاء او وضعنا نحن كصفوة. ولهذا اقول نحن مسؤولين لقواعدنا وليس لجهات التمويل وهو ما لن يحدث إلا لو كانت قواعدنا عندها سلطة علينا، ان تقول ان السويديين قاموا بتمويلى والسويديين ناس طيبين وعندهم اتجاهات تحررية وتقدمية، حتى لو افترضنا ان هذا صحيح فان هذا من وجهة نظرهم هم وتصورهم هم لمقاييس النجاح والفشل وثقافتهم وتجاربهم هم، وفى النهاية ليست عندها الديمومة، لا ينفع السويديين او النرويجيين لابد من المرجعية المحلية، ومن هنا اقول لو كان فى الامكان لمنظمات المجتمع المدنى ان يكون تصورها اولاً لنفسها قائم على ثقافتها فى البيئات الحقيقية وليست البيئات المفتعلة بتاعت الخرطوم 2 والعمارات . هناك اشكالية ان المجتمع المدنى لا يكون مجتمع مدنى الا بالصورة التى يتنظم فيها فى الغرب لان هذا هو التنظيم الذى تعرفه وتحترمه الجهات المانحة وتضع فيه الثقة."..

هكذا!! المفارقة في أمر التمويل، عند النعيم، واضحة جداً.. ولكن رغم ذلك، جعل التمويل واجبه المباشر، وأسرف على نفسه فيه.. ثم قاد أصحابه، من جماعة المركز، ليتورطوا فيما تورط فيه، من وحل التمويل.. فالقضية ليست قضية جهل، وإنما هي قضية مفارقة للقيم، ترجع في الأساس إلى مفارقة إرشاد المرشد، وتجاوز توجيهاته، حتى في الأمور الأساسية، والبديهية، عن علم.

يتبع...

رفاعة
في 19/2/2023م
/////////////////////////////

 

 

آراء