احتفالاً بالذكرى الثامنة والثلاثين .. حول تقديم الحزب د. النعيم كمحتفل (14)

 


 

 

بسم الله الرحمن الرحيم
"وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانتَهُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ"
صدق الله العظيم

من أقوال الأستاذ محمود حول التمويل

"وبعض صحفنا تملك حرية أن ترتشي أو قل إن كنت ممن يؤثرون (التلطيف) أنهم يملكون حرية أن يقبلوا الهدية من بعض الدول الخارجية في شكل (معونات) مالية تساعدهم على أداء (رسالتهم) وهذه أيضاً حرية لا تكفلها الديمقراطية، وإنما جاءت من قبل إساءة ممارسة الحق الديمقراطي في الحرية"

(ما من شك أنو أي إنسان يتمول من الخارج، يمكن أن يكون خائن تواً!! ويمكن أن يُحاسَب على عمله دا!! ولا يمكن لإنسان أن يكون ولاؤه لجهتين، خاصة إذا عرفنا التوكيد دا: الأموال البتجي من برة أموال ما ها للإسلام!! وإنما هي لإستغلال الإسلام في أغراض سياسية)
(في اللحظة الحاضرة، في ناس بِتْجيهم أموال من برّة، يموّلُوا بيها صحفهم، ويموّلوا بيها دعوتهم، ويموّلوا بيها أنظمتهم.. الأموال البتَجي من برّة ما غرضها الإسلام)..

(بلدنا دا تدخل فيه الأموال لتمويل الأحزاب، وتمويل الصحف، ثم لا يُسأل إنسان: ليه بتدخل الأموال دي؟ مين يقول أنه حزب سياسي بموّل صحيفته بأموال من الخارج يمكن أن يكون مُخلِص للبلد!؟ زي ما قالوا: أطعم الفم تختشي العين!!)..

(حتى لو في إنسان داخلي -هنا في الداخل- وحاول أن يتبرع، أن يساهم، إذا كان هو ما ملتزم جمهورياً ما بنقبل مساهمته!! إلاّ يكون جمهوري!! إذا كان هو عايز.. الفكرة عاجباهو، وهو عايز يساندها، أول حاجة يمارسها في نفسو.. بعدين يمكن أن يُقبَل تبرعو، البيساهم بيه.. يعني إذا كان نحن أديناهو حاجة، اللي هي الفكرة والقناعة بيها، والطمأنينة البتسوقها –الإسلام- يمكن بعد داك إذا جاد بمالو، يجود عن صدق.. ما يجود عن رياء، ولا طمع)..

(نحن زارتنا هنا أمريكية جايّة من منظمات في السويد.. قالت المنظمات دي عندها أموال طايلة لتنفقها على أي تنظيم يحارب عادة الخفاض الفرعوني.. وبعدين كانت عندنا جلسة معاها هنا.. ووجهت فعلاً بأسئلة محرجة.. والناس برضو ما جاملوها.. فكانت حكاية الإنحلال الخُلُقي في أوربا، هو ما طريقنا نحن.. وكان الكلام دا أحرجها جداً، وخرجت خاطرها مكسور من هنا).

إن ثوب الأستاذ محمود أطهر من أن تدنسه أفعال وأقوال د. عبدالله النعيم، والتي ما هي في الواقع إلا نقيض ما عليه الأستاذ محمود من الفكر ومن القيم.. وموقف الأستاذ محمود المبدئي من الدنيا ـ المال ـ موقف معروف، نظرياً، وقد عاشه هو، في القمة عملياً.. ولبيان المفارقة نذكر هنا موقفين فقط للأستاذ محمود:
في الموقف الأول، أثناء نضال الجمهوريين ضد الإستعمار الإنجليزي في السودان، أحضر أحد أعضاء الحزب، ورقاً من المكتب الحكومي الذي يعمل به، بغرض كتابة المنشورات ضد الإنجليز عليها، فرفض الأستاذ محمود استخدام هذا الورق، ووجه العضو بارجاعه للمكتب الذي أخذه منه ـ المصدر: (مخطوطة الأستاذ أمين صديق).

والموقف الثاني ورد عن الأخت أسماء محمود، وجاء فيه: "بعد سنة من تخرجي من جامعة الخرطوم، وقبل المعادلة، عملت بوزارة العمل كمفتش عمل، من مهام مفتش العمل تطبيق قوانين العمل في فض النزاعات بين المخدمين والمستخدمين، وفي اليوم الأول للعمل أخذنا مدير المكتب لزيارة المنطقة الصناعية للتعرف على المصانع التى ستكون من صميم إختصاصنا، من ضمن تلك المصانع مصنع بشاكير، استقبلنا مدير أو صاحب المصنع لا أذكر بحفاوة وبعد تعريفه بمهام المصنع والشرح لطبيعة ما يقومون به انصرفنا، وقبل الخروج من المصنع قدّم لكل واحد من المفتشين هدية عبارة عن بشكير.. فأخذت البشكير وإنصرفت.. وعندما رجعت المنزل، سألني الأستاذ: كيف كان يومك الأول؟ فقصصت عليه ما حدث وتطوعت بمد البشكير الهدية التى قدمت لي، وأنا فرحة بهذا الإنجاز العظيم.. ولكني تفاجأت بتعبير الأستاذ الصارم والذي بدا واضحا على وجهه، قائلا كيف تقبلي تأخدي هدية زي دب، هسع لو جاك عامل متضرر من صاحب المصنع ده، كيف تضمني تقيفي في الحياد، وتنصفيه وإنت ماخدة هدية من المدير؟؟ دى رشوة.. تمشي ترجعيها الآن.. وتصوروا الحَر في السودان بعد نهاية يوم العمل، وصعوبة المواصلات العامة، وكل ذلك لم يشفع لي من الرجوع إلى المنطقة الصناعية لإرجاع البشكير" ـ المصدر الصالون (موقع إلكتروني عضويته من الجمهوريين..)
تمَّ ارجاعها بالبشكير الذي كان من مدير مصنع سوداني.. على اعتبار أن البشكير هو رشوة.. وهي الآن، تستلم الدولارات، من جهة أجنبية، ومن منظمة هي البديل للسي آي إيه.. ومع ذلك هي تبرر تَلَقٍي الأموال الأجنبية هذا!! سبحان مغيِّر الأحوال!!

رفاعة
في 21/2/2023م

 

آراء