ادريس الطاهر في الخالدين

 


 

 

Abdullahi.gallab@asu.edu

جاء في الحديث: "الارواح جنود مجندة فما تعارف منها إئتلف وما تناكر منها اختلف." ظلت صورة ادريس الطاهر وضحكته الصافية التيكانت تدخل القلوب دون استئذان تتواتر في ذهني طول ليل امس. حتى اتصل بنا صباح الامس الاعزاء محمد تاج السر وعوض محمدالحسن بالخبر الفاجع. فكان صباحا مرا. لا حول ولا قوة الا بالله. لقد كانت الضحكة الصافية وما وراءها من جبلة نبيلة التي وكانت وظلتالجامع بيننا واساتذة اجلاء ظللنا نتبادل معهم الاحترام والمودة. واخوتنا الكبار الذين سبقونا الى مدارج الجامعة واخوتنا الاخرين الذينعشنا معا زمنا: صلاح حامد وشاكر مامون وابراهيم محمد صالح (له الرحمة) والاسد الخليفة الحسن وعبدالله علقم ومحمد مرسي وعدد من الزميلات وجمع آخر من الاصدقاء كان ادريس هو رابط الوصل بيننا منذ اليوم الاول لنا في جامعة الخرطوم وفي ما بعد. قل انلا نتلاقى ونتآنس طويلا ونفترق على ان نلتقي مرات ومرات دون موعد. كنا في معظم الاوقات نسكن مع بعض في ذات الغرفة او الداخليةونتشارك قراءة ونقاش الكتب والمقالات والمجلات. لقد جمعنا ادريس بوالده العظيم الوالد الحاج الطاهر النيل الذي كان يحضر لنا كل خميسلياخذنا بذلك الاويل الابيض. الى منزله ومجلسه العامر. بلا شك لن يغيب عليك منذ الوهلة الاولى ان ادريس قد ورث من والده تلك الضحكةالصافية المجلجلة وتلك الروح النبيلة. اي تلك الروح الودودة الجميلة.

كنا في ايام الامتحانات في الجامعة ياتي الينا في المساء الوالد الكريم الطاهر النيل وزوجته الكريمة محملين بما لذ وطاب من الطعامويانسوننا لبعض الوقت حتى تطمئن نفوسنا وتستقر استعدادا لليوم القادم. لقد كان في ذلك ما هو اكثر من ما ذكرت. كنا صغارا بعدينان اهلنا وقد القت علينا الخرطوم بكلكلها وزاد من ذلك الرعب من الامتحانات. لم يكن هناك مايخفف على النفس اكثر من الذي كنا نجده منالوالد الطاهر النيل واسرته الكريمة ما يجعلنا نذهب الى عنابرنا ونحن على درجة عالية من الاطمئنان لمقابلة اليوم القادم وما يمكن انيتمخض عنه. لا اعتقد ان هناك غيرنا من الطلاب من من وجد مثل تلك المعاملة الكريمة.

لقد تواصلت تلك العلائق بيننا وبصورة اوثق في السنين التي قضيناها في لندن ونحن نعمل في السفارة السودانية. وقتها قد توطدت العلاقةالرفيعة بين سعاد تاج السر زوجتي والهام محمود ابو بكر زوجة ادريس ولم تنفك و يا له من ود امدرماني عامر.

يا ادريس يا اخي وصديقي ورفيق روحي اراك الان في كل الوجوه. لا اقول ذلك فحسب بل ارى كل الوجوه التي نعرف تراقبنا من واقعحزنها وهي تبكي معى وتنعي ذلك الحزن العميق الذي حفر لنفسه عميقا فى قلوبنا. لا اعرف كيف اختم خطابي اليك حتى المعاني لم تعدتحتويها الدفاتر. نعم كلما جاء ذكرك العطر نشعر بدف الاماكن التي جمعتنا. وسنبكي ذكراك فينا وكيف لا فالامر هو حياتنا في عمقها.

لك القبول من الله يا اخي وجعل البركة في اسرتك الصغيرة والكبيرة.

 

آراء