ارادة الشعب لا غالب لها

 


 

 

 

صدق وعده وهبت مواكب شعب السودان في 6 أبريل في العاصمة ومدن السودان ومعسكرات النازحين التي توجهت الي القيادة العامة في العاصمة والاعتصام بها الذي دخل يومه الثالث ، وفشلت المحاولات اليائسة لفضه، وإعلان الاضراب العام من تجمع المهنيين، إضافة للتوجه إلي الحاميات العسكرية في الولايات والمواكب خارج السودان.

جاءت المواكب هادرة ومهيبة لتؤكد أن الشعب هو المعلم و الذي يقرر ختام المهزلة ، وأنه مثل طائر الفينيق ينهض من الرماد والأنقاض ، ليعيد الوطن الذي اختطفته العصابة الإسلاموية الفاسدة التي أذلت شعب السودان ونهبت ثرواته وأصوله، وفقدت البلاد سيادتها الوطنية، وأجزاء عزيزة منها ، وأغرقته في ديون وحروب لثلاثين عاما.

خرجت الجماهير لتصفية النظام الفاسد ومليشياته الاسلاموية الدموية ، ولتؤكد قومية الجيش والقوات النظامية، واستعادة كرامته لحماية الوطن لا الزج به في حروب خارجية ، لا مصلحة لشعب السودان فيها، ولتؤكد قومية الخدمة المدنية التي نسفها الاسلامويون بما يسمي "التمكين".

جاءت مواكب 6 أبريل لتؤكد أن شعب السودان قادر علي استمرار تقاليده الثورية في تفجير الثورات مثلما قام بها في ثورة أكتوبر 1964 ، وانتفاضة مارس- أبريل 1985 ، التي قرر فيها الشعب نهاية ديكتاتورية نظام النميري في 6 أبريل ، وصادفت المواكب ذلك اليوم التاريخي. واستطاعت الحشود الهادرة من كل فج عميق أن تصل القيادة العامة للجيش في العاصمة والأقاليم، ووجدت التضامن والتعاطف والحماية من قوات الأمن والمليشيات.

ما حدث اليوم نقطة تحول مهمة في مسار الثورة ، ويشير إلي أن الثورة تسير بخطى حثيثة نحو اسقاط النظام وقيام البديل الديمقراطي عبر ترتيبات انتقالية، الذي يتم فيه استعادة دولة المواطنة التي تسع الجميع ، وحكم القانون والسيادة الوطنية، واستعادة ممتلكات الشعب المنهوبة ، وتحسين الأوضاع الاقتصادية والمعيشية.

ويبقي ضرورة المزيد من الوحدة والتلاحم واليقطة ، والمزيد من التنظيم ، ومواصلة التراكم النضالي حتى الانتفاضة الشعبية الشاملة التي بدأت تباشيرها بموكب اليوم 6 أبريل الهادرة ، والاضراب العام والعصيان المدني حتي الاطاحة بالنظام الفاسد ورميه في مزبلة التاريخ.

المجد والخلود للشهداء ..

عاجل الشفاء للجرحي .

الحرية لكل المعتقلين السياسيين الذين حتما سوف تحررهم الجماهير من السجون.

 

آراء