اردوغان يغير مواقفه مثلما يغير حذائه !!

 


 

 

لو رأينا أردوغان ووقفته المتشددة ضد قتلة الراحل عدنان خاشجوقي لظننا أن القبة تحتها فكي وأنه سيجيب ( الديب ) من ( ديلو ) وقد رأينا عنترياته لمحاكمة فرقة الموت بتركيا بل مضي أكثر من ذلك بتعدي اتهاماته الحدود لتصل إلي ولي العهد شخصيا علي أساس أنه المحرض !!..
تابع العالم هذه الدراما من اللامعقول وحبسوا أنفاسهم في انتظار ما تسفر عنه الايام !!..
ورويدا رويدا بدأ قرع طبول الاتهام يخف والنغمات الصاعدة صارت تهبط ووصلت الي تحت مستوي البحر والنعاس غشي وجوه جمهور المتابعين لهذا الفلم الملحمي واخيرا خرجوا من دار العرض بسبب نهاية المسلسل الذي لم يخطر علي بال وتخلي اردوغان عن قناعاته وسلم الملف للمتهم الذي أقام محاكمة صورية لمن طالهم الاتهام وصدرت في حقهم احكام ليس من بينها أي حكم بالاعدام ولا احد يعرف علي وجه الدقة اين نفذت العقوبة والأرجح أن المسرحية قد انطلت علي الكثيرين وربما نري بعد حين أن هؤلاء الأشخاص الذين أدينوا ينعمون بكامل حريتهم يسرحون ويمرحون وربما تتم إعادتهم الي وظائفهم أو يرسلون سفراء لبلادهم في الخارج !!..
مسكين أردوغان سال لعابه للريال السعودي عندما هبطت ليرته لادني مستوي لها وعليه اقتصاده بدأ يترنح كالسكران وفي هذه الظروف ذات الأجواء غير الملائمة ومع اقرب انتخابات يتوقع أن يطير أردوغان مع الطير المهاجر وعصافير الخريف ويفقد معشوقه الكرسي الذهبي وكان أن ضحي بالراحل عدنان خاشجوقي وباعه دون أن يطرف له جفن ومازالت دماء الراحل وبقايا جسده الذي تمت اذابته قابعة في قعر بئر بالقنصلية السعودية في تركيا !!..
هذا الاردوغان تارة تجده زعيما للمسلمين ويفتح بلاده علي مصراعيها لمؤتمرات تحرير القدس وآخري نجده ناشطا في مناورات عسكرية مشتركة مع الكيان الاسرائيلي وله تبادل سفراء معهم والتجارة بينهما رائجة !!..
ماتكاد تفتح قناة فضائية إلا ويطل عليك رجب طيب أردوغان الذي يلعب دور الوسيط بين روسيا وأوكرانيا ويشرف علي تصدير القمح من الموانئ الأوكرانية متقمصا دور السمسار باعلي درجة من الاتقان ويكسب من هذه الصفقات الكثير !!..
هذا الممثل الحاذق لكل الأدوار يتدخل في سوريا وفي ليبيا والعراق ولا يهدأ له بال مثل طائر الشفق وينهب من هنا وهنالك وحتي عندنا في السودان يريد سواكن بدعوي أن يحولها الي منطقة سياحية ولكن ما يضمره يريدها قاعدة عسكرية ليواجه بها السعودية التي كانت تبادله الكراهية باسوا منها !!..
ودارت الايام واحتاج أردوغان لمزيد من المال وبلع كل مراراته مع السعودية وصالحهم علي رؤوس الأشهاد وقابل قيادتهم بالاحضان وبالأمس في قطر تبادل الابتسامات والمصافحة بالأيدي مع السيسي بعد كان بينهما ماصنع الحداد !!..
بالتفاهم مع السيسي وعودة المياه التركية المصرية الي مجاريها المتوقع أن يبيع أردوغان الكيزان وبعدين نشوف وين وجهتهم الجديدة بس ما يستولي علي مانهبوه مننا لأن هذا المال ملك حر للشعب !!..
نختم بأن أردوغان صار مشكوكا في كل خطواته وتفجير ميدان تقسيم ونسبته للحزب الوطني الكردستاني ظلما وجورا هذه كله لا يخرج من ألاعيب السياسة الاروغانية فالمسكين يريد شعبية علي مدار الساعة وان فقدها لحظة يصبح مثل الثور في متحف الخزف ويرمي باللائمة علي معارضيه ومن ثم يعمل فيهم ترسانته الجهنمية ولا يترك طفلا أو شيخا أو امرأة حتي يحيلهم ومساكنهم وأسباب عيشهم الي كومة من الرماد !!..
لاحظوا أن حملتي الشعواء هذه ضد دكتاتور اسمه أردوغان يجيد اللعب على كافة الحبال أما الشعب التركي فله منا كل التجلة والاحترام !!..

حمد النيل فضل المولى عبد الرحمن قرشي .
معلم مخضرم .

ghamedalneil@gmail.com

 

آراء