ارفعوا يدكم عن القوات المسلحة

 


 

 

ضد الانكسار
من أهم نقاط الاحترافية للسلطة العسكرية فى معظم الدول التى تستند على المدنية الولاء الكامل للدولة و الالتزام التام بالحياد.. لكن معظم الدول العربية والافريقية تضيع تلك المعاني فى التدخل الحزبي بالاستعانة بالعسكر والانقلاب على السلطة المدنية وبذلك أصبحت تلك المفاهيم شبة منعدمة.... السلطة السيادية الديمقراطية يمثلها المواطن عبر العمليات الانتخابية التى تجعل القانون هو أساس الحكم... تقبل المؤسسات العسكرية فى كافة الدول التى تقوم على الانتخابات بالحكومة المنتخبة التى تقوم ببناء دولة المؤسسات لا يتم الانقلاب عليها... الشعب يحاكم الرئيس قبل الوزير مجرد ان ينحرف عن المسار يقدم استقالته او تتم إقالتها و تقبل المؤسسة العسكرية بشرعية كافة المؤسسات الديمقراطية.. نجد بعض الدول الأفريقية بدأت تنتفض على الاستبداد وتعمل على ترسيخ مبادئ الديمقراطية... وانحاز العسكر لذلك
من تلك الدول السنغال و ناميبيا و زامبيا... الخ لكن الدول التى عانت من الانقلابات العسكرية المتكررة ومازالت غانا والسودان.. الخ وتعتبر الانقلابات مهدد حقيقي للديمقراطية لغياب اسسا بناء الدولة لذلك ينتشر الفساد و تظهر الانتهازية و تضيع أموال الدولة فى شراء الولاء من أجل اكتساب الشرعية... عبر تحالفات مع الأحزاب المصنوعة والقيادات الانتهازية.. بلادنا لن تهنأ بحكومة مدنية دائما ما تقود الصراعات والنزاعات إلى تدخل الجيش عبر الاستعانة به من قبل المدنيين او الوصول عبره إلى السلطة تسليم السلطة لعبود و انقلاب هاشم العطا و انقلاب ٣٠ يونيو كلها انقلابات قائمة على ايدولوجيه اليمين أو اليمين المتطرف أو اليسار الاقصائي.. تلك الوقائع جعلت البعض يرى الأحزاب عاجزة و ضعيفة تفتقر إلى أدنى أدوات الإدارة و المؤسف دائما ما يقدم الجيش نفسه بديلا لحسم الفوضى و منقذ البلاد من الانهيار... اول ما يصل إلى السلطة يعمل على مصادرة الحريات وحل الأحزاب وتغيب العدالة... الخ معظم الدول الأفريقية دخلت هذه الدائرة عسكرية استبدادية وديمقراطية هشة وضعيفة... رغم وجود نخب وقيادات سياسية مؤهلة ويمكن أن تخرج البلاد من براثن الفساد والاستبداد وتوقف تلك الانقلابات ولكن الأنظمة القمعية كانت حاجز ا كما أن الأحزاب منحت الفرصة للتدخل العسكري.. أكدت كافة الدرسات التى تتحدث عن التنمية والاستقرار السياسى أن لا ينخرط الجيش فى الحياة السياسية.. ويبقى السؤال ماهي الأسباب التى تجعل جنرالات الجيش يدخلون المعترك السياسي ويخرجون من ثكناتهم ويهملون وظيفتهم الأساسية حماية حدود البلاد و منع الاعتداء عليها..وحفظ الأمن . البعض يرى السبب قصور الأحزاب وضعف المؤسسات المدنية كانت ذريعة للتدخل العسكري....
يظل النضال اولا بتغيير المفاهيم الضيقة فى الأحزاب و اصلاح مؤسساتها حتى تتمكن من بناء دولة مدنية مستقرة سياسيا...
على العسكر الإبتعاد الفعل السياسي والاقتصادي من أجل بناء وطن متماسك غير قابل للتمزيق لا تستطيع دولة التعدي عليه و احتلال أراضيه.
خطاب الفريق أول عبد الفتاح البرهان فى القاعدة العسكرية فيه تهديد وتحذير لغة تحمل كثير من العبارات التى يمكن أن تضع فى عده خانات تحذيره للحركة الإسلامية والمؤتمر الوطنى قالها بوضوح (أرفعو يدكم من القوات المسلحة) هناك من أخذ الخطاب بمحمل جد وصدق وهناك من اعتبره استهلاك سياسي و هناك فئة ترى وراء خطاب كثير من الإشارات واللبيب بالاشارة يفهم...
ويبقى الوضع على ما هو عليه إلى أن ينتصر الحق...

&إن أعلى الأصوات التي نسمعها للذين ينادون بالصراع والانقسام.

جون سي دانفورث
حسبي الله ونعم الوكيل ولا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم
Ameltabidi9@gmail.com

 

آراء