استئصال غدة الوطنية: الإنقاذ شرٌ محض !!
جماعة الإنقاذ والإخوان مخزون لا ينضب من (الشر المحض)..إنهم خزينة من السموم الفتّاكة مثلها مثل السموم التي تتركّز بكثافة في نهاية ذيل العقرب أو في غدد وأنياب الثعابين ذوات الملمس الناعم التي تنسرب بلا حس وحركة ويكون في لدغتها الهلاك.. وهؤلاء الجماعة يتسللون الآن من مكامنهم لإيذاء السودان في مستقبله وديمقراطيته..!
ولا تقل لي أن بين الإنقاذيين والإخوان ما يمكن أن تمكث في فؤاده ذرّة من تقدير للوطن أو ميل الحق أو اعتراف بالذنب.. هؤلاء الناس (مَرِنوا وتربّوا وتدرّبوا وتشرّبوا) بأن يكون ولاؤهم للتنظيم فقط لا غيره..حتى عندما يظلم التنظيم ويَفجر، ويفارق الجادة فراق الطريفي لمعاطن ناقته، ويتنكّب الطريق القويم ويضرب في بيداء الفساد والقهر والتمكين؛ وحتى عندما تكون حياة التنظيم على حساب حياة الوطن، وعندما يكذب قادتهم (من قولة تيت) ويخادعون الناس والمجتمع والدولة ويطاردون الناس في أرزاقهم ويقتلون النفس التي حرم الله قتلها ويسرقون الموارد ويتعاملون بالمحاباة والمحسوبية وإضاعة حقوق الناس وأكل حقوقهم .. ويجنحون نحو الفساد والدعة والبطر.. ثم هم لا يتناهون عن منكر ولا يتراجعون عن إثم ولا يقبلون نصيحة، إنما يقولون لبعضهم في أسوأ حالات التنافر (خلوها مستورة)! بمعنى إننا كإنقاذ وكجبهة وكحركة وكتنظيم خاص وكمؤتمر وطني وشعبي من حقنا أن نفعل ما نشاء بموارد البلاد والمال العام و(سيبك من الآخرين)..وهكذا حالهم.. يرون أن عليهم البقاء (كتلة واحدة لدعم الباطل) ضد الذين يريدون هدمه..!
هل تريد دليلاً مما يدور الآن؟ بالأمس وفي "قناة الخرطوم" شاهدنا برنامجاً أبى صاحبه إلا أن يستضيف عبر الهواء كالعادة أحد (أحبائه من قادة المؤتمر الشعبي) شركاء الإنقاذ حتى سقوطها.. وكان ضيف (الملاواة والانكار) هو حسن رزق وهو - كالعادة- يقول: إنه معلم وانه نظيف اليد وليس كأقرانه الإنقاذيين..! طيب وما فائدة نظافة يدك وأنت تعلم أن إخوانك يسرقون مال الدولة ولا تتكلم؟! وهو حتى في هذا البرنامج يدافع عن الظالمين ويحرِّف الكَلِم عن مواضعه؛ فهو من جهة يقول أن المجلس العسكري لا يملك الحق في أن يعطي السلطة التنفيذية للثوار..! وفي ذات الوقت يقول إن المجلس العسكري محق في إجراء انتخابات مبكّرة خلال ثلاثة شهور..!! إنه يتجاهل أن في البلد ثورة ..ويحلم بأن تبقى الدولة تحت الإنقاذ بكل أمنها وجنرالاتها وخدمتها المدنية حتى تجري الانتخابات على طريقتهم القديمة في التزوير.. فلا حساب ولا عقاب على السرقات والجرائم بل أن (يندفس) الإنقاذيون في الزفة مرة أخرى وكأن شيئاً لم يكن..! هذا هو مغذى حديث الرجل فهو قبل تأييده للانتخابات المبكرة لم يقل كلمة واحدة عن قيامهم بالانقلاب على الديمقراطية.. ولا قال كلمة في حق رئيسهم (وبلدياتهم) سارق المال العام وفق اتهام النائب العام بأنه قام بـ(خم) أطنان من العملات ألأجنبية والمحلية ونقلها إلى بيته.. وهو لا يتحدث عن الدماء التي سالت حتى في رمضان ولكنه يريد إجراء انتخابات عاجلة.. انتخابات لإعادة الإنقاذ.. الإنقاذ التي كانوا يؤيدون ترشيح رئيسها في عام 2020 لفترة أخرى بلون (سجم الدواك) وبعد ثلاثين عاما من القتل والظلم والسرقة ..وعاشت بخت الرضا..!
murtadamore@yahoo.com