استحالة ألا نكون !!

 


 

 

(بصراحة ربّنا) لا نستلطف كلمة (نكون أو لا نكون) في سياق مصائر الدولة السودانية..! فهي كلمة (كبيرة) عندما يكون العدو هو شراذم الإنقاذ..! لا يا سيدي نكون ونكون... فهذه الثورة مسنودة من الشعب جميعه (عدا الفلول والحرامية )..! وهذا يعني أن هذه العبارة لا تناسبنا فهي عبارة (هاملتية) نسبة إلى الأمير الدنماركي رقيق الفؤاد الذي كان يعاني من (منخوليا) تقعده عن انجاز ما يجوس بعقله..! لا هذه ثورة انطلقت لتغيير وجه السودان جاءت لتبقى.. ولا يمكن لثورة بحجم وعظمة ثورتنا هذه ووطن مثل وطننا بكل أبعاده التاريخية والجغرافية والحضارية أن يكون مصيره مُعلقاً بيد قائد كتائب ظل أو مليشيا أو حفنة موتورين أصبح كل همها وغاية مشروعها الحضاري أن يكتب قادتها (تغريدات) من السجن يهيبون فيها بكل زعيط ومعيط أن (يشتغل شغلو) في (فتل الدولارات) ونشر الشائعات وتخريب شبكة الكهرباء ورفع أسعار الزيت والعدس...الخ هذا الذي انتهت إليه حركتهم الإسلامية..أن يرسلوا رسائلهم إلى (زلنطحية مأجورين) و(مجارمة هاربين)..ولو كنت من الجبهجية (أكرم الله السامعين) لاستنكفت على رئيس حركتهم كيف لا يسائل إخوته في خلوة السجن عما صنعوا طوال ثلاثين عاماً...ولكن (مَنْ يُحاسب مّنْ)..؟! فكلهم (ذلك الرجل)..ومثلما كان المخلوع مشغولاً بغسيل الأموال كان وريث الحركة مهموماً باقتطاع آلاف الفدادين وتأجير عقاراته للخواجات أعداء التأصيل وقبض الأموال من الدولة والسكني في حيازاتها وهو لا يشغل أي منصب حكومي..!!
متى كان الشعب بشبابه وثواره ولجان مقاومته هو مرجعية وركيزة السلطة المدنية، فلن تكون المعادلة (نكون أو لا نكون)..ولا بأس من الحرص على مصير البلاد والتنبيه للمخاطر.. لكن لن يقارب الخذلان قيادة تستند على جدار الشعب.. هذا الشعب العظيم الذي يستطيع تفجير ثورة بعد ثورة في أي وقت تظهر فيها ذيول التآمر تحت ثياب المسانيح الذين جاءوا في عربة حانوتية مشؤومة حملت (مخلفات بشرية) وأطلت من نوافذها السوداء رءوس معتوهين وأرزقية مردفين بتجار دين ومخبري امن و(تجار ملوص) وموزعي مخدرات.. إلى آخر القائمة..!!
كل ما تم إعلانه عن اجتماع مجلس الوزراء المغلق الأخير هو ما كان ينادي به شارع الثورة.. ولا نريد أن نعود إلى (اللت والعجن) والتساؤل عن الأسباب التي منعت القيام به في الفترة السابقة.. فنحن لا نعيش في (دوقية جنوب الخرطوم) ذات الأسوار التي كان (يتبحبح) في حدائقها وميادينها ملائكة الإنقاذ الأطهار؛ ونعلم ما يقوم به الفلول وأشياعهم داخل مفاصل السلطة الانتقالية.. ولكننا نأمل وقد أنجزت الحكومة المدنية الكثير أن تمضي في إنفاذ برنامج الانتقال غير وَجِلة ولا هيّابة لأنها مسنودة من الشارع السوداني.. وهو المعوّل وليس أي شيء آخر...فهل يمكن إزالة شعب من الوجود مهما كان حجم التآمر من زيد أو عبيد أو جماعة فلان ومليشيات علان..؟! وهل استطاعت جميع المليشيات الإخوانية بدباباتها وراجماتها وإرهابها أن تمسح ليبيا وسوريا والعراق من الوجود..؟! فما بالك بالسودان وشعبه الذي يصنع الأعاجيب كلما امتحنته الأقدار بثلة من الجهلة والمخابيل تكره الوطن وتزدري شعبه..شأنها شأن اخونجية مصر ومرشدهم (مهدي عاكف) الذي غلبت عليه عقيدته أو عقدته الاخوانية فقال بصريح اللفظ (طظ في مصر)...!
بلد يحرسه ثوار ديسمبر غير معروض للزوال والاندثار.. وبلادنا بإذن الله (ستكون) وتبقى بشعبها..وليس بهذه (المسيجات) والموبايلات التي تركناها في أيدي متهمين بالانقلابات العسكرية وتمزيق البلاد والتآمر على الدولة.. وظلت هيئة الاتصالات تدخلهم في خدماتها وترحب بهم في شبكاتها وعالمها الجميل وتقدّم لهم (خيارات الباقات) وعروض الاتصال المخفّضة...!!

murtadamore@yahoo.com

 

آراء