استخدام الذهب في الاقتصاد القومي: صك سبائك الذهب

 


 

 

يقولون لا يمكن الاحتفاظ بالكيكة و أكلها في ذات الوقت ! تدليلاً علي الاستحالة المطلقة لبعض الأفعال. ولكن لا مستحيل تحت الشمس ! وهنا دعونا نفكر معاً و ببساطة شديدة في موضوع إنتاج و تجارة الذهب في السودان، فقد إزداد إنتاج الذهب و قد قُدر بحوالي 250 طناً في آخر عهد الانقاذ و جُله من الانتاج غير الرسمي.وعلي كل حال يحتاج البلد إلي العملات الصعبة لاستيراد إحتياجاته الضرورية- مثل الوقود و الدواء...إلخ.
منذ أن أطلقتُ فكرة صك سبائك الذهب حدثت مستجدات كثيرة و منها إقدام شركة خاصة بصك سبيكة من الذهب من عيار 21 في تركيا و قد دشنت نشاطها و عرضت منتجها للبيع ! وقد وعدت باستيراد مصنع إنتاج السبيكة من تركيا، مع العلم بأنه يوجد لدينا مصنع صك العملة و هو مؤهل لانتاج سبائك الذهب و غير ذلك وفقاً للطلب.للأسف لم تُقدم الشركة علي إنتاج سبائك بأوزان مختلفات مثلما إقترحتُ ! إذ أري إنتاج سبائك الذهب من عيار 21 المعروف و بأوزان تتراوح بين 1 جرام ألي 50 جراماً كتجربة و بعدها يتم إنتاج السبيكة الأكثر طلباً للسوق.
يتم توزيع السبائك المنتجة لكافة البنوك وفقاً لنسبة إحتياطيها لدي بنك السودان ، مثلاً بنسبة 50%- علي أن تعرضه للمواطنين بالسعر السائد لجرام الذهب – ففي الوقت الحالي يبلغ سعر الجرام حوالي 30000جنيه. و باقدام المواطنين علي شراء الذهب من البنوك سنحقق هدفاً طالما سعينا إليه منذ وقت بعيد و لم ننجح في ذلك وهو الادخار.وهو من أشراط التنمية، لاىتنمية بدون إدخار و لعل الجميع يدرك هذه الحقيقة من إدخار المرأة للمال في الذهب المشغول و البعض في شكل سبائك.و قد يذكر الناس إستخدام الجنيه الاسترليني الذهبي في كثير من المشغولات الذهبية في السودان- عقود، أساور و أختام.
ومن الضروري تقديم سعر مجزِ للمنتجين حتي يبيعوا لبنك السودان و علي الجهات المسؤولة عن باعة العملة أن تُقدم علي زيادة عرض النقود، فلا خوف مع حركة الذهب من التضخم.و في ذات الوقت يمكن للمغتربين أن يشتروا سبائك الذهب بدلاً من العملات الصعبة و تحويلها لذويهم. وهنا يمكن للبنوك أن تقدم عروضاً مجزية للمشترين و ذلك بتقديم تعويض بنسبة 5 % إلي 10% علي قيمة السبائك التي يتم إستبقائها بالبنوك بواسطة المواطنين.الأمر الذي يُعزز موقف البنوك مالياً بتحريك الذهب و بيعه مرةً أخري ،شرية أن يتم بنسبة معقولة من مخزون الذهب.ستزداد هذه النسبة مع زيادة ثقة الموانين في البنوك. وهذا يستوجب مزيداً من الرقابة و الضبط من قبل بنك السودان علي البنوك.خاصة مع الفوائد التي يحصل عليها أصحاب السبائك بزيادة سعر الذهب من وقت لآخر ، فقد كان سعر الجرام في عام 2018 حوالي 500 جنيه بينما سعر الجرام حالياً حوالي 30000جنيه.وهذا حافز كبير للمواطنين عل مدخراتهم، إضافة لما يحصلون عليه من تعويض من البنوك كما سبق أن ذكرت بنسبة معقولة(5 إلي 10%).
ولاعطاء فكرة عن حجم الكتلة النقدية المطلوبة لتحريك عجلة الاقتصاد السوداني ،فقد كانت في عام 1990 عند تغيير العملة حوالي 20 مليار جنيه و ذكر حمدي و صلاح كرار بأنها كبيرة ! إذا أردنا شراء الذهب المنتج و بالتقدير الذي ذكرت – أي حوالي 100طن فاننا نحتاج إلي حوالي :100 طن×1000جرام × 30000000جنيه!
تم بيع منزل في مدينة نيالا بمبلغ 1 مليون دولار! أي حوالي 1000000×570000جنيه=570000000000جنيه مما يعني حوالي 3 مرات حجم الكتلة النقدية عند مجئ الانقاذ. و لكم أن تحسبوا بذات الطريقة، إذا ما أقبل المغتربين علي تحويل مبلغ 3 مليار جنيه لذويهم بالجنيهات، فهل ستكفي النقود في أي بنك لدفع هذه المستحقات؟ لذلك أخلص إلي أن حجم الكتلة النقدية غير كاف! أطبعوا هداكم الله و صكوا قليلاً من الذهب لسبائك رنانة و جميلة و لنجرب أثرها علي الاقتصاد القومي.
الفوائد التي تعود علي الاقتصاد القومي بصك سبائك الذهب:
1- إدخال النقود إلي النظام المصرفي
2- إدخال مزيداً من العملات الصعبة من تحويلات المغتربين.
3- الاحتفاظ بالذهب في خزائن البنوك و لدي الموانين ،مما يوفر حمايةً كبيرة للاقتصاد القومي
4- تحريك عجلة الاقتصاد و المحافظة علي النظام المصرفي من أية هزات، مثلما حدث من إنهيار لبنك الغرب السوداني و لبنك نيما و...إلخ.وذلك لوجود رصيد من الذهب كغطاء و حماية للبنوك و لضمانة علي الأعمال و القروض.و بذلك ينتهي و إلي الأبد الاعسار و وضع رجال الأعمال في السجون! إذ يتم تقديم القروض وفقاً لحجم الذهب الموجود كودائع لدي أي بنك! و بأقل الاجراءات.يمكن لأي مواطن الحصول علي قرض أو سلفية بذات قيمة الذهب الذي يحتفظ به لدي البنك! و بذلك يمكن إحداث التنمية في كافة المجالات- زراعة ، صناعة و تعدين و غيرها.
5- تصنيع الذهب، سيعزز من قيمته.
6-الحد من تهريب الذهب.
7-تحريك المال في الاقتصاد.
8- دخول أعداداً غفيرة من المواطنين في الاستثما في الذهب و إنتاجه.
9-تشغيل و توفي فرص عملفي كافة مجالات الانتاج.
10-تخزين الذهب و شراؤه سيكون الخيار الأفضل للجميع، فهو لا يتعرض للتلف مثل الدولار أو التزوير.
عشمنا في دراسة هذا المشروع الهام لفوائده التي ذكرتُ و ما لم أذكر.و علي الاعلام الترويج له.ولنجرب!
وبذلك يمكننا أكل الكيكة و الاحتفاظ بها!

a.zain51@googlemail.com
//////////////////
--

 

آراء