استقيلوا ايها الفاشلون

 


 

حسن فاروق
26 August, 2014

 


اصل الحكاية 
حاولت وإجتهدت لأجد شيئا مشرقا يحسب لصالح الاتحاد العام لكرة القدم ، فلم أجد شيئا ، وحتي لا أصفه بالعدم وجدت إتحادا ضعيفا متهالكا ، مستسلما ، لاحول له ولاقوة ، لاحظوا انني أكتب عن من يفترض أنه حاكم الرياضة في السودان ، ومن يدير النشاط وصاحب الكلمة الاولي والاخيرة في كل مايتعلق بالشأن الكروي عندنا ، الاتحاد الوطني في أي بلد في العالم هو الجسم الشرعي الوحيد الذي يعترف به الاتحاد الدولي لكرة القدم ، فالحكومات عند الفيفا صفر كبير ، لايراها ولايتعامل معها ،ويعتبرها جسم دخيل في حال تدخلت في الشأن الرياضي ، ويحارب التدخل السياسي بقوة وشراسة لدرجة تصل تجميد نشاط هذه الدول وإيقافها ، والتهديد بالابعاد النهائي ، وهذا سر قوة الاتحاد الدولي ، التي أكتب دوما أنها أكبر من قوة الامم المتحدة وأمريكا في التدخل المسلح .
الفيفا لايتعامل مع الحكومات ولا يعطيها شرف مخاطبتها ، وحتي التحذيرات من التدخل السياسي تتم عن طريق الاتحاد الوطني (الاتحاد العام عندنا) ، السياسة التي يتبعها الاتحاد الدولي  مع الحكومات لاتختلف كثيرا في تعامله مع الاندية ، التي يعتبرها كيانات وسيطة قوتها داخل الملعب فقط ، فهي لاتستطيع تحت أي ظرف من الظروف التعامل بشكل مباشر مع الفيفا ، فالفيفا أيضا لاتراها ولاتعترف بوجودها إن حاولت تخطي الاتحاد الوطني ، فالاخير ثابت والاندية متحركة تخضع لعملية الصعود والهبوط والإندثار بمعني أن كثير من الاندية لم يعد لها وجود ، طال الزمن او قصر ستتغير خارطة الاندية ، وبالتالي لايمكن التعامل معها كثوابت ، ويبقي الثابت كما ذكرت الاتحادات الوطنية المنتشرة في بقاع العالم المختلفة ، إلا أن إتحادنا بكل أسف مهزوز ، ويرتجف مثل ورقة في مواجهة رغبات ومزاج رئيس نادي منتسب ، بالدرجة التي يمكن أن يضعف بها منافساته ، بإختصار اصبح هذا الاتحاد عارا علي كرة القدم ومفاهيم الكرة وهيبة الكرة ، وهو يضحي بإنضباط موسم كامل من أجل منافسة هايفة مثل سيكافا .
والدليل علي ذلك الاتحاد الذي تحول إلي جزء لايتجزاء من المجتمع المزيف الذي يعيش فيه رئيس النادي سيفشل فشلا زريعا في إنهاء الموسم في موعده في اكتوبر القادم وهذه لوحدها كارثة وعار في جبين هذا الاتحاد الفاشل ، وأذكر هنا أن نقاشا دار بيني وصديق قبل ايام فلفت إنتباهي إلي أن خير دليل علي إحترام الاتحادات الوطنية لمنافساتها المحلية ، المعسكر الذي أقامه فريق بايرن ميونخ الالماني بدولة قطر ، لم يفكر قبل أن لم يسمح ، لم يفكر ولا نادي قطري واحد في الاستفادة من تواجد الفريق الالماني لأداء مباراة في مواجهته ، أكرر ولا فريق قطري أصابه وهم العالمية وحاول عن طريق النفوذ الضغط علي الاتحاد القطري للعب مباراة بإعتبارها فرصة وبايرن ميونخ جا لغاية عندنا ( هذا التعليق علي لسان القطريين) ، لم يحدث ولن يحدث لأن الاتحاد القطري والاندية القطرية تطورت علي مستوي المفاهيم ، لذلك لم يفكروا لحظة في تعطيل مباريات الدوري المحلي في ذلك من الوقت ، فقد إرتقي وعيهم وتطورت مفاهيمهم لدرجة اصبحوا لايرون انفسهم أقل من الالمان في إحترام تنافسهم المحلي الذي لايقبل أي مشاركات خارج الاطار الرسمي . تخيلوا معي لو إختار فريق بايرن ميونخ السودان لاقامة معسكر والدوري (شغال) ، ولا اقول ليكم مافي داعي للخيال البيان بالعمل ، الاتحاد الضعيف المنهار فعلها واوقف مباريات المريخ من اجل بطولة سيكافا الاعدادية . وهاهو بعد نهاية الفرح الكاذب يبحث عن مخرج لفضيحة تمديد الموسم ، استقيلوا ايها الفاشلون .
اواصل 

hassanfaroog@gmail.com

 

آراء