اسقاط الانقلاب مفتاح الحل للأزمة

 


 

 

1
انطلقت مليونية 9 يناير خارج الجدول التي دعت اليها لجان مقاومة أم درمان، مطالبة باسقاط الانقلاب والحكم المدني الديمقراطي ، ورافضة لإعادة تجربة الشراكة مع العسكر الفاشلة، وداعية لعودة العسكر للثكنات وحل المليشيات وجيوش الحركات التي ساهمت في الانقلاب وشاركت في القمع الوحشي للثوار.كانت المليونية حاشدة رغم القمع الوحشي بالغاز المسيل للدموع والقنابل الصوتية ، مما أدي لاصابات واستشهاد ثائر من أم درمان في مدينة بحري باصابة في العنق، حسب بيان نقابة الأطباء الشرعية، والقصف بالبمبان من طائرات "الدرون"، ومحاولات دهس الثوار، والقصف بمدافع الدوشكا ، وإغلاق الكبارى بالحاويات ، والاعتقالات الاستباقية قبل يوم لقيادات لجان المقاومة (كما حدث في الحلفايا لبشير دراج، وتعرضه للضرب والاعتداء عليه)، وإغلاق شارع النيل بالحاويات ، وشارع الجمهورية مع شارع القصر،وشارع المطار بواسطة الجيش من لفة الجريف ، ومطالبة التجار باغلاق محلاتهم التجارية وسط الخرطوم، اضافة لاستدعاء قوات من الشرطة من القضارف ودارفور وكسلا للمشاركة في القمع بالخرطوم.
رغم القمع اقتربت المواكب من القصر الجمهوري ، وعبر موكب أم درمان الي بحري متوجها صوب الخرطوم، تحت شعارات " لا تفاوض لا شراكة لامساومة"، و"تسقط حكومة الاحتلال"، و " معا لاسقاط الغزاة" ، " لا حوار بدون الرجوع للثكنات وحل المليشيا ت"، اضافة للتفسخ في قوات القمع مثل الاتسلاخ الكبير في حركة العدل والمساواة بسب المشاركة في القتل للثوار ، ورفض بيان "يونتامس" الداعي لتسوية سياسية برعاية وحماية دولية"، و"فولكر يلعب دور ابي أحمد بعد مجزرة فض الاعتصام لتكرار تجربة الشراكة الفاشلة".
2

جاءت المليونية في ظروف ضاق فيها الخناق علي الانقلاب العسكري الذي مارس اقصي درجات العنف ضد المتظاهرين السلميين حتى بلغ عدد الشهداء 61 شهيد ( بعد ارتقاء الشهيد علاء الدين عبد القادر الذي اصيب في مليونية 6 يناير يوم 9 يناير) ، واصابة أكثر من 300 شخص، اضافة لحالات الاعتقالات والتعذيب الوحشي للشباب والنساء والأطفال، مما أدي لاوسع استنكار داخلي وعالمي ، لذا جاء مع مليونية 9 يناير موكب الأطباء الذي سلم مذكرة لمندوب الأمم المتحدة منددة بالقتل والهجوم علي المستشفيات ومنع الاسعافات للمصابين ، واعتقال وضرب الكوادر الطبية بالغاز المسيل للدموع في المستشفيات.
اضافة لتصاعد المقاومة للتدهور الاقتصادي والمعيشي، وتوقف اموال تسيير الوزارات وعدم وجود ميزانية لعدم وجود حكومة ( علما بأن جبريل ذكر من قبل أنه سحب 1,5 مليار دولار يوم الانقلاب من بنك السودان ، وقال أنها في أيدي أمينة ، فأين ذهبت؟) ، اضافة لارتفاع الصرف علي القمع علي حساب معيشة المواطنين ، والارتفاع المستمر في الأسعار ، وأزمات الوقود والغاز والدقيق حتى وصلت الرغيفة الي 50 جنيها ، وأخرج عدد من الفقراء اطفالهم من المدارس لمساعدتهم في المعيشة ، ، وارتفاع التضخم من 229.82 % في أكتوبر الي 254,53 % في نوفمبر 2021 ، ورفع الدعم عن الوقود والكهرباء التي زادات بنسبة 600% ، وتوقف المساعدات الخارجية بسبب الانقلاب، وتدهور الخدمات من قطع للكهرباء والمياه بسبب الزيادات في الكهرباء، اضافة لاستمرار الاضرابات احتجاجا علي تدنى الأجور كما في اضراب العاملين في القضائية ، اضافة لتدهور المعيشة والترقيات والعلاوات كما في الاضرابات الأخري التي شهدتها البلاد ، والتي تتراكم لتصب في النهاية في الاضراب السياسي العام والعصيان المدني للاطاحة بالانقلاب الذي جعل الحياة جحيما لا تطاق ، مع المزيد من التدهور كما رشح في الأخبار أن الحكومة تنوي رفع الدولار الجمركي ، وتخفيض أخر للجنية ليصل الدولار الي 600 جنية..
ومع زيادة الكهرباء التي تعرض الموسم الزراعي الشتوي للفشل، احتج واعتصم المزارعون بالدبة بالولاية الشمالية ، وأغلقوا طريق شريان الشمال عند الملتقي، فقد أدت الزيادة في الكهرباء الي تلف كبير في المشاريع الزراعية، وانضم اليهم عدد من المحليات مثل: القولد ، دلقو ، البرقيق. الخ، وأشار البيان الصادر باسم تجمع مزارعي القولد أنه في حالة عدم تحقيق مطالبهم سوف يتوجهوم لاغلاق الطريق اغلاقا كاملا.

3
مع تفاقم أزمة الانقلاب تزايد التدخل الخارجي وخطر الوصاية الدولية، كما جاء في المصادر : جلسة طارئة لمجلس الأمن حول السودان، ودعوة المبعوث الأممي فولكر للتشاور مع الشركاء السودانيين والدوليين رسميا لعملية سياسية بين الأطراف السودانية تتولي الأمم المتحدة تيسيرها للتوصل لاتفاق للخروج من الأزمة السياسية، والاتفاق علي مسار مستدام للتقدم نحو الديمقراطية والسلام ، علما بأن المجلس العسكري انقلب علي "الوثيقة الدستورية"، ودبر انقلاب 25 أكتوبر الدموي الذي ادخل البلاد في هذه الأزمة، وغير معترف به من الشعب السوداني ، ولا بديل غير اسقاطه وقيام الحكم المدني الديمقراطي باعتبار ذلك مفتاح حل الأزمة، اضافة الي أن تفويض بعثة يونتاميس جاءت بموجب قرار مجلس الأمن 2524 (2020) لدعم الانتقال المدني الديمقراطي في السودان.
كما زاد الطين بلة ترحيب الولايات المتحدة وبريطانيا والسعودية و الإمارات باعلان الأمم المتحدة اطلاق المشاورات لحل الأزمة بما يتماشي مع الوثيقة الدستورية 2019!! ، علما بأن المكون العسكري مزق "الوثيقة الدستورية"، واجهز عليها بانقلابه في 25 أكتوبر الذي وجد دعما من الإمارات ومصر والسعودية واسرائيل لحماية مصالحهم في نهب ثروات السودان واراضيه وتصدير المرتزقة لحرب اليمن، فضلا عن المحاولة الفاشلة لتكريس الانقلاب بارجاع حمدوك باتفاق البرهان – حمدوك في نوفمبر الذي رفضه شعب السودان ، وذهبت ريحه، مما أدي لاستقالة حمدوك ،علما بأن المدخل للحل وقف التدخل في الشؤون الداخلية للسودان وترك شعب السودان يقرر مصيره بنفسه.
هذا فضلا عن استباق البيان الامريكي السعودي البريطاني الاماراتي للحوار الذي اعلنته الأمم المتحدة بتحديد نتائجه النهائية في العودة ل"لوثيقة الدستورية "المعيبة!!،مما يعيد إنتاج الأزمة ويؤدي للحروب وتمزيق السودان بدلا من السلام المستدام الذي طرحه فولكر!!
4
وأخيرا، المدخل للحل اسقاط الانقلاب ومحاكمة القتلة للشهداء بعد انقلاب 25 أكتوبروالمصابين، وجرائم التعذيب، والابادة الجماعية في دارفور ومنطقتي جنوب كردفان والنيل الأزرق ، وتسليم البشير ومن معه لجنائية، والقصاص لشهداء مجزرة فض الاعتصام، وتفكيك التمكين وعودة أموال الشعب المنهوبة، وعودة الجيش للثكنات ، والترتيبات الأمنية بحل مليشيات الدعم السريع ، وقوات الحركات ، وكتائب الظل وبقية مليشيات المؤتمر الوطني التي شاركت في الضرب المميت للثوار، تكوين الجيش القومي المهني، وضم كل شركات الجيش والدعم السريع والأمن والشرطة لولاية وزارة المالية ، ووضع الدولة يدها ثرواتها ، تحسين الأوضاع الاقتصادية والمعيشية ، ودعم السلع الأساسية ومجانية التعليم والعلاج والدواء، وتوفير خدمات الكهرباء المياه وتحسين صحة البيئة التي تدهورت ، وإعاد تأهيل المشاريع الصناعية والزراعية والخدمية التي توقفت ، وايجاد فرص عمل للشباب، وإعادة النظر في الأراضي الزراعية التي تمّ تأجيرها لسنوات تصل99 عاما، وتحرير حلايب وشلاتين وابورماد من الاحتلال المصري ، وما تبقي من الفشقة من الاحتلال الاثيوبي، ووقف تصدير المرتزقة لحرب اليمن ، والغاء اتفاقات القواعد العسكرية علي البحر الأحمر لامريكا وروسيا ، والغاء التطبيع مع الكيان العنصري الصهيوني الذي وقف ضد شعب السودان بدعم الانقلاب العسكري، و يسلح الانقلابيين بأدوات القمع، ويهدف لتعزيز وجوده علي البحر الأحمر، وتعزيز السيادة الوطنية، وقيام علاقات خارجية متوازنة مع كل دول العالم.

alsirbabo@yahoo.co.uk
/////////////////////////

 

آراء