اعتذار إبراهيم بقَّال !

 


 

 

manazzeer@yahoo.com

* تداولت الوسائط والمواقع بصورة مكثفة أمس الخطاب الذي وجهه الصحفي (براهيم بقال) في صفحته على الفيس بوك الى أخيه الأصغر (محمد بقال) يعتذر فيه عن مواقفه السياسية، وهو يقصد بذلك مساندته وتأييده لحزب المؤتمر الوطني (المنحل) ووقوفه ضد الثورة والثوار، مما أدى لحدوث خصام بين الشقيقين لدرجة القطيعة الكاملة وانقطاع التواصل بينهما وعدم تبادل السلام والتحايا حتى في الافراح والاتراح، ووصف أخيه له بالأرزقي والإنتهازي ــ كما جاء في الخطاب، ولقد قال عنه أخوه في احدى المرات على الفيس بوك .. " بمجرد أن ترى شقيقي الأكبر الأرزقي يتشدق بدعم الشريعة، فتأكد أن هذه التظاهرة مدفوعة القيمة من المؤتمر الوطني"، وغيرها من المكايدات .. هكذا كان الخلاف كبيرا جدا بين الأخ وأخيه!

* جاء في خطاب الاعتذار: "وكنت افتكرتك قد جنيت علي وخاصمتني وخاصمتك ومنذ 2019 م منذ ان كتبت المنشور المرفق في العام وتداولته كل الدنيا وخصوصاً خصمي الذي كنت أركز عليه، حدثت بيننا قطيعة لدرجة عدم السلام فيما بيننا حتي في الأفراح والمناسبات والاتراح بل حتي لحظة كتابة هذا المنشور" .. !

* "نعم يا أخي الأصغر ولد امي وأبوي، وقتها زعلت وغضبت منك شديد جداً، وكنت أفتكر أن رابط الدين والإنتماء والوفاء والوطنية والقومية وغيرهم أكبر من كل شي، ضحيت بك وضحيت بي بسبب مواقفي السياسية، وتخاصمنا لأكثر من ثلاث سنوات بسبب تمسكي بمواقفي السياسية الذي كنت ترفضه، وكنت تقول لي مراراً وتكراراً "الناس ديل مهما دافعت عنهم لا ينظرون لك بالمنظار الذي تراه عنهم" ..

* "نعم صدقت يا أخي في وصفك لي " بالارزقي والإنتهازي " لمجرد أنني خرجت في أول مناصرة بعد السقوط ، أول تظاهرة لنصرة التيار الأسلامي ونصرة المؤتمر الوطني ووقتها عددنا لا يتعدي ال 100 شخص .. وكنتُ مغفل نافع، وكنت افتكر أن هناك إخاء ووفاء وإنتماء، ووقتها لم يخرجوا هم، وظهروا الآن بعد أن وجدوا ما يُطمئِنهم وبعد زوال لجنة التمكين وبعد قرارات 25 أكتوبر عادوا من جديد لتكتلاهم العرقية والجهوية ولوبياتهم.. وبدأو التخوين والإساءات والشتائم والابعاد والحفر والمكر والحقد والحسد وغيرها .. تأذينا منهم أكثر من أذي الغريب .. ونحن بغباء ضحينا حتي بصلة الرحم الذي يحاسبنا به الله ... الخ
فأنت أخي ولد أمي وابي".

* "انا الذي أعتذر لك وعلي الملاْ وعلي رؤس الأشهاد، وأذكِّرك بهذا المثل الذي يُضرب للدلالة على منزلة الأخ، والحث على صلة الرحم بين الأخوة .. وأصل القصة كما يلي :

* يُحكى أن الحجاج بن يوسف قبض على ثلاثة وأودعهم السجن، ثم أمر بهم أن تضرب أعناقهم . وحين قدموا أمام السياف لمح الحجاج امرأة ذات جمال تبكي بحرقة، فقال :
أحضروها . فلما أُحضرت بين يديه سألها ما الذي يبكيها، فأجابت: هؤلاء النفر الذين أمرت بضرب أعناقهم هم زوجي وشقيقي وابني فلذة كبدي، فكيف لا أبكيهم ؟! فقرر الحجاج أن يعفو عن أحدهم إكراما لها، وقال لها: تخيَّري أحدهم كي أعفو عنه، وكان ظنه أن تختار ولدها .. خيم الصمت على المكان، وتعلقت الأبصار بالمرأة في انتظار من ستختار !
* صمتت المرأة هنيهة، ثم قالت : أختار أخي ! وحيث فوجئ الحجاج من جوابها، سألها عن سر اختيارها، فأجابت: أما الزوج فهو موجود " أي يمكن أن تتزوج برجل غيره "، وأما الولد فهو مولود " أي أنها تستطيع بعد الزواج إنجاب الولد "، وأما الأخ فهو مفقود " أي لعدم وجود الأب والأم ". فذهب قولها مثلاً؛ وقد أعجب الحجاج بحكمتها وفطنتها، فقرر العفو عنهم جميعاً.

* "نعم يا اخي محمد عبد الله بقال، فالآن انت اخي والأب مفقود والأم مفقودة، رحمهم الله .. العفو والعافية وارجو ان تتقبل إعتذاري" !

* لم يكن تراجع ( ابراهيم بقال) عن تأييده للمؤتمر الوطني المنحل ووقوفه ضد الثورة ومؤازرته للانقلاب الغاشم، هو الأول من نوعه فلقد ظل كثيرون من داخل وخارج الحزب المنحل يراجعون أنفسهم وينتقدون بشكل علني مواقفهم السابقة في تأييد الكيزان والانقلاب الغاشم، ويبدون الاسف والندم على ما فعلوه وقالوه، لدرجة ان نائب قائد الانقلابيين (حمدان دقلو) خرج علينا بنفسه في حوار مع هيئة الإذاعة البريطانية ــ سواء كان صادقا أو مخادعا ــ قادحا في الانقلاب وناعتا له بالفشل في تحقيق أهدافه، الامر الذي يؤكد أن الثورة في طريقها للإنتصار ودحر الانقلابيين واستعادة الحرية والمسار المدني الديمقراطي، وتفكيك دولة الحزب المنحل صامولة صامولة، واسترجاع المال المنهوب وتقديم المجرمين للعدالة والقصاص للشهداء في كل بقاع السودان وبناء دولة السيادة والكرامة والنماء والرخاء .. وإنّ غداً لناظره قريب!

 

 

 

آراء