اكتشافات تلسكوب جيمس ويب تعيد للفلسفة ألقها وللإيمان ثباته.

 


 

 

العالم كله،هذه الايام،مشغول بما انجزه العلم الحديث من تقدم واكتشافات فضائية غير مسبوقة من خلال ما حققته رحلة تلسكوب جيمس ويب من نجاحات في عالم الفيزياء والفضاء الخارجي. انجاز علمي رائع أعاد للفلسفة ألقها وثبت الإيمان في قلوب المؤمنين..فقد ادعي البعض( موت الفلسفة) بعد الثورة الصناعية الاوروبية..وقد ألحق هذا الوصف بالفلسفة اضرارا كثيرة.
ولكن الفلسفة، كعادتها ،ومن وقت لآخر، تشعرنا وتذكرنا بإنهاء لازالت حية وموجودة ومهمة في حياة الناس وتفكيرهم وحل مشكلاتهم المتجددة.
ما اكتشفه تلسكوب جيمس ويب ،مؤخرا ،من أسرار الفضاء الخارجي ،أعاد النظر من جديد في طرح الأسئلة الوجودية التي تشغل بال الإنسان منذ أن عرف كيف يفكر بشكل تأملي في خلق الله ..وكانت مباحث الفلسفة الرئيسة ( الوجود،المعرفة الاخلاق) هي محور تساؤلاته المتجددة واعمقها واشدها غموضا الميتافيزيقا..ومنها الفضاء الخارجي الذي يجهل كنهه.
وتاريخ الفلسفة اليونانية يقسم،عادة ،الي ثلاثة مراحل،أو ادوار،يقع في منتصفها عصر سقراط..الذي يؤرخ به الفلسفة اليونانية بما يسمي( ما قبل وما بعد سقراط).
وفلسفة سقراط كانت ميتافيزيقية مبنية علي تفكير ميتافيزيقي ،رفض بموجبه كل التفسيرات المادية ،واتجه نحو التفسيرات العقلية ،وآثر النظر في الإنسان كفلسفة أخلاقية، وجوهر الأشياء ؛مثل الوجود،الزمان،المكان،السبب والنتيجة،الصيرورة والكينونة،والواقع.
وبناء علي ذلك ظلت الأسئلة العلمية جزء من الفلسفة الطبيعية ،ثم تحولت إلي دليل تجريبي مشتق من التجربة وظهر علم ( الفلسفة الطبيعية) بحلول القرن الثامن عشر.
ثم توسعت مجالات الفلسفة لتشمل افكارا ميتافيزيقية مرتبطة بميكانيكا الكم وفكرة الحتمية عند ألبرت اينشتاين ونظرية النسبية الخاصة عند ألفريد وايتهد.
ولكن في أواخر القرن الثامن عشر ،ظهرت تيارات فلسفية وفلاسفة يرفضون فكرة ما وراء الطبيعة منهم ديفيد هيوم وكانط...بل كلما حصلت اكتشافات علمية أو تقنية جديدة، يؤكد خصوم الفلسفة موتها من جديد، بدعوي أن هذه الاكتشافات تجيب علي الكثير من الأسئلة التي تشتغل عليها الفلسفة..وبالتالي هذا ما اعتقدوه في اكتشافات تلسكوب جيمس ويب الذي يؤكد ،في اعتقادهم موت الفلسفة وتأكيد إيمانهم في الإلحاد.
وكان العكس تماما...فالمهمة القادمة للتلسكوب ستكون عن معرفة وتحديد لحظة انفجار الكون ،التي تتحدث عنها نظرية ( الانفجار العظيم )الذي سوف يكشف عن وجود او عدم وجود حياة في الكواكب الأخري...وهنا تثار فكرتان: فكرة إلحادية تنفي وجود الخالق باعتبار أن ( الانفجار العظيم) هو من أوجد هذه العوالم الكونية، وفكرة أخري إيمانية تقول بأنه لا يمكن أن يكون ( الانفجار العظيم) بدون وجود مفجر...وهو الله..ولا يمكن لكل هذه الكواكب والمجرات التي تسبح في الفضاء اللانهائي،حيث تولد وتموت النجوم ، أن تظل سايرة في هذا النظام الكوني الرائع الفريد ،أن تصتدم ببعضها البعض الا اذا كان وراءها خالق مبدع فريد..
إن الربط بين ( الانفجار الكبير) و ( الإلحاد ) أمر سخيف لا معني له ،لأن الله عز وجل هو الذي خلق وقدر كل شيئ بما فيه ( الانفجار الكبير) ،إن صحت نظريته...
د.فراج الشيخ الفزاري
f.4u4f@hotmail.com

/////////////////////////
///////////////////////

 

آراء