الآن (تمّت الناقصة) في إنكار الانقلاب !!

 


 

 

(تمّت الناقصة)..فقد أعلن علي عثمان محمد طه أمام المحكمة (وكتاب الله في منضدة القاضي) ألا علاقة له بانقلاب الإنقاذ أو المشاركة في تدبيره وتنفيذه.. ولكنه (فقط) تولى مناصب سياسية في وقت لاحق..!
نحن نذكر ذلك فقط من باب تذكير أنفسنا بطبيعة هؤلاء القوم وهم نسخة غريبة من الذين يساكنونا في هذا الوطن..! بطبيعة الحال لا تهمنا الأسماء والألقاب ولكننا يهمنا أن نعلم السلوك الذي يتبعونه، وما يمكن أن يصدر منهم من إيذاء للوطن الذي أثخنوه بالجراح ومزقوا تاريخه وجغرافيته وقتلوا أهله بغير جُرم وشردوهم في الفيافي والمنافي وأهلكوا زرعه واحتلبوا ضرعه..وجاءوا فيه بما لا عين رأت من الجنايات والكوارث، ومن النهب والسلب والبطش والقهر..فقطعوا الوشائج ومزقوا الفضائل..وكان هذا بعض دأبهم في السر والعلن على طول سنوات حكمهم الثلاثين..!
الرجل يقول لا علاقة له بانقلاب الإنقاذ..(أفتمارونه على ما يقول)؟ وهو لم يكن نائب الترابي وساعده الأيمن ورفيقه الأقرب وشريكه في دعوتهم وحركتهم ومنهجهم..ولكن الترابي أخفى عنه الانقلاب..! وهو لم يكن مندوب الإنقاذ في الاتصال بالعسكريين وتهيئة المنتسبين من حركتهم للانقلاب..وهو لم يكن الآمر الناهي في سلطة الانقلاب وساكن القصر الذي يؤمر فيطاع..ولم يكن المنفّذ الأول لدمج الوزارات ذات الشأن وجعلها في وزارة واحدة برئاسته وفق تخطيط الانقلاب من أجل (إعادة صياغة الإنسان السوداني)..!
والرجل لم يكن صاحب القرار في ساعات وأيام الانقلاب الأولى بإطالة أمد إبقاء الترابي في سجنه التمويهي..! ولم يكن صاحب الدور الأبرز في إقصاء الترابي في المفاصلة لاحقاً للانفراد بالساحة..! والرجل لم يقل لرفقائه بعضمة لسانه (لقد أعدمنا 28 ضابطاً في يوم واحد) ولم يعلن من خلال شاشات التلفزيون أن لديهم كتائب ظل على استعداد للموت من اجل حماية انقلاب الإنقاذ..وهو لم يلعب دوراً مبكّراً في الانقلاب بزياراته المُبرمجة لفرق القوات المسلحة..وفي خطاباته في البرلمان لتزهيد الناس في الديمقراطية وتهيئة المناخ للانقلاب..والرجل لم يقل (شووت تو كِل) ولم يعترف بأن حركتهم هي التي صنعت الانقلاب..ولم يقل إن الزمن لو عاد إلى ما قبل 1989 لوقفوا نفس الموقف وصنعوا ما صنعوه حينها..والرجل لم يقل (لن نعتذر عن الانقلاب)..! ولكن بعد كل هذا (الإرشيف الوطني) يقول الرجل ليس لي علاقة بانقلاب الإنقاذ..!
نافع علي نافع لا علاقة له بالانقلاب..وعوض الجاز وعلي الحاج وإبراهيم السنوسي لا علاقة لهم بالانقلاب..و كذلك الطيب سيخه ويوسف عبد الفتاح.. والآن علي عثمان..!! رغم أنه يعترف بقتلهم 28 ضابطاً في أسابيع الانقلاب الأولى (ومنع أهاليهم من إقامة العزاء عليهم)..!!
يا صاحبي أذكر الشهداء الكرام وأشكر الرياح التي أزاحت عن الوطن هذا البلاء ..! يا عيوني شن بتشوفي: شايفه الدموم واللمّه / بين الدقون والعمّه..؟ يا آمونه شن بتشوفي: شدراً تال اليمامه؟/ ولا الصقر الحمامه؟/ ولا البطن التفوفي..!! ..حبيبنا القدال..عليك رحمة الله الجزيلة..!!

murtadamore@yahoo.com

 

آراء