الأجدرُ بنا أن نغضبَ فحسبْ .. فلا خيرَ في الجنرالين

 


 

 

# ها وقد فعلتها فُلول نظام البشير، ونجحت في إشعال فتيل حرب ضروس بين الحيش والدعم السريع حتى يتحقق حلمها البائس بأن تحكمنا مرة اخرى!! .. إن شئت الدقة، فهذه هي محاولتها الثالثة في سلسلة إنقلابات عسكرية لقطع الطريق أمام التحول المدني الديمقراطي .. كانت أولى هذه المحاولات فض إعتصام القيادة في يونيو 2019 وثانيتها في إنقلاب أكتوبر من العام الماضي ..

# ديكين فوق محفَّةِ "العِدَّة" يتقاتلان وتحت أقدامهما وطن تحتوشهُ المصائب بما يكفي ويزيد!! .. يتناسى عسكر لجنة البشير الأمنية رصيدهم الصفري من الرُّشْد والتعقُّل - ولو في حدوده الدنيا - ويبتزُّوننا بمطلب الإنحياز ومساندة أحدهما ضد الآخر فيما تغلي صدورنا غيظاً من تهورهم جميعاً، ضيق أُفقهم، وحساباتهم البليدة ..

# مطلبنا العاجل ان ينتهي هذا النزاع العبثي فوراً وان تشكِّل الأمم المتحدة لجنةً للتحقيق تحدد المسؤولين عن إندلاعه لتقديمهم لمحاكمة ناجِزة .. أيضاً على المنظمة الأممية حصار الحريق بالحيلولة دون تورط أيُّ لاعبين دوليين في هذا الإقتتال الجِزافي غير المُبصِرْ ..

# لقد بلغ بنا السأمُ مداه من طيش العسكر وتطفُّلهم على السياسة، ما استووا في "قصر غردون" إلَّا وأشاعوا الخراب وكلَّفونا - معشر السودانيبن - من أمرنا رهقا، في كل شيء .. لا نريد منكم إلا ان تدمجوا هذه الجيوش والمليشيات العاطلة التي لا حصر لها، وأن تنشغلوا مُستقبلاً فقط بالمهام العادية للجيش في أيَّةِ دولةٍ "إعتيادية" .. كُفُّوا عنَّا شُروركم، إجلسوا حول الطاولة، ثم ترجَّلوا عن مناصبكم جميعاً بعد التوصُّل إلى حلٍّ مُتفاوضٌ عليه، فقد أثبتُّم بلا شكٍ إنكم الكلاحةُ بنفسها تسعى بين الناس...

# "يا للفوضى!!" ... هو الشعار الأثير لبطل غابرييل غارسيا ماركيز في روايته المُبهرة (خريف البطريرك) .. فالجنرال المعتوه يشكو الفوضى في حين انه هو المتسبب الأوحد في خلقها .. فقصره الرئاسي يعُجُّ بمجاميعَ مهولةٍ من الدجاج والكلاب والخراف والحمير والقطط التي ترتع في كل مكان فيه، ثم لا ينفك يردد مقولته الأثيرة !!!!

 

khalidsoltan@gmail.com

 

آراء