الأخ الفريق أول حميدتي هل انت نشّال ؟!!

 


 

 

 

(١)
في البدء اعتذر من بعض الإخوة من أبناء غرب السودان او بعض الدارفوريين والذين للأسف يهللون لإنتقاد المسؤولين الذين ينحدرون من أي جزء من السودان غير دارفور ، لكن ينتابهم الغضب عندما يتعلق الأمر بمسؤول أصوله من ذلك الجزء ، حتى أن كان الشخص المعني من شاكلة الذين نهبوا اموال اليتامى والأرامل في العهد البائد و يقبعون الان في السجون . ذلك التقوقع سيضر بالوطن و بالضمير الوطني المشترك . لذا يجب أن يتوقف و للأبد !!
نعم اعتذر من هؤلاء مؤقتا على العنوان الذي قد يبدو مستفزاً بمعايير مواطني وحكومات دول المنطقة . لكنه اي العنوان أكثر من طبيعي في عُرف الذين ولدوا و تربوا في أوطان تسودها الحرية.


(٢)
مازلت على قناعتي بأن الفريق أول حميدتي و قوات الدعم السريع ؛ (و بصرف النظر عن صحة أي تجاوزات أو جرائم سابقة تكون قد إرتكبت من قبل تلك القوات من عدمها ) إلا أن التاريخ سيذكر بالكثير من الامتنان انحياز الاخ حميدتي وقواته للثورة و حمايتها "بعد فضل الله" حتى تاريخ يومنا هذا.


(٣)
مدينتا والتي كانت تعد البوتقة التي إنصهرت فيها جميع قبائل السودان بسبب أهميتها التجارية، عرفت بكثرة لصوص الجيوب أو ( النشّالة ) وهم صفوة اللصوص من الناحية المهنية.
إشتهار مدينتا بالنشّالة أصبح وبالاً علينا .
كثيراً ما تذهب الفرق الرياضية الي المدن المجاورة لأداء المباريات حيث ترتفع الاصوات في الاستاد بهتافات من شاكلة ( أمسكوا جيوبكم ) كناية عن أن الفريق الزائر من مدينة النشالة.
خرتيت (وهو لقب أشهر نشال بالمدينة) كان رجلاً لطيفاً و جواداً ، و كان (على نقيض إسمه) يتميز بالهندام و لكن أكثر ما يثير الدهشة أنه لا يمكث في الحبس أكثر من يوم او يومين في الحالات النادرة و التي يتم فيها القبض عليه .


(٤)
في مقال سابق تطرقت فيه إلى الاقتصادات الثلاث التي تعمل بشكل متوازي مع الاقتصاد الوطني في الدولة ؛ الأمر الذي أدى إلى تدمير الأخير.
وهي الاقتصاد الذي تديره شركات الجيش ، الاقتصاد الذي تديره شركات قوات الدعم السريع و الاقتصاد الذي تديره شركات جهاز الأمن و الشرطة.
و المفارقة أن وزارة المالية( المسكينة) تتكفل بدفع رواتب أصحاب الاقتصادات الثلاث الأخرى في نهاية كل شهر.
وجود تلك الاقتصادات الموازية هو ما يحجم الدعم المالي الدولي عن السودان.
و الأخوين عبدالله حمدوك و ابراهيم البدوي يعيان ذلك لكن من يقول لأم الملك عزباء .
لذا فلابد من أيلولة تلك الشركات الي ولاية وزارة المالية و الاقتصاد الوطني.


(٥)
بعكس الكثيرين أرى في إختيار السيد حميدتي لرئاسة آلية الطوارئ الاقتصادية خطوة لا بأس بها في ظل وجود خبراء اقتصاديين بالآلية و خاصة ان دولة رئيس الوزراء ينوب عنه. رغم أنها اي الخطوة لا تخلو من الرشوة للاخ حميدتي ولحلفائه في الإقليم - الحلفاء الذين لم يكونوا دولة عندما كان جنيهنا السوداني يساوي ثلاث دولارات ( شحمانات).


(٦)
فرحت بالمحفظة التمويلية التجارية، وهي فكرة جنهمية و طموحة . "بحول الله" سيجني الناس ثمارها ، لكن الذي استوقفني هو إعلان رئيس المحفظة الفريق أول حميدتي عن مساهمته بمبالغ كبيرة.
شكرا للاخ حميدتي على كل أدواره الوطنية الحالية ( تحديداً) و يرجى منه الكثير لإستمرار الثورة السودانية لكن هل لنا أن نسأل من اين للسيد حميدتي تلك المليارات الدولارية ؟ تحت أي بند يحتفظ بها ؟
بل أين يحتفظ بها ؟
و ما هي ضوابط صرفها ؟ بل كم هو حجم تلك الأموال ؟
هل هي اموال خاصة به ام تتبع لقوات الدعم السريع المنضوية تحت مظلة القوات النظامية لجمهورية السودان ؟؟

أليس الاخ حميدتي موظف عمومي ؟ اذا لماذا لا تكون الأموال تحت ولاية وزير المالية و ليس السيد حميدتي ؟؟
بالتأكيد فإن الاخ الفريق أول حميدتي ليس نشّالاً لكن لماذا يذكرني ب خرتيت ؟!!


د. حامد برقو عبدالرحمن
NicePresident@hotmail.com

 

آراء