الأفندية والجَلَابَة و”النخب” وناس: المركز والوسط والشريط النيلي والشمالية… أَتَّطِير عيشتهم
فيصل بسمة
27 June, 2023
27 June, 2023
بسم الله الرحمن الرحيم و أفضل الصلاة و أتم التسليم على سيدنا محمد.
تسآءل أحدهم:
الأفندية و الجَلَابَة و ”النخب“ و المركز و ناس الوسط و الشريط النيلي و الشمالية ، أَتَّطِير عيشتهم ، الناس ديل سَووا شنو؟... عشان البِسوَى و الما بِسوَى يقوم عليهم القُومَة دي... و يقَبِّل عليهم القِبِّلَة دي... ينبذهم قَلَبَة و عَدَلَة... و يرمهم بكل النواقص و الشرور... و يقدم فيهم ألوان من العروض... و ينفض فيهم كل هذه الكَلُوشَات؟!!!...
بروز و شيوع هذه التسآؤلات و الإستفسارات أصاب قلب صاحبنا ، و ربما قلوب آخرين ، بحُرقَةٍ عظيمة صحبها مغص شديد فَرَمَ و ما زال يفرمُ و يَهرِدُ في المصارين و الكبد و الفَشفَاش ، و لهذا فقد يجد الكثيرون لصاحبنا و من شايعه العذر فيما ألم بهم و كذلك تفاعلاتهم و ردود أفعالهم تجاه ذلك الهجوم و تلك الإدعآءات و الإتهامات التي تعاظم أمرها حتى أنها فارقت دنيا المعقول و تخطت حدود الأدب و قاربت الباطل...
و يبدوا أن الجماعات ورآء تلك التجاوزات قد أعمتها غشاوات: الجهل و العنصرية و الجهوية فعجزت عن الوصول إلى تقويم عادل و موزون للأمور ، و ظاهر الحال يرجح أنها جماعاتٌ من العميان الشَّايلين المَكَسَّرين طفقوا يرددون/يكررون الإدانات و الشجب لجماعات: الأفندية و الجَلَابَة و ”النخب“ و المركز و ناس الوسط و الشريط النيلي و الشمالية بسبب و بدون سبب ، يسبون و يلعنون سَنسَفِيل أبآءهم و أجدادهم ، و ما خَلُّوا ليهم جَنبَة يرقدوا عليها ، و يتهمونهم بأنهم ورآء جميع ما ألم بهم من مصآئب و كوارث...
و مما أثار حفيظة صاحبنا أنا من بين الذين يثيرون هذه الإتهامات و الأقاويل أناس ”متعلمون“ ، من زمن الداخليات و التعليم و العلاج المجاني على حساب جمهورية السودان ، من جماعات المحاصصات و المكاسب الشخصية الذي يدعون الإنحياز إلى جماعات المهمشين و ما هم كذلك ، بل أنهم لا يكترثون كثيراً لأهلهم المهمشين و لا يسعون لحل مشاكلهم...
سؤالان إعتراضيان:
١- هل صحيح أن أعداد مقدرة من أبنآء: الجنوب و دارفور و الدول الأفريقية و فلسطين ”المحتلة“ و آخرين قد مُيِّزُوا بالتفرقة الإيجابية و أتيح لهم التعليم المجاني ، من المراحل الإبتدآئية إلى الدراسات فوق الجامعية ، على حساب جمهورية السودان و خصماً على أبنآء الجلابة و الوسط و الشمال و الشريط النيلي؟
٢- كم أعداد المتعلمين المنتمين إلى الهامش الذين عادوا إلى مواطنهم المهمشة بعد التعليم و التدريب و التأهيل ينمونها و يعمرونها و يطورونها و يُمَيِّزُونَهَا و و يُجَيِّهُونَهَا و ينفضون عنها غبار التهميش؟!!!
فَنَطَ أحدهم في الحلق قآئلاً:
كيف يتم العد و الحصر و أعداد غفيرة من المهمشين تَمَركَزُوْا و توسطوا و تَوَهَضُوا و أصبحوا أفندية و نخب و ناس مركز و شريط نيلي ، و ناس مِلِك حر و حِكِر و شَرِط يصعب التعرف عليهم بين جماعات الوسط!!!...
و انبرى آخر متفلسفاً ، رافعاً كتفه و مُنَطِطاً عينيه و مِمَطمِطاً شَلَالَيفه:
و ربما قد تَجَلبَنُوا!!!...
حاشية:
فريق صاحبنا الوسطي المسمى ود أزرق في مدينة ود مدني السني جمع في تناغم عجيب و تجانس الشايقي و النوباوي و الدنقلاوي و الزيادي و الفلاتي و الهوساوي و الجعلي و الرباطابي و المسلاتي و أولاد الريف و الأحباش و الشلك و الدينكا و المسيرية و القرعان و ناس: بحر أبيض و النيل الأزرق و كردفان و... و... و...
ثم أتت من بعد ذلك جماعات: المُجَعِّرَاتِية و المطبلاتية و اللايفاتية و كذلك قطعان العَنقَالَة تُجَعِّرُ كذباً و بهتاناً في حق المركز و الجلابة و الأفندية و البقية جَعِيراً ينضخ عنصرية و كراهية و يجافي الحق و الحقآئق و الموضوعية ، و قد فعلت الجماعات أعلاه ما فعلت على طريقة ظاهرة (حاكونا حاكونا) حين جَعَّرَت مناديةً بإسقاط ”دولة ستة و خمسين“ (٥٦) ، و هذا هو المسمى الجديد/الموضة لما كان تدعى سابقاً دولة: الأفندية/الجَلَابَة/الشماليين/المركز/الوسط/الشريط النيلي/العروبيين ، ثم طالبوا من بعد الإسقاط الفوري لتلك (الدولة الظالمة) و القضآء التآم عليها بإنشآء دولة السودان الجديد المحررة ، دولة العدالة و المساواة ، الدولة السودانية المدنية الديمقراطية!!!...
سؤال إعتراضي:
و شنو حكاية السودانيين مع ظاهرة القطيع و (حاكونا حاكونا)؟!!! ، و لقد عرفنا من قبل حكاية معجون سيقنال و السجاير البنسون و السفر جدة إغتراب بالكوم و العمار خرطوم!!! ، لكن يبدوا أن الحكاية المرة دي جابت ليها سياسة و تهميش!!!...
و ليست الحيرة و الإستغراب و الإندهاش في إنسياق القطيع و تعدد و علو الأصوات المنادية بإسقاط ”دولة ستة و خمسين“ ، التَّطِير عيشتها ، أو تلك الحلاقيم المُجَعِّرَة المنادية بتحرير بلاد السودان ، الما عندها وَجِيع ، من الجلابة المحتلين ، أو تلك المطالبة بإنشآء ”السودان الجديد“ و دولة ”العدالة و المساواة“ التي تعيد ”للمهمشين“ حقوقهم التي إبتلعتها/سلبتها/إغتصبتها جماعات الأفندية/الجلابة/المركز الوسط/الشريط النيلي ، فقد إعتدنا على مثل هذا القَدَّات و الندآءات و التَّجعِيرَات و المانفيستوهات و الإعلانات و حركات التمرد على الدولة/المركز المنطلقة من العواصم ذات العملات الصعبة و الفنادق ذات النجوم المتعددة قبل الدخول إلى الأحراش و الغابات و من بعد ذلك الإنطلاق في مسيرة ”الكفاح المسلح“ بغرض إلحاق أبلغ الضرر و القتل بالقوات المسلحة و النظامية الأخرى و كذلك الدمار و الخراب بالمرافق العامة و القرى و جميع المخلوقات ، هذا بالطبع مع إيقاف عجلة التنمية و تشريد الأهالي و نهب/تدمير الموارد ، و ذلك عوضاً عن اللجوء إلى الحوار و بقية أساليب النضال المدني/السلمي...
و لكن إن ما يحير العقل حقيقةً و (يُمَخوِلُه) كثيراً هو أن تأتي أغلب الأصوات/التَّجعِيرَات من جماعة (رَبَّاطَة) فاقدة للعقل و القيم و الأخلاق ، جماعة رَبَّاطَة فالتة ثقافتها تكمن في: قطع الطريق و النهب و السلب و التخريب و الحرق و الإغتصاب و القتل بشتى الطرق بما فيها ذبح الإنسان على الطريقة الإسلامية مع التكبير و التهليل ، عصابات مارست و ما زالت تمارس القتل الإرتزاقي و جميع صنوف الإنتهاكات ضد الإنسان و بقية المخلوقات و البيئة في ”الهامش المظلوم“ و المركز أب جُضُوم و ما بينهما و بطريقة لم يسمع بها أو يمارسها السيد إبليس و رفاقه من عتاولة الأشرار...
أما الحكاية المستعصية على الفهم تماماً و التي يصعب إستيعابها فهي أرتال المُجَعِّرَاتِية و المطبلاتية و الفاسدين و المدعين من جماعات الإنتهازية و الأرزقية من: السياسيين و الخبرآء الإستراتيجيين و الإعلاميين و الناشطين و اللايفاتية و المثقفاتية ، بتاعين الشهادات و المدارس ، الذين صاروا إما مستشارين لقاطع الطريق (الرَّبَّاطِي) و المدافعين عن طموحاته في إنشآء مملكته و مشروعه المبتدع و القاطعو من راسو أو الذين يرون في المعتوه الآخر قآئداً و ”أخاً منقذاً“ و جسرَ وصلٍ يتيح لهم الوصول إلى الحكم من جديد و من ثَمَّ إعادة إحيآء مشروعهم القديم الضلالي الفاسد...
أسئلة إعتراضية:
هل هنالك أفراد مجموعات أو أقوام أو شعوب و أمم لم تمارس التفرقة و العنصرية فيما بينها؟
هل السودانيون نسيج وحدهم في عنصريتهم؟
هل صحيح أن الفلوس تغير النفوس ، و أنها تدير الرؤوس؟
مقدمة مؤخرة:
و ليس هذا المقال تمجيد للعنصرية و التفرقة فهما أسوأ ما أنتجته و مارسته و ما زالت تمارسه الأفراد و الجماعات و الأقوام و الشعوب و الأمم ضد بعضها البعض ، و لن تزولا ، و ستبقيان ما بقى بنو الإنسان في هذا الوجود ، و لكن يمكن التقليل من أثارهما بالتربية و التعليم مع تفعيل العلاجات القانونية التي تردع و تقلل من ممارستهما...
و ليس هذا المقال دفاع عن الأفندية الذين تولوا الأمر من المستعمر (المحتل) البريطاني ، و لكن الغرض هو الإقرار بأن الفشل الذي أصاب بلاد السودان يتحمله الجميع في المركز و الهامش من الأفندية و غير الأفندية ، الذين أحجموا عن القيام بأدوارهم المنوطين بها فيما يلي العمل و الإنتاج و الإلتزام بالقيم و المحافظة على الوطن و العرض و الكرامة الوطنية و الأمن القومي!!!...
و الشاهد هو أن جماعات: الأفندية و الجَلَابَة و ”النخب“ و المركز و ناس الوسط و الشريط النيلي و الشمالية ، و المكونة من جميع قطاعات الشعوب السودانية ، قد أصابها ما أصابها من قطار التنمية و التعليم و التوظيف إبان الحقبة الإستعمارية (الإحتلال) ليس لأنها ذات حظوة عند المستعمر (الإحتلال) ، أو أن ما تم من مشاريع و عمران كانت تحيزاً لتلك الجماعات أو تغولاً/خصماً على حقوق آخرين (مهمشين) في مناطق أخرى نآئية في بلاد السودان ، بل حدث ذلك بحكم طبيعة تلك البقاع الجغرافية و موارد المياه المتوفرة من نهر النيل و روافده و التي قَدَّرَها المستعمر (الإحتلال) البريطاني أنها تخدم مصالحه الإقتصادية و الإستراتيجية و بأقل التكاليف مقارنة بأماكن و جهات أخرى نآئية قد يكون الإستثمار فيها صعباً و مكلفاً ، و معلوم أن الإستعمار (الإحتلال) لم يأتي لخدمة الشعوب المستعمرة و الخروج بها من الغابة و عهود الجهل و الظلام إلى عوالم العلم و الإيمان (التنصير) و المن و السلوى و إنما أتى ليخدم مصالحه و خم/نهب الموارد...
و هكذا أنشأ المستعمر (المحتل) المشاريع الزراعية الإستثمارية ، و هكذا دَرَّبَ و جَهَّزَ المستعمر بعض من الكوادر السودانية ، و من جميع الملل و الأعراق ، و علمها كيف تَفُكُّ الخطَ ، كوادر كان قد إختارها من (جميع) مكونات الشعوب السودانية لتخدم مصالحه الإستراتيجية في: السياسة و الإقتصاد و الأمن ، و قد قادت تلك الإستثمارات الإستعمارية (الإحتلالية) إلى طفرات عمرانية و إدارية نسبية...
و على الرغم من ذلك فهنالك بعض من المحللين ممن يرون أن تلك السياسات من قوى الإستعمار (الإحتلال) البريطاني كانت خصماً على جهات جغرافية و عرقية أخرى في بلاد السودان شآءت الأقدار أن يغلب فيها العنصر الأفريقي ، و عوضاً عن إلقآء اللوم على المستعمر (الإحتلال) و سياساته في الإدارة و الإقتصاد و التعمير فإنهم يلقون اللوم على منتجات المستعمر (المحتل) من الأفندية ، و عينهم في الفيل و يطعنو في ضلو ، بل قيل أنهم يحتمون بظل الفيل الضخم من شدة الحَرَايَة و عند الفزعة!!!...
ثم جآء الإستقلال و أصبح السودان للسودانيين ، و تفرنج من تفرنج و تجلبب من تجلبب ، و حُلِبَتَ بقرةُ الميري السودانية التي سَمَّنَهَا المستعمر (المحتل) البريطاني ، و لما شاخت البقرة و جف ضرعها و عَقَرَت نحرتها الورثة ، و تقاسموا لحمها شَرمُوط و مَزَات شَيَّةً و أَقَاشِي ، و لما بلغ الشبع و الإنبساط مداه تغنت الورثة لعازة ثم تناحرت/تقاتلت فيما بينها فيما تبقى من جلد البقرة و الرأس و الضَّلَافِين...
الخلاصة:
الله ليك يا السودان... و الله ليك يا السوداني...
الدول و الناس تبني و تعلي...
و إنت تغترب تملي...
ثم تموت تخلي...
أو تنزح تولي...
تئن تغني...
و تعيش كتير...
تشوف كتير...
تسمع جعير...
عقلك يطير..
الختام:
رمي اللوم على الآخر و السب و اللعن و الإتهامات و أغنيات الحسرة على الماضي لا بِتوَدِي لا بِتجِيب...
و ما في زول بِيَابَى العلام و العدالة و دولة المواطنة المتساوية و القانون و المحاسبة و المؤسسات و الرخآء و الرفاه (الراحات)...
و المستقبل في إنتظار البلد...
و لا زال هنالك وقت كافي للمحاسبة و البنآء...
و الحمد لله رب العالمين و أفضل الصلاة و أتم التسليم على سيدنا محمد.
فيصل بسمة
fbasama@gmail.com
/////////////////////
تسآءل أحدهم:
الأفندية و الجَلَابَة و ”النخب“ و المركز و ناس الوسط و الشريط النيلي و الشمالية ، أَتَّطِير عيشتهم ، الناس ديل سَووا شنو؟... عشان البِسوَى و الما بِسوَى يقوم عليهم القُومَة دي... و يقَبِّل عليهم القِبِّلَة دي... ينبذهم قَلَبَة و عَدَلَة... و يرمهم بكل النواقص و الشرور... و يقدم فيهم ألوان من العروض... و ينفض فيهم كل هذه الكَلُوشَات؟!!!...
بروز و شيوع هذه التسآؤلات و الإستفسارات أصاب قلب صاحبنا ، و ربما قلوب آخرين ، بحُرقَةٍ عظيمة صحبها مغص شديد فَرَمَ و ما زال يفرمُ و يَهرِدُ في المصارين و الكبد و الفَشفَاش ، و لهذا فقد يجد الكثيرون لصاحبنا و من شايعه العذر فيما ألم بهم و كذلك تفاعلاتهم و ردود أفعالهم تجاه ذلك الهجوم و تلك الإدعآءات و الإتهامات التي تعاظم أمرها حتى أنها فارقت دنيا المعقول و تخطت حدود الأدب و قاربت الباطل...
و يبدوا أن الجماعات ورآء تلك التجاوزات قد أعمتها غشاوات: الجهل و العنصرية و الجهوية فعجزت عن الوصول إلى تقويم عادل و موزون للأمور ، و ظاهر الحال يرجح أنها جماعاتٌ من العميان الشَّايلين المَكَسَّرين طفقوا يرددون/يكررون الإدانات و الشجب لجماعات: الأفندية و الجَلَابَة و ”النخب“ و المركز و ناس الوسط و الشريط النيلي و الشمالية بسبب و بدون سبب ، يسبون و يلعنون سَنسَفِيل أبآءهم و أجدادهم ، و ما خَلُّوا ليهم جَنبَة يرقدوا عليها ، و يتهمونهم بأنهم ورآء جميع ما ألم بهم من مصآئب و كوارث...
و مما أثار حفيظة صاحبنا أنا من بين الذين يثيرون هذه الإتهامات و الأقاويل أناس ”متعلمون“ ، من زمن الداخليات و التعليم و العلاج المجاني على حساب جمهورية السودان ، من جماعات المحاصصات و المكاسب الشخصية الذي يدعون الإنحياز إلى جماعات المهمشين و ما هم كذلك ، بل أنهم لا يكترثون كثيراً لأهلهم المهمشين و لا يسعون لحل مشاكلهم...
سؤالان إعتراضيان:
١- هل صحيح أن أعداد مقدرة من أبنآء: الجنوب و دارفور و الدول الأفريقية و فلسطين ”المحتلة“ و آخرين قد مُيِّزُوا بالتفرقة الإيجابية و أتيح لهم التعليم المجاني ، من المراحل الإبتدآئية إلى الدراسات فوق الجامعية ، على حساب جمهورية السودان و خصماً على أبنآء الجلابة و الوسط و الشمال و الشريط النيلي؟
٢- كم أعداد المتعلمين المنتمين إلى الهامش الذين عادوا إلى مواطنهم المهمشة بعد التعليم و التدريب و التأهيل ينمونها و يعمرونها و يطورونها و يُمَيِّزُونَهَا و و يُجَيِّهُونَهَا و ينفضون عنها غبار التهميش؟!!!
فَنَطَ أحدهم في الحلق قآئلاً:
كيف يتم العد و الحصر و أعداد غفيرة من المهمشين تَمَركَزُوْا و توسطوا و تَوَهَضُوا و أصبحوا أفندية و نخب و ناس مركز و شريط نيلي ، و ناس مِلِك حر و حِكِر و شَرِط يصعب التعرف عليهم بين جماعات الوسط!!!...
و انبرى آخر متفلسفاً ، رافعاً كتفه و مُنَطِطاً عينيه و مِمَطمِطاً شَلَالَيفه:
و ربما قد تَجَلبَنُوا!!!...
حاشية:
فريق صاحبنا الوسطي المسمى ود أزرق في مدينة ود مدني السني جمع في تناغم عجيب و تجانس الشايقي و النوباوي و الدنقلاوي و الزيادي و الفلاتي و الهوساوي و الجعلي و الرباطابي و المسلاتي و أولاد الريف و الأحباش و الشلك و الدينكا و المسيرية و القرعان و ناس: بحر أبيض و النيل الأزرق و كردفان و... و... و...
ثم أتت من بعد ذلك جماعات: المُجَعِّرَاتِية و المطبلاتية و اللايفاتية و كذلك قطعان العَنقَالَة تُجَعِّرُ كذباً و بهتاناً في حق المركز و الجلابة و الأفندية و البقية جَعِيراً ينضخ عنصرية و كراهية و يجافي الحق و الحقآئق و الموضوعية ، و قد فعلت الجماعات أعلاه ما فعلت على طريقة ظاهرة (حاكونا حاكونا) حين جَعَّرَت مناديةً بإسقاط ”دولة ستة و خمسين“ (٥٦) ، و هذا هو المسمى الجديد/الموضة لما كان تدعى سابقاً دولة: الأفندية/الجَلَابَة/الشماليين/المركز/الوسط/الشريط النيلي/العروبيين ، ثم طالبوا من بعد الإسقاط الفوري لتلك (الدولة الظالمة) و القضآء التآم عليها بإنشآء دولة السودان الجديد المحررة ، دولة العدالة و المساواة ، الدولة السودانية المدنية الديمقراطية!!!...
سؤال إعتراضي:
و شنو حكاية السودانيين مع ظاهرة القطيع و (حاكونا حاكونا)؟!!! ، و لقد عرفنا من قبل حكاية معجون سيقنال و السجاير البنسون و السفر جدة إغتراب بالكوم و العمار خرطوم!!! ، لكن يبدوا أن الحكاية المرة دي جابت ليها سياسة و تهميش!!!...
و ليست الحيرة و الإستغراب و الإندهاش في إنسياق القطيع و تعدد و علو الأصوات المنادية بإسقاط ”دولة ستة و خمسين“ ، التَّطِير عيشتها ، أو تلك الحلاقيم المُجَعِّرَة المنادية بتحرير بلاد السودان ، الما عندها وَجِيع ، من الجلابة المحتلين ، أو تلك المطالبة بإنشآء ”السودان الجديد“ و دولة ”العدالة و المساواة“ التي تعيد ”للمهمشين“ حقوقهم التي إبتلعتها/سلبتها/إغتصبتها جماعات الأفندية/الجلابة/المركز الوسط/الشريط النيلي ، فقد إعتدنا على مثل هذا القَدَّات و الندآءات و التَّجعِيرَات و المانفيستوهات و الإعلانات و حركات التمرد على الدولة/المركز المنطلقة من العواصم ذات العملات الصعبة و الفنادق ذات النجوم المتعددة قبل الدخول إلى الأحراش و الغابات و من بعد ذلك الإنطلاق في مسيرة ”الكفاح المسلح“ بغرض إلحاق أبلغ الضرر و القتل بالقوات المسلحة و النظامية الأخرى و كذلك الدمار و الخراب بالمرافق العامة و القرى و جميع المخلوقات ، هذا بالطبع مع إيقاف عجلة التنمية و تشريد الأهالي و نهب/تدمير الموارد ، و ذلك عوضاً عن اللجوء إلى الحوار و بقية أساليب النضال المدني/السلمي...
و لكن إن ما يحير العقل حقيقةً و (يُمَخوِلُه) كثيراً هو أن تأتي أغلب الأصوات/التَّجعِيرَات من جماعة (رَبَّاطَة) فاقدة للعقل و القيم و الأخلاق ، جماعة رَبَّاطَة فالتة ثقافتها تكمن في: قطع الطريق و النهب و السلب و التخريب و الحرق و الإغتصاب و القتل بشتى الطرق بما فيها ذبح الإنسان على الطريقة الإسلامية مع التكبير و التهليل ، عصابات مارست و ما زالت تمارس القتل الإرتزاقي و جميع صنوف الإنتهاكات ضد الإنسان و بقية المخلوقات و البيئة في ”الهامش المظلوم“ و المركز أب جُضُوم و ما بينهما و بطريقة لم يسمع بها أو يمارسها السيد إبليس و رفاقه من عتاولة الأشرار...
أما الحكاية المستعصية على الفهم تماماً و التي يصعب إستيعابها فهي أرتال المُجَعِّرَاتِية و المطبلاتية و الفاسدين و المدعين من جماعات الإنتهازية و الأرزقية من: السياسيين و الخبرآء الإستراتيجيين و الإعلاميين و الناشطين و اللايفاتية و المثقفاتية ، بتاعين الشهادات و المدارس ، الذين صاروا إما مستشارين لقاطع الطريق (الرَّبَّاطِي) و المدافعين عن طموحاته في إنشآء مملكته و مشروعه المبتدع و القاطعو من راسو أو الذين يرون في المعتوه الآخر قآئداً و ”أخاً منقذاً“ و جسرَ وصلٍ يتيح لهم الوصول إلى الحكم من جديد و من ثَمَّ إعادة إحيآء مشروعهم القديم الضلالي الفاسد...
أسئلة إعتراضية:
هل هنالك أفراد مجموعات أو أقوام أو شعوب و أمم لم تمارس التفرقة و العنصرية فيما بينها؟
هل السودانيون نسيج وحدهم في عنصريتهم؟
هل صحيح أن الفلوس تغير النفوس ، و أنها تدير الرؤوس؟
مقدمة مؤخرة:
و ليس هذا المقال تمجيد للعنصرية و التفرقة فهما أسوأ ما أنتجته و مارسته و ما زالت تمارسه الأفراد و الجماعات و الأقوام و الشعوب و الأمم ضد بعضها البعض ، و لن تزولا ، و ستبقيان ما بقى بنو الإنسان في هذا الوجود ، و لكن يمكن التقليل من أثارهما بالتربية و التعليم مع تفعيل العلاجات القانونية التي تردع و تقلل من ممارستهما...
و ليس هذا المقال دفاع عن الأفندية الذين تولوا الأمر من المستعمر (المحتل) البريطاني ، و لكن الغرض هو الإقرار بأن الفشل الذي أصاب بلاد السودان يتحمله الجميع في المركز و الهامش من الأفندية و غير الأفندية ، الذين أحجموا عن القيام بأدوارهم المنوطين بها فيما يلي العمل و الإنتاج و الإلتزام بالقيم و المحافظة على الوطن و العرض و الكرامة الوطنية و الأمن القومي!!!...
و الشاهد هو أن جماعات: الأفندية و الجَلَابَة و ”النخب“ و المركز و ناس الوسط و الشريط النيلي و الشمالية ، و المكونة من جميع قطاعات الشعوب السودانية ، قد أصابها ما أصابها من قطار التنمية و التعليم و التوظيف إبان الحقبة الإستعمارية (الإحتلال) ليس لأنها ذات حظوة عند المستعمر (الإحتلال) ، أو أن ما تم من مشاريع و عمران كانت تحيزاً لتلك الجماعات أو تغولاً/خصماً على حقوق آخرين (مهمشين) في مناطق أخرى نآئية في بلاد السودان ، بل حدث ذلك بحكم طبيعة تلك البقاع الجغرافية و موارد المياه المتوفرة من نهر النيل و روافده و التي قَدَّرَها المستعمر (الإحتلال) البريطاني أنها تخدم مصالحه الإقتصادية و الإستراتيجية و بأقل التكاليف مقارنة بأماكن و جهات أخرى نآئية قد يكون الإستثمار فيها صعباً و مكلفاً ، و معلوم أن الإستعمار (الإحتلال) لم يأتي لخدمة الشعوب المستعمرة و الخروج بها من الغابة و عهود الجهل و الظلام إلى عوالم العلم و الإيمان (التنصير) و المن و السلوى و إنما أتى ليخدم مصالحه و خم/نهب الموارد...
و هكذا أنشأ المستعمر (المحتل) المشاريع الزراعية الإستثمارية ، و هكذا دَرَّبَ و جَهَّزَ المستعمر بعض من الكوادر السودانية ، و من جميع الملل و الأعراق ، و علمها كيف تَفُكُّ الخطَ ، كوادر كان قد إختارها من (جميع) مكونات الشعوب السودانية لتخدم مصالحه الإستراتيجية في: السياسة و الإقتصاد و الأمن ، و قد قادت تلك الإستثمارات الإستعمارية (الإحتلالية) إلى طفرات عمرانية و إدارية نسبية...
و على الرغم من ذلك فهنالك بعض من المحللين ممن يرون أن تلك السياسات من قوى الإستعمار (الإحتلال) البريطاني كانت خصماً على جهات جغرافية و عرقية أخرى في بلاد السودان شآءت الأقدار أن يغلب فيها العنصر الأفريقي ، و عوضاً عن إلقآء اللوم على المستعمر (الإحتلال) و سياساته في الإدارة و الإقتصاد و التعمير فإنهم يلقون اللوم على منتجات المستعمر (المحتل) من الأفندية ، و عينهم في الفيل و يطعنو في ضلو ، بل قيل أنهم يحتمون بظل الفيل الضخم من شدة الحَرَايَة و عند الفزعة!!!...
ثم جآء الإستقلال و أصبح السودان للسودانيين ، و تفرنج من تفرنج و تجلبب من تجلبب ، و حُلِبَتَ بقرةُ الميري السودانية التي سَمَّنَهَا المستعمر (المحتل) البريطاني ، و لما شاخت البقرة و جف ضرعها و عَقَرَت نحرتها الورثة ، و تقاسموا لحمها شَرمُوط و مَزَات شَيَّةً و أَقَاشِي ، و لما بلغ الشبع و الإنبساط مداه تغنت الورثة لعازة ثم تناحرت/تقاتلت فيما بينها فيما تبقى من جلد البقرة و الرأس و الضَّلَافِين...
الخلاصة:
الله ليك يا السودان... و الله ليك يا السوداني...
الدول و الناس تبني و تعلي...
و إنت تغترب تملي...
ثم تموت تخلي...
أو تنزح تولي...
تئن تغني...
و تعيش كتير...
تشوف كتير...
تسمع جعير...
عقلك يطير..
الختام:
رمي اللوم على الآخر و السب و اللعن و الإتهامات و أغنيات الحسرة على الماضي لا بِتوَدِي لا بِتجِيب...
و ما في زول بِيَابَى العلام و العدالة و دولة المواطنة المتساوية و القانون و المحاسبة و المؤسسات و الرخآء و الرفاه (الراحات)...
و المستقبل في إنتظار البلد...
و لا زال هنالك وقت كافي للمحاسبة و البنآء...
و الحمد لله رب العالمين و أفضل الصلاة و أتم التسليم على سيدنا محمد.
فيصل بسمة
fbasama@gmail.com
/////////////////////