الإتفاق الاطاري لقيام دولة حكم ثنائي في نسخته الثالثة!!

 


 

 

هذه المرة تكالب علينا المقاولون العرب السيسي وشركاؤه الإماراتيون والسعوديون وامريكا رغم الصداع الأوكراني همها أن لا يفلت السودان من بيت طاعتها ولن تفرط في البرهان المدخر للتطبيع مع نتنياهو الذي عاد مجددا وهو أكثر تطرفا مع صاحبه ابن غفير لتري منهما الدول العربية العجب العجاب فإما أن يطبعوا أو تسلط عليهم احدث أجهزة التجسس والمخابرات تقف لهم بالمرصاد وعملاء الداخل تزداد ثروتهم وجيشهم الخاص ينمو ويترعرع كالسرطان وإسرائيل مابخلت عليهم بتقنية تجسسية تمكنهم من السيطرة علي المشهد العام الي أن نري اندلسا أخري ونبكي علي علي وطن ضاع ونسمع هاتفا يصيح فينا باستنكار :
( تبكون كالنساء علي سودانكم الذي لم تحافظوا عليه كالرجال ) !!..
فعلا صدقت ايها الهاتف الصدوق لقد أصبحنا مثل الدمي نري الخارجين علي القانون والنظام والوطنية وقولة الحق والقتلة يتبادلون دفاتر التوقيع مع من سموا أنفسهم حرية وتغيير وسط كشافات ومكرفونات وضيوف غرباء وبعد التصفيق وتناول المرطبات تلعلع الشاشات بأن العسكر اتفقوا مع المدنيين وبمقتضى هذا الاتفاق الاطاري مقطوع ( الطاري ) يحرم علي الجيش السياسة ويتفرغ لمهامه المعلومة التي يعرفها القاصي والداني !!..
طيب قبل كدة زمان غزت بريطانيا السودان بجيش معظمه من المصريين وشاركت بعض القبائل السودانية فيه وكبار الضباط كانوا من الإنجليز ذوي العيون الخضر وكان أن برز للوجود ولأول مرة في التاريخ حكم ثنائي مصري بريطاني فرض علي أرض النيلين ( Condominium Rule) !!..
ودارت الايام وأصبح زمام الأمر في السودان عند البرهان وحميدتي وبتدخلات غير بريئة من الاتحاد الإفريقي تم التوقيع علي الوثيقة الدستورية ليدخل السودان في حكم ثنائي اخر كان العسكر هم الأبرز والمدنيون رغم تحقيقهم لنجاحات لاتنكر لكن ضعفهم وترددهم بأن كالشمس وجاء انقلاب ٢٥ اكتوبر المشؤوم وسيطر العسكر علي البلاد وبدأت لعبة تصفية الثورة وارجاع الكيزان للتمكن من مفاصل الدولة من جديد رويدا رويدا صار التلفزيون القومي يعج بهم وبه تنفسوا الصعداء بعد كانوا مخنوقين في الجحور التي تواروا فيها لأكثر من سنتين وتركيا لم تبخل عليهم واستضافتهم ومعهم أموالهم وكل مانهبوه ووفرت لهم أبواق يبثون من خلالها سمومهم وحقدهم القديم !!..
بعد انقلاب البرهان المشؤوم وقد مضت عليه أكثر من سنة تدهورت الحياة وكاد العالم أن ينسي شيئا اسمه السودان والبرهان لا يهدأ متحركا من حامية الي حامية يلتقي الضباط والجنود يلقي علي مسامعهم الأحاديث المكررة ويصب جام غضبه علي المدنيين الذين هم في زعمه يريدون تفكيك القوات المسلحة وكان يتوعدهم بالويل والثبور ولا ينسي أن يتحسس مسدسه ويخطف رجله لميدان الرماية ليظهر براعته في إصابة الهدف وهذا معناه ( اياك اعني واسمعي ياجارة ) !!..
أصاب القلق مصر مما يجري في السودان من طلاسم وخافت علي تفلت الأمور من يدها خاصة وهي مازالت تعتبر أرضنا ملكا حلالا بلالا لهم وأنهم لم يفرطوا فيه مهما كلفهم الأمر وان زولهم المفضل البرهان واجتهد عباس كامل من الشمال وترك لاحمد عدلي اكمال المهمة من الخرطوم وبعد مبادرات شتي وإغلاق للميناء وفوضي ولا دولة وتغبيش متعمد لكل شيء وظهور أحزاب ساندت البشير حتي اخر رمق له في الحكم وبعد عبث الحركات المسلحة وولاية جبريل علي الخزينة العامة وتهريب أطنان الذهب الخارج علي عينك ياتاجر عبر بوابات مطار الخرطوم المشرعة علي مصراعيها بعد خراب مالطة هذا اليوم ٢٠٢٢/١٢/٥ يتم التوقيع على الاتفاق الاطاري بين الحرية والتغيير المجلس المركزي لندخل الي الحقبة الثالثة من الحكم الثنائي الذي جاء هذه المرة بمجهودات اللجنة الرباعية والثلاثية واللجنة الأمنية وبعض المدنيين السذج الذين صدقوا أن العسكر سيكونون عند كلمتهم وسيسلمون المفتاح والكرسي للجهاز التنفيذي الذي سيدير كل شيء حتي الجيش والقوات الأمنية الأخري وستتم هيكلة الجيش وتعود الشركات التي استولى عليها لحضن وزارة المالية التي لن يكون لجبريل بعد اليوم سلطان عليها !!..
ولكن ستظل المشكلة والعقبة الكؤود والمعضلة الكبري هي الدعم السريع الذي شب عن الطوق وتسليحه عال العال وقائده أصبح رجل دولة يقابل بوتين ويهديه من ذهب بني عامر أطنانا واطنان ... هل هذا الجنرال حليف الامارات وصديق روسيا وإثيوبيا هل يرضي بغير أن يكون رئيس جمهورية السودان ؟!
والبرهان معه مصر وإسرائيل وامريكا والسعودية يريدونه ممثلهم في السودان يرعي مصالحهم إذ أن بلادنا صارت مطمع الطامعين وعشق العاشقين ونحن من غفلتنا وسذاجتنا نغط في نوم عميق ننتظر حكما ثنائيا رابعا ... تصبحون علي خير !!..

حمدالنيل فضل المولي عبد الرحمن قرشي .
معلم مخضرم .

ghamedalneil@gmail.com

 

آراء