كلام الناس
*أرجو ان تسمحولي بإعادة نشر "كلام الناس" هذا من أرشيفي مشاركة مني في الإحتفال بعيد ميلاده وسط محبة وتقدير وإحترام الجميع لمهنيته وموضوعيته وصدقه ومواقفه المشهودة لصالح الوطن والمواطنين.
*جمعتنا دروب هذه المهنة الرسالة منذ أن جاء ليعمل معنا في(الصحافة) عندما كنت سكرتيراً للتحرير، كان متحمساً للانخراط في بلاط صاحبة الجلالة، ومهموماً بقضايا الوطن والمواطنين.
*اجتمعنا مثلنا مثل غالب أهل السودان في ذلك الوقت على حب الزعيم المصري الخالد الراحل المقيم جمال عبد الناصر، كنا وقتها نحسب من الناصريين، رغم أنني كنت وما زلت أرى أن عبد الناصر أكبر من أن يؤطِّره حزب سياسي.
*ليس المجال هنا مجال الحديث عن المواقف السياسية التي يتعب البعض في محاولة حشرنا نحن معشر الصحافيين في قوالب حزبية، لكن المناسبة فرضت عليَّ التعرُّض لهذه المواقف التي أعتز بها و إن كنا في بلاط صاحبة الجلالة نجتهد قدر الإمكان في تجاوز انتماءاتنا السياسية ، التزاماً منا بالموضوعية وأخلاقيات هذه المهنة الرسالة.
*حرصت على تلبية الدعوة التي قدمها لي أبناء البحر الأحمر بالخرطوم للاحتفاء بتكريمه في نادي الضباط في ذلك الوقت فوجدت نفسي وسط كوكبة من أبناء البحر الأحمر، ومن قبيلة الصحافيين، كلهم جاءوا للاحتفاء بتكريمه.
*حرصت على الحضور إلى أبناء البحر الأحمر الذين عشت بينهم أجمل سنوات عمري عندما كان أبي الحاج مدني أبو الحسن عليه رحمة الله يعمل صرافاً بالسكك الحديدية ببورسودان، حيث تنقلنا في السكن من الجنوبية إلى الأسكلا، ودرست بمدرسة الثغر الثانوية المصرية، واستقر ببورسودان شقيقي فنان الشرق التشيكلي أبو الحسن مدني إلى أن انتقل إلى رحمة مولاه ودفن في ترابها، ومنها تزوجت شريكة حياتي، وبها أسرة ابن عمي كبير المخلِّصين جمال الدين محمد رمضان، وفيها أيضاً أهل زوجتي وأصدقاء كُثْر أعتز بهم جميعاً.
*طلبوا مني أن أتحدث إنابة عن زملائي الصحافيين الذين لم يقصروا بأقلامهم في تكريمه، لكنني سعدت بهذه الفرصة لأشكر أبناء البحر الأحمر بهذا الحضور الجميل الأنيق ، ولأحيي مبادرتهم بتكريم ابن البحر الأحمر الصحافي فيصل محمد صالح لنيْله جائزة بيتر ماكلر تقديراً لشجاعته ونزاهته وحبه لمهنته ووطنه وكل أهل السودان.
*التحية مجدداً لأبناء البحر الأحمر بالخرطوم الذين جسَّدوا طيبة أهل السودان مثل أهلهم الذين كانوا وما زالوا رمزاً للتعايش والتآخي مع كل السودانيين الذين استقر بهم المقام بين ظهرانيهم، رغم تنامي النعرات الجهوية والقبلية في السودان.
*لم يكن غريباً عليهم هذا التنادي الجميل لتكريم ابن من أبناء البحر الأحمر بالمعنى السوداني الجامع، فاستحقوا الاحتفاء معهم به وبهم ، في رحاب نادي القوات المسلحة بالخرطوم.