أصل الحكاية
تطور الأحداث وإقتراب ساعة الصفر لإنطلاق مباراة الهلال وفريق سيوي سبورت العاجي أجبرني علي إيقاف سلسلة ( زمن الكردنة والبرجسة والنيلين) إلي وقت لاحق ، فمباراة اليوم تعتبر واحدة من أصعب مباريات فريق الهلال في تاريخه الحديث ، خاصة أن النتيجة التي إنتهت عليها مباراة الإياب ( أربعة مقابل هدف)، أحبطت الكثيرين ، ورسخت قناعة منطقية بإستحالة تخطي هذه المرحلة من البطولة الأفريقية للأندية أبطال الدوري وبالتالي فإن فريق الهلال يحتاج لمعجزة حقيقية حتي يستطيع التأهل في ظل الخسارة القاسية التي تعرض لها بالعاصمة العاجية أبيدجان .
أول سلاح لتحقيق هذه المعجزة هو سلاح الإرادة ، فإرادة اللاعبين تمثل في تقديري رأس الرمح في معركة اليوم إن جازت التسمية ، ونجوم الهلال لهم من الخبرة في التنافس الأفريقي علي مستوي الأندية والمنتخبات مايدعم هذه الإرادة ويحولها إلي واقع علي المستطيل الأخضر ، يحتاج الهلال في هذا اليوم إلي أن يكون اللاعب أكثر من لاعب ثلاثة أربعة خمسة لاعبين في لاعب واحد ، حركة مستمرة لاتتوقف طوال زمن ، إنضباط مثالي وتركيز عالي ، وتجنب الوقوع في الأخطاء الساذجة قدر المستطاع فهذه الأخطاء هي دائما ماتكون القشة التي تقصم ظهر الفريق ، وتضعه في موقف محرج .
فمباراة اليوم لاتحتمل ولوج هدف مبكر في مرمي الهلال ، بل المطلوب هدف مبكر في مرمي الخصم ، وهذا يعني الإستفادة من كل الفرص التي تتاح لخط المقدمة وترجمتها إلي أهداف ، فالهلال كما يعرف الجميع يحتاج في مباراة اليوم إلي أهداف ، ثلاثة أهداف نظيفة تضمن تأهله للمرحلة القادمة من البطولة ، وهذا يعني أن كل الآمال ستعلق علي القناص المهاري تراوري وعلي كاريكا ومهند وسانيه وبشه وحتي (الشغيل) في حال شارك أساسيا لديه القدرة علي إحراز أهداف تدعم تأهل الفريق ، فهو لاعب صاحب إمكانيات كبيرة وهذه رؤيتي له منذ أن كان لاعبا بصفوف المريخ ، مؤكد أنها ستبرز أكثر مع الهلال بإختلاف الأسلوب والمهام بين الهلال والمريخ .
اليوم لو أتيحت الفرصة للمعز محجوب لإحراز هدف سيتمناها أهل الهلال ، ولكن في المقابل يجب ألا تنسينا الرغبة بإحراز أكبر عدد من الأهداف ، أن الهلال سيواجه فريق خطير بكل ماتحمل هذه الكلمة من معني ، فهو كما ذكرت في مساحة سابقة يملك إمكانيات وقدرات الفرق الكبيرة ، ومن خلال مشاهدتي له في المباراة المسجلة علي قناة الشروق لدي لاعبيه قدرة عاليه في اللعب علي أخطاء الخصم وترجمتها إلي أهداف ، وهو مايجب الإنتباه إليه ، خاصة أن دفاع الهلال (أستاذ) في الأخطاء القاتلة ، و(كريم) في تقديم الهدايا .
وأري أن المسؤولية الأكبر ستكون علي المدافعين ، المطالبين بلعب كرة القدم وفق إمكانياتهم وقدراتهم البدنية والذهنية ، فسيف مساوي وعبداللطيف بوي وعبدالرحمن كايا وسامي عبدالله وسنكارا علي المجموعة التي ستشارك منهم ، البعد عن الفلسفة ولعب الكرة السهلة ، فالشاهد أن خط الدفاع يعاني حتي في تمرير الكرات الطويلة والقصيرة التي تشكل في الغالب خطورة علي الفريق .
كل هذا يمكن تجاوزه بالإرادة والتركيز ، إن تحقق ذلك في هذه الحالة يمكن أن نتحدث عن عبور الهلال لمحطة سيوي سبورت العاجي .
hassan faroog [hassanfaroog@hotmail.com]