الإساءة إلى ساحة القصر في شهر أكتوبر

 


 

فيصل بسمة
18 October, 2021

 

سلام
بسم الله الرحمن الرحيم و أفضل الصلاة و أتم التسليم على سيدنا محمد.

وآ... أكتوبراه...
و إنها لصيحة عظيمة للتعبير عن الأسى العميق الذي خلفته الإسآءة البالغة التي ساقتها و وجهتها المليشيات و الحركات المتمردة و فلول و بقايا الجماعة الإنقاذية المتأسلمة (الكيزان) و توابعهم من الفاقد السياسي من الأرزقية و الطفيلية السياسية إلى الشعوب السودانية و ساحة القصر في شهر أكتوبر...
و يالها من جريرة عظيمة لا تغتفر...
و أنه لأمر مثير للغثيان و الحسرة أن يحاول العسكر و حلفآءهم من المليشيات و الحركات المتمردة و فلول و بقايا الجماعة الإنقاذية المتأسلمة (الكيزان) و توابعهم من الفاقد السياسي من الأرزقية و الطفيلية السياسية إستنساخ إعتصام الثوار أمام القيادة العامة و إختطاف شعارات ثورة ديسمبر ٢٠١٨ ميلادية طمعاً في السلطة و المناصب...
و أن من سخريات القدر أن يكون ذلك العبث في شهر أكتوبر أبو الثورات السودانية...
و أنه لمن المحزن جداً أن تصير مشاكل و هموم و أحلام الشعوب السودانية سوقاً للأطماع الشخصية لأمرآء الحرب و قادة المليشيات و الحركات المتمردة و الأرزقية و الطفيلية السياسية ، و وسيلة للإستيلآء على السلطة و الحيازة على النفوذ و الحصول على الإمتيازات...
و إنه لأمر مخجل أن يصبح بعضاً من الساسة السودانيين سلعة رخيصة الثمن تتبادلها الدول و المنظمات في سوق العمالة و المخابرات الأجنبية...
و إنه لمن العار السماح لجهات أجنبية: منظمات و بلدان بالعبث و التآمر بحرية في الساحة السياسية السودانية...
و إنه لجد محزن و مؤسف أن تشهد ساحة القصر الجمهوري تقدم الساقط السياسي و الأرزقية و الطفيلية السياسية الصفوف يتحدثون عن الثورة و الحرية و التغيير و يحثون العسكر على الإنقلاب على الثورة و إستلام السلطة:
(الليلة ما بنرجع... حتى البيان يطلع)...
و إنه لمن العار أن بعضاً من هؤلآء الساسة وقفوا يبشرون بالفتنة و الفوضى في ذات المكان (ساحة القصر) التي قال عنها شاعر الثورة هاشم صديق:
يا ساحه القصر...
يا حقل النار...
يا واحة بتحضن روح نَصَّار...
روينا ورودك دم ثوار...
شَتَلنَا فضآءك هتاف أحرار...
خطينا ترابك أحرف نايرة...
بتحكي سطور أيامنا الثآئرة...
و شلنا الشهدآء مشينا و نهتف...
و جرح النار في قلوبنا بينزف...
سجينا الشهدآء و جينا نقاوم...
ما بنتراجع ما بنساوم...
بينا و بينك ثأر يا ظالم...
و يبدوا أن هؤلآء القوم لا يعلمون تاريخ ساحة القصر و لا ثورة أكتوبر ١٩٦٤ ميلادية ، و لا معناها و مدلولاتها في التاريخ النضالي للشعوب السودانية ، و لا مكانتها في وجدان و أفئدة الشعوب السودانية...
و يبدوا أنهم لا يعلمون أن ذكريات ثورة ديسمبر ٢٠١٨ ميلادية ما زالت حية ، و أن جروح شهدآء الثورة ما زالت تنزف ، و أن جثامين بعض الشهدآء ما زالت حبيسة المشارح بينما أخرى في أجواف مقابر مجهولة أو نهر النيل...
و أن أسر الشهدآء و الشعوب السودانية و ساحات العدالة و القصاص ما زالت في إنتظار محاكمة و عقاب القتلة و سفاكي الدمآء...
و إنه لمن العار أن يسيئ قادة المليشيات و أمرآء الحروب و التمرد و توابعهم إلى ساحة القصر و تاريخها النضالي و يجلبوا لها الخزي و العار...
و إنه لمن المؤسف أن تستغل بعضاً من الأفراد و الجماعات الضآلة سماحة الثورة و مساحات الحرية و السلطة التي أتاحتها لهم لينادوا بإجهاض الثورة في تحالف عبثي مريب مع العسكر و فلول و بقايا الجماعة الإنقاذية المتأسلمة (الكيزان) و توابعهم من الفاقد السياسي من الأرزقية و الطفيلية السياسية...
و إنه لمن العار أن يحاول القتلة و مرتكبو المجازر و قاتلو الشعوب أن يلووا عنق الحقيقة و يعيدوا عجلة التاريخ و ذلك برهن كل البلاد و مستقبلها و مصالحها كما فعل المخلوع الطاغية البشير حمايةً لأنفسهم من الملاحقة و المسآءلة القانونية عما إرتكبوه من مخالفات و مجازر في حق الشعوب السودانية...
و إنه لمن المستغرب أن الجماعة الإنقاذية المتأسلمة (الكيزان) الفاسدة ما زالت تقاوم التفكيك و تحلم بالعودة إلى الحكم لتمارس من جديد الضلال بإسم الدين و الفساد و الإفساد...
الخلاصة:
إن الحكمة تستدعي عدم المساومة مع الساقط السياسي و الأرزقية و الطفيلية السياسية و فلول و بقايا الجماعة الإنقاذية المتأسلمة (الكيزان)...
و هي ذات الحكمة التي تهتدي بالآية:
(وَإِن جَنَحُوا۟ لِلسَّلۡمِ فَٱجۡنَحۡ لَهَا وَتَوَكَّلۡ عَلَى ٱللَّهِۚ إِنَّهُۥ هُوَ ٱلسَّمِیعُ ٱلۡعَلِیمُ)
[سورة الأنفال 61]
و ذلك بغرض الوصول إلى كلمة سوآء تحفظ الحقوق و تحقن الدمآء و لكن من غير تفريض في حق الشعب في الحرية و العدالة و محاربة الفساد بكل أشكاله و معاقبة المفسدين و رد الحقوق إلى أهلها...
الشواهد تشير إلى أن الثورة لم تكتمل بعد...
و أن الثورة و الثوار بين خيارين لا ثالث لهما:
١- خيار المواصلة و الحشد و المواجهة و
٢- خيار المضي في تصميم و هدوء في طريق العمل و الإصلاح و إستكمال المرحلة الإنتقالية و كل المهام الموكولة وصولاً إلى الإنتخابات و تسليم السلطة إلى حكومة منتخبة
و تشير المعطيات و قرآئن الأحوال إلى أن الخيار الأول هو الأفضل و المرجح عند الثوار ، و ذلك لأنه يخيف الأعدآء و يدخل في قلوبهم الرعب ، على الرغم من أن الثوار يعلمون أن طريق الخيار الأول محفوف بمخاطر المواجهات و إحتمالات الخسآئر...
الخيار الأول يفترض أن الثورة ما زالت جذوتها متقدة و أن الثوار ما زالوا على العهد و بذات الحيوية و العنفوان و الزخم و مستعدون للتضحيات الجسام:
و لسه بنقسم يا أكتوبر لما يطل في فجرنا ظالم...
نحمي شعار الثورة نقاوم...
نبقى صفوف تمتد و تهتف لما يعود الفجر الحالم...
الخيار الأول يستدعي تماسك القوي المؤمنة بوحدة القوى الثورية المتمثلة في قوى الحرية و التغيير و التي تتمسك بالوثيقة الدستورية رغم (العلل و الثقوب) و المضي في العمل الجاد و الإصلاح حتى يتم إستكمال كل مستلزمات الفترة الإنتقالية المتفق عليها...
أما الخيار الثاني فهو خيار (الجمل ماشي و الكلب ينبح) ، و الذي يبدوا أنه الخيار المفضل لدي السيد رئيس الوزرآء عبدالله حمدوك (حمدو في بطنو) ، الذي يبدوا أنه يفضل المضي في العمل و (كيد العزال) في هدوء أو كما يقولون:
من سكات...
و ربما يكون هذا الخيار فعال و يؤتي ثمار...
و الحمد لله رب العالمين و أفضل الصلاة و أتم التسليم على سيدنا محمد.

فيصل بسمة
fbasama@gmail.com
////////////////////////

 

آراء