الإستفاقات الأخيرة !!

 


 

هيثم الفضل
31 October, 2022

 

صحيفة الجريدة
سفينة بَوْح -
الكوز أنس عمر (المُتجرِّس) من إستمرار مسيرة النضال من أجل الحرية والسلام والعدالة دون إلتفات إلى صراخات الفلول وولولة الذين لا يستطيعون العيش إلا في مٌستنقعات الفساد ، يٌصرِّح في قناة الجزيرة أول أمس أنه لا يُسمي ما حدث في 19 ديسمبر 2019 ثورة ، ولا يعترف بها ولا بشعاراتها ومطالبها ، قال ذلك وهو في (سكرة) النشوة قبل ساعات من مسيرة الزواحف والنفعيين القدامى والجدد ، مٌمنيَّاً نفسهُ وشاحذاً خيالاته المريضة بأن تلك الفعالية العرجاء ستكون ملء البصر والسمع ، ولا أدري ما حالتهُ الآن بعد أن ولد الجملُ فأراً ، وبعد ما رآهُ الناس من ضآلة الحشد المأجور وقلة حيلته شكلاً ومضموناً وهو يُصارع الهزيمة في معركته الخاسرة مع الشعب السوداني الذي ما عاد يلتفت إلى شيء سوى المضي في مسيرة تحقيق إرادته الحُرة.
وفي ذات السياق ظل الأستاذ / الصحفي عثمان ميرغني رغم تجربته الصحفية الطويلة ، لا يستطيع في كثيرٍ من الأحيان أن (يُداري) إنحيازه إلى الفلول ، وفي أحيانٍ أخرى (بُغضهُ) للثورة وفاعليها ، وحنينهُ في اللا شعور لماضيه السياسي الإخواني ، فكانت آخر إسقاطاته مقالهُ الذي تم نشره بالأمس بعنوان (حرب المواكب) ، وسوف لن أخوض في تفاصيلهِ إذ يكفيني فقط عنوانهُ لإستنباط ما فيه من عدم الحيادية والإنحياز لأعداء الثورة ، فمُجرَّد مقارنة مواكب وملاحم الثورة السودانية التي أذهلت وشغلت العالم بما إحتوَّت من بذلٍ وإصرار وتضحيات بـ (مويكبات) الزواحف والإسلامويين ومن تبعهم من النفعيين ، خصوصاً وهم يقفون في ضفة الخصومة لمن يقدمون أرواحهم رخيصةً من أجل الحرية والسلام والعدالة ، بل ويتَّهِمونهم بكل صفاقة بالعمالة والكفر والإرتزاق ، هو من وجهة نظري (نُصرةٌ) يشوبها شيءُ من (الحياء) لمن قامت ضدهم الثورة وأبى جورهم وفسادهم أهل السودان.
على المُنزعجين من هذه (الإستفاقات) الأخيرة في جسد نظام الإنقاذ المسجي على فراش الموت ، أن يعلموا بأن مويكب أول أمس الذي أمَّهُ أعداء الشعب السوداني ، قد إحتوى على ميزات ومكاسب عديدة ، أهمها أنهُ أبان حجمهم الحقيقي ، ثم أنهُ كشف لمن في عينيه غشاوة صورةً واضحة أفادت بأن المسرحية ببُرهانها وشرطتها وجيشها وحركاتها المسلحة ودعمها السريع ، ليست سوى رواية سمجة يمثِّل فيها كل من سبق ذكرهم دور (الأداة الطيِّعة) التي يتحكَّم بها الكيزان منذ الساعات الأولى لولوج جماهير شعبنا الباسلة أرض القيادة العامة ، والدليل على ذلك أن الكباري فُتحت لهم أول أمس على مصراعيها ، وتحلَّت الشرطة آناءها بالصبر واللباقة والحكمة ولم يبقى لأفرادها إلا مصافحة وإحتضان الفلول فرداً فردا ، هذا فضلاً عن السماح بتشييد منصة للمخاطبة بكل تفاصيلها وتجهيزاتها الفنية .
أما الدليل الأكبر على إستمرار قائد الإنقلاب في المناورة والتآمٌر على مطالب الثورة والثُوًّار ، ما قالهُ أو إعترف به الكوز القيادي حسن رزق في لحظة (إنتشاء وإنشكاح) أثناء مخاطبته لمويكب الفلول قائلاً : (كُنا في لقاءٍ مع البرهان وقال لنا أعملوا حشد جماهيري وجهزوا دستوركم) ، هكذا شاء الله سبحانه وتعالى أن يُسقط على فمه ما لم يكُن يُريد البرهان ورهطهِ إذاعته على الملأ ، فإنكشف بذلك المستور ، وظهر ما يُضمرهُ قائد الإنقلاب من إصرار يبدو أنه لن ينقطع على مواجهة ومصارعة إرادة الشعب السوداني التي لا تُغلب.
إغلاق الكباري في مواجهة مواكب الثوار هو (إعتراف) من الإنقلابين لا يقبل التأويل بـ (سطوة) وتأثير المقاومة الثورية ، وفي ذات الوقت فإن عدم إغلاقها في وجه الزواحف هو(إعتراف) بـ (ضُعف) وهزالة الطالب والمطلوب في باب فعالية تأثير الفلول على مستوى حراك الشارع .
في النهاية من المؤكَّد أن الأمر ليس بالكثرة أو ضخامة الإحتشاد ، بل الأمر كلهُ هو صراعٌ بين الحق والباطل ، وبين الحرية والعدالة في مواجهة الإذلال والظُلم والفساد ، فهل تنفع (الكثرة) معسكر الضلال يوم حساب الدنيا ويوم الوقوف أمام مليكٍ مٌقتدِّر ؟ ، هل عابت قِلة العدد أبكار المسلمين في مكة عندما نزلت الرسالة المحمدية ؟ ، وهل رفعت (الكثرة) من شأن كفار قريش عند الله تعالى وفيما سجَّله التاريخ من إضاءاتٍ وظلامات.

haythamalfadl@gmail.com
////////////////////////

 

آراء