الإنقاذ في هوليوود..!
د. مرتضى الغالي
2 September, 2021
2 September, 2021
بمناسبة توجيه المحكمة أول أمس اتهامات فساد مدوية لرأسين كبيرين من قادة نظام الإنقاذ المدحور نتساءل: ماذا قدّم لنا (شيوخ الإنقاذ) غير أسوأ نماذج (الرأسمالية المتوحّشة) وخبائث الصهيونية والنازية والفاشية وهمجية الانكشارية وأقبية التعذيب..؟! ومع هذا يتشدقون علينا بشعارات كاذبة.. وجميعهم يتنافسون في تجسيد أبشع ما يمكن أن يمثله الطمع والجشع على حساب شقاوات الناس.. وهذا ما تقاصر عن تصويره الفيلم الأمريكي الرائع (وول ستريت) في تجسيده لشخصية (غوردون جيكو) رجل الإعمال الجشع الذي يرى في الجشع نوعاً من النجاح والتفوّق..! ولذلك تراه يتنقّل من صفقة إلى مؤامرة إلى (مقلب) ضارباً عرض الحائط بكل قانون وفضيلة.. خائضاً في كل نقيصة ورذيلة.. يضحك مزهواً بسرقة جهد الشرفاء متباهياً بقيم الفهلوة التي لا تنصاع للقوانين والأعراف…! وما أن ترى (هذا الغوردون) في ألاعيبه وعنجهياته إلا وتتذكّر بغير أن تقصد (مستر 99) صاحب القطع الناصية، والدكتور الذي تدرّب على التعذيب لحماية النهب، والأرزقي سارق مال النفط، ومخلوع كوبر، والشيخ صاحب إعادة صياغة الشخصية السودانية، والشيخين الذيَن قاما بإدارة الخصخصة الإجرامية، وعرّابهم صاحب الصيرفة الباكستانية، وسماسرة (خط هيثرو).. وبقية الشلة من الذين دمروا السودان من أجل بناء امبراطورياتهم المالية الخاصة عندما كانت الخزينة العامة في قبضة الذئاب الذين يسخرون من (ضيق أفق) رجال أعمال “وول ستريت” شارع المال في نيويورك” ويلهجون بشتيمة الغرب والعلمانية الكافرة ويقيمون المنظمات الوهمية باسم تزكية المجتمع والذكر والذاكرين وهيئة الدعاء والتضرع ويخرقون كل قاعدة وعرف وقانون.. ويستثنون أنفسهم من كل تزكية وذكر وتضرّع..!!
الذين يتحدثون في الغرب عن الرأسمالية في صورتها المتوحّشة لن يعرفوها (حق معرفتها) إذا لم يطالعوا تجربة الإنقاذ في السودان..! والذين اجتهدوا في أبحاثهم حول الفساد وفي توصيف مصطلح (الدولة القرصان) فات عليهم أن يشاهدوها (على أصولها) في تجربة الإنقاذ.. قائمة ومجسّدة في اجتهادات شيوخ الحركة الذين أقاموا نموذج “الدولة القرصان” على (أساس متين).. بدأ بإلغاء حُكم القانون وتقدّم بتصفية كل الهيئات الخاصة بالرقابة حتى لا تعوق طريقهم في الاستباحة والنهب المنظّم ولم يتأخروا (من قولة تيت) عن هدم ركن القضاء من القواعد، واستبدال وجوده بنظام جديد يقوم على هياكل يديرها المؤتمر الوطني وأعوانه تحمل اسم رئاسة هيئة القضاء في كل ولاية حتى تمنع أي (تطفلات) تعترض مسيرة النهب في الولايات.. بما في ذلك ولاية (الخرطوم دي سي) المقر الرئيس لكبارات الإنقاذ.. وكانوا قد بادروا بتفكيك ولاية الدولة على المال العام وجعلوا من وزارة المالية إقطاعية لأصحاب (المكنات الخفيفة) المُتلهفين لالتقاط الفتات..! وكانت الضربة الأكبر في هذا الطريق بدعة ابتدعها رجل (تفتيحة) في هذا المجال سمّاها (التجنيب)..! وبذلك لم يكن النهب فقط في حكم (العايرة التي لاحقوها بالسياط) وإنما غاب كل احتمال لمعرفة السراديب التي ينسرب فيها مال الدولة وعوائدها..! ومن أين لحرامية “وول ستريت” ان يجاهروا بحمل مال الدولة في (ضهرية السيارات) أو شحنها في كونتينرات..؟! وفي موانئ أي دولة علمانية أو (كمبرادورية) يمكن استقبال شحنات المخدرات تحت إشراف مسؤوليها الكبار..؟! وحدثني عن دولة تقوم أجهزة أمنها ووزاراتها بتهريب أطنان الذهب عبر مطار العاصمة تحت بصر وحماية مسؤوليها الذين يتابعون هبوط الطائرات الأجنبية لتحمل شحنات الذهب من مكان استخراجه في البوادي برعاية مناديبهم وجندرمة المليشيات..!! نقول ذلك تحيةً لبعض صنّاع السينما في الغرب الذين يحاولون تصوير نزعات الشر ومآلات الجشع والزوايا الخفيّة لعالم المال والأعمال من أجل العبرة والاعتبار.. فما بالك بنا نحن هنا في السودان وقد رأينا ذلك عياناً بياناً من الإنقاذيين.. وبعد هذه يريدوننا أن ننسى.. ونحن نعيش حالياً حصاد ما خلّفوه… الله لا كسّب الإنقاذ…!!
الذين يتحدثون في الغرب عن الرأسمالية في صورتها المتوحّشة لن يعرفوها (حق معرفتها) إذا لم يطالعوا تجربة الإنقاذ في السودان..! والذين اجتهدوا في أبحاثهم حول الفساد وفي توصيف مصطلح (الدولة القرصان) فات عليهم أن يشاهدوها (على أصولها) في تجربة الإنقاذ.. قائمة ومجسّدة في اجتهادات شيوخ الحركة الذين أقاموا نموذج “الدولة القرصان” على (أساس متين).. بدأ بإلغاء حُكم القانون وتقدّم بتصفية كل الهيئات الخاصة بالرقابة حتى لا تعوق طريقهم في الاستباحة والنهب المنظّم ولم يتأخروا (من قولة تيت) عن هدم ركن القضاء من القواعد، واستبدال وجوده بنظام جديد يقوم على هياكل يديرها المؤتمر الوطني وأعوانه تحمل اسم رئاسة هيئة القضاء في كل ولاية حتى تمنع أي (تطفلات) تعترض مسيرة النهب في الولايات.. بما في ذلك ولاية (الخرطوم دي سي) المقر الرئيس لكبارات الإنقاذ.. وكانوا قد بادروا بتفكيك ولاية الدولة على المال العام وجعلوا من وزارة المالية إقطاعية لأصحاب (المكنات الخفيفة) المُتلهفين لالتقاط الفتات..! وكانت الضربة الأكبر في هذا الطريق بدعة ابتدعها رجل (تفتيحة) في هذا المجال سمّاها (التجنيب)..! وبذلك لم يكن النهب فقط في حكم (العايرة التي لاحقوها بالسياط) وإنما غاب كل احتمال لمعرفة السراديب التي ينسرب فيها مال الدولة وعوائدها..! ومن أين لحرامية “وول ستريت” ان يجاهروا بحمل مال الدولة في (ضهرية السيارات) أو شحنها في كونتينرات..؟! وفي موانئ أي دولة علمانية أو (كمبرادورية) يمكن استقبال شحنات المخدرات تحت إشراف مسؤوليها الكبار..؟! وحدثني عن دولة تقوم أجهزة أمنها ووزاراتها بتهريب أطنان الذهب عبر مطار العاصمة تحت بصر وحماية مسؤوليها الذين يتابعون هبوط الطائرات الأجنبية لتحمل شحنات الذهب من مكان استخراجه في البوادي برعاية مناديبهم وجندرمة المليشيات..!! نقول ذلك تحيةً لبعض صنّاع السينما في الغرب الذين يحاولون تصوير نزعات الشر ومآلات الجشع والزوايا الخفيّة لعالم المال والأعمال من أجل العبرة والاعتبار.. فما بالك بنا نحن هنا في السودان وقد رأينا ذلك عياناً بياناً من الإنقاذيين.. وبعد هذه يريدوننا أن ننسى.. ونحن نعيش حالياً حصاد ما خلّفوه… الله لا كسّب الإنقاذ…!!