الإنقاذ والجامعات .. مالكم كيف تحكمون ؟

 


 

 

noradin@msn.com

كلام الناس
    *نبهت إلى مخاطر أنتشار ظاهرة العنف في الجامعات بالسودان منذ سنوات الإنقاذ الأولي في مقال نشر بصحيفة "القوات المسلحة" وأشرت بوضوح للذين تسببوا في إدخال العنف في حرم الجامعات.
    *بعد ذلك بعث أهل الإنقاذ بعض خبراء الإعلام لضبط سياسة صحيفة القوات المسلحة التي كانت قومية التوجه حتى ذلك الوقت وطالبوا إدارة الصحيفة بإيقافي من الكتابة  بعذر واه - سبحان الله -  لا داعي لذكر أسماء خبراء  الإنقاذ لأنني لاأريد الدخول في معارك فردية جانبية‘ خاصة وأنهم الان خارج مؤسسات الصحافة السودانية وأحدهم خارج السودان.
    *قلت وقتها أن العنف وسيلة العاجز عن الحوار وأشرت إلى أنه  نتيجة للشحن العقائدي السالب‘  ودعت قادتهم لعدم دفع الطلاب لاستعمال العنف .. وذكرت حوادث تأريخية معروفة حدثت في جامعة الخرطوم عندما كانت أشهر  أسلحتهم "السيخ" الذي سمي به أحد قادتهم فيما بعد‘ قبل أن تنتشر الأسلحة النارية و"السواطير" كما قال مساعد رئيس الجمهورية نائب رئيس حزب المؤتمر الوطني إبراهيم محمود في ندوة أمبدة قبل يومين !!.
    * المؤسف أن حزب المؤتمر الوطني ومن خلفة الحركة الإسلامية السياسية التابعة له  ومن لف لفهم يروجون الان إلى أن الذين أدخلوا العنف في الجامعات  الحركات المسلحة .. التي لم ييأسوا من السعي للإتفاق معهم.
    *إنهم يدركون أكثر من غيرهم أن العنف لم ينتشر  في السودان -  الذي لم تسلم منه حتى  المساجد - إلا في عهدهم هذا‘ وأن الحركات المسلحة لم تنشتر وتتنامى  وتأخذ أشكالاً جهوية وقبلية  إلا في أيامهم هذه.
    *بل إن بعض هذه الحركات المسلحة خرجت من تحت مظلتهم‘ كما خرجت بعض جماعات الغلو والعنف وكراهية الاخر وتكفيره‘ ليس في السودان فحسب بل أصبحوا يصدرون طلابهم"شحنات بشرية ملغومة" إلى الخارج كما حدث في جامعة مامون حميدة على سبيل المثال لا الحصر.
    *إن الحركات المسلحة   هي ثمار  سياسات الحكومة في عهد الإنقاذ التي دفعت المعارضة دفعاً لحمل السلاح في ظل غياب الديمقراطية وتهميش الأحزاب السياسية ومحاولة إضعافها‘ وسطوة نهج نقض العهود والمواثيق‘ وإزكاء الفتن القبلية  بسموم التصنيفات المختلقة مثل " عرب وزرقة"‘ وتبني تنظيمات مسلحة خارج قوانين القوات النظامية مثل الجنجويد وقوات الدعم السريع.
    *تسبب ذلك في دفع أهل جنوب السودان للإنحياز لخيار الغنفصال‘ وأجج الفتن والنزاعات المسلحة في دارفور وجنوب كردفان والنيل الأزرق‘ و أصبح القتل على الهوية الإثنية حتى وسط المسلمين .. دون أن ينجحوا في تحقيق حتى مشروعهم الحضاري.
    * الأسوأ من ذلك ما يجري حالياً من تحريض مبرمج على ذات النهج القديم تحمس له للأسف مصطفى البطل الذي كتب في أخيرة "السوداني" أمس الاول الأحد تحت عنوان " الإنقاذ والجامعات : كلام فارغ" حرض فيه الحكومة بالضرب من حديد على الطلاب  إذا حملوا صورة عبد الواحد أو الحلو وأن يودعوا السجن" فإما أن تكون هناك دولة  أو لا" وقال في ختام مقاله التحريضي : إن كل ما يمكن ان يوصف به ما يحدث في الجامعات أنه كلام فارغ!!!.
     لاحول ولا قوة إلا بالله : مالكم كيف تحكمون.

 

آراء