الاتحادي جاهزون للديمقراطية
زين العابدين صالح عبد الرحمن
2 October, 2021
2 October, 2021
أكد السيد محمد عثمان الميرغني على جاهزية حزبه لخوض الانتخابات في أي وقت يعلن عنها. و أن حزبه بدأ في تجميع أطرافه، و سوف يصبح هناك حوارا مفتوحا للشباب الذين يقودون المرحلة القادمة بوعي.
أن حديث الميرغني يجيء في الوقت الذي بدأ يسمع فيه الحديث عن الانتخابات من الجوانب المختلفة في سلطة الفترة الانتقالية، و لكن من الضروري أن يكون هناك انسجاما كاملا بين مكونات الفترة الانتقالية حتى تهيأ البيئة الصالحة للانتخابات، على أن لا تتجاوز الفترة الزمنية التي حددتها الوثيقة الدستورية. و أن الممارسة الديمقراطية الخشنة التي شهدتها الساحة السياسية في الأيام الماضية كانت لها أفرازات إيجابية أن يتذكر الجميع أن الفترة الانتقالية محددة بزمن و يجب أن تتضافر جهودهم الجميع من أجل أكمال الأهداف بالصورة المقبولة للكل. و الوثيقة الدستورية التي وقعتها قوى الحرية و التغيير بصورتها المتكاملة في 30 يناير 2019م و المجلس العسكري، و كان قد رضي عنها الشعب السوداني و أوكل مهامها لمكوني الفترة، و يجب على الشعب أن يحافظ عليها، و على تنفيذ نصوصها لأنها هي المرجعية الدستورية، و أيضا أن تنتهي الفترة الانتقالية في الزمن الذي حددته الوثيقة الدستورية.
هذه الكلمات القليلة التي اختصر الميرغني حديثه فيها، بالتزام الجميع بالوثيقة الدستورية، و يجب على سلطة الفترة الانتقالية مدنية و عسكرية أن تكرس كل جهدها من أجل جعل الأمر في يد الشعب الذي صنع ثورة ديسمبر. معروف للجميع أن الحزب الاتحادي الديمقراطي ظل مراقبا للوضع السياسي و الخلافات التي تظهر بين كل فترة و أخرى، و يبرر ذلك أن طول فترة النظام الشمولي قد أنتجت ثقافة شمولية تحتاج فيها القوى السياسية لفترة زمنية لكي تنتج ثقافتها الديمقراطية لتنداح على الثقافة الشمولية و تزيلها تماما، و هذه تحتاج لجهود كبيرة من قبل القوى الديمقراطية في المجتمع، و خاصة الأحزاب ذات القواعد الاجتماعية العريضة، و كان المتوقع من الأحزاب السياسية أن تطلق نشاطاتها المختلفة وسط الجماهير لتوعيتها بحقوقها و واجباتها في العملية الديمقراطية، و أن الانتخابات ليست فقط هي عملية اقتراع برمي الصوت في الصندوق، لكنها أجراء طويل و معقد تبزل فيه الأحزاب عمل دؤوب يهدف إلي تثقيف الجماهير في أن تختار القوى السياسية التي تحقق لها أهدافها و طموحاتها. كما إنها العملية التي تدفع بقطاعات عريضة من الشباب الناشطين و أهل الثقافة إلي الساحة السياسية. في حوارات سياسية و تقديم المبادرات المطلوبة التي تهدف لوحدة الأمة و الخروج من أنكسارات الماضي الي فضاءات المستقبل. و معلوم أن الإبداع هو صنو للحرية رفيقان لا يفترقان مطلقا.
أن التحديات التي يوجهها الوطن و الأزمات العميقة التي يشهدها يجب علي الجميع أن يجعلها دروس في مسار الديمقراطية، و أن تكون لغة الحوار هي الأدوات الجديدة للإقناع بين المجموعات المختلفة، إذا أردنا أن نجعل من السودان بيئة صالحة للديمقراطية، يجب علينا أن نكثر من منابر الحوار خاصة بين الشباب. أن الأزمة الأخيرة في البلاد التي رفعت فيها حالات الاصطفاف و الاستقطاب تؤكد أن الكل يركز نحو السلطة، و نسي أن هناك مهام أخرى يجب أنجازها بالصورة المطلوبة، و خاصة المؤسسات التي تبين أن الكل يعمل من أجل التحضير للديمقراطية.
أن الأزمة التي شهدتها البلاد و ماتزال مستمرة، هي حالة متوقعة و ممارسة للديمقراطية تتعالى فيها الأنفاس و تنخفض لكنها تمارين مطلوبة حتى لا تضيع مرة أخرى. و أن أي قوى إذا اعتقدت إنها سوف تسرق الثورة تكون واهمة جدا، أن الكل الذي دفع ضريبة الثورة لن يتنازل عن مساحة الحرية التي انتزعها بيده، لذلك يجب من الحوار الهادف الذي يفضي لتأسيس الدولة المدنية الديمقراطية دون أي مزايدات سياسية. و نسأل الله حسن البصيرة.
zainsalih@hotmail.com
////////////////////
أن حديث الميرغني يجيء في الوقت الذي بدأ يسمع فيه الحديث عن الانتخابات من الجوانب المختلفة في سلطة الفترة الانتقالية، و لكن من الضروري أن يكون هناك انسجاما كاملا بين مكونات الفترة الانتقالية حتى تهيأ البيئة الصالحة للانتخابات، على أن لا تتجاوز الفترة الزمنية التي حددتها الوثيقة الدستورية. و أن الممارسة الديمقراطية الخشنة التي شهدتها الساحة السياسية في الأيام الماضية كانت لها أفرازات إيجابية أن يتذكر الجميع أن الفترة الانتقالية محددة بزمن و يجب أن تتضافر جهودهم الجميع من أجل أكمال الأهداف بالصورة المقبولة للكل. و الوثيقة الدستورية التي وقعتها قوى الحرية و التغيير بصورتها المتكاملة في 30 يناير 2019م و المجلس العسكري، و كان قد رضي عنها الشعب السوداني و أوكل مهامها لمكوني الفترة، و يجب على الشعب أن يحافظ عليها، و على تنفيذ نصوصها لأنها هي المرجعية الدستورية، و أيضا أن تنتهي الفترة الانتقالية في الزمن الذي حددته الوثيقة الدستورية.
هذه الكلمات القليلة التي اختصر الميرغني حديثه فيها، بالتزام الجميع بالوثيقة الدستورية، و يجب على سلطة الفترة الانتقالية مدنية و عسكرية أن تكرس كل جهدها من أجل جعل الأمر في يد الشعب الذي صنع ثورة ديسمبر. معروف للجميع أن الحزب الاتحادي الديمقراطي ظل مراقبا للوضع السياسي و الخلافات التي تظهر بين كل فترة و أخرى، و يبرر ذلك أن طول فترة النظام الشمولي قد أنتجت ثقافة شمولية تحتاج فيها القوى السياسية لفترة زمنية لكي تنتج ثقافتها الديمقراطية لتنداح على الثقافة الشمولية و تزيلها تماما، و هذه تحتاج لجهود كبيرة من قبل القوى الديمقراطية في المجتمع، و خاصة الأحزاب ذات القواعد الاجتماعية العريضة، و كان المتوقع من الأحزاب السياسية أن تطلق نشاطاتها المختلفة وسط الجماهير لتوعيتها بحقوقها و واجباتها في العملية الديمقراطية، و أن الانتخابات ليست فقط هي عملية اقتراع برمي الصوت في الصندوق، لكنها أجراء طويل و معقد تبزل فيه الأحزاب عمل دؤوب يهدف إلي تثقيف الجماهير في أن تختار القوى السياسية التي تحقق لها أهدافها و طموحاتها. كما إنها العملية التي تدفع بقطاعات عريضة من الشباب الناشطين و أهل الثقافة إلي الساحة السياسية. في حوارات سياسية و تقديم المبادرات المطلوبة التي تهدف لوحدة الأمة و الخروج من أنكسارات الماضي الي فضاءات المستقبل. و معلوم أن الإبداع هو صنو للحرية رفيقان لا يفترقان مطلقا.
أن التحديات التي يوجهها الوطن و الأزمات العميقة التي يشهدها يجب علي الجميع أن يجعلها دروس في مسار الديمقراطية، و أن تكون لغة الحوار هي الأدوات الجديدة للإقناع بين المجموعات المختلفة، إذا أردنا أن نجعل من السودان بيئة صالحة للديمقراطية، يجب علينا أن نكثر من منابر الحوار خاصة بين الشباب. أن الأزمة الأخيرة في البلاد التي رفعت فيها حالات الاصطفاف و الاستقطاب تؤكد أن الكل يركز نحو السلطة، و نسي أن هناك مهام أخرى يجب أنجازها بالصورة المطلوبة، و خاصة المؤسسات التي تبين أن الكل يعمل من أجل التحضير للديمقراطية.
أن الأزمة التي شهدتها البلاد و ماتزال مستمرة، هي حالة متوقعة و ممارسة للديمقراطية تتعالى فيها الأنفاس و تنخفض لكنها تمارين مطلوبة حتى لا تضيع مرة أخرى. و أن أي قوى إذا اعتقدت إنها سوف تسرق الثورة تكون واهمة جدا، أن الكل الذي دفع ضريبة الثورة لن يتنازل عن مساحة الحرية التي انتزعها بيده، لذلك يجب من الحوار الهادف الذي يفضي لتأسيس الدولة المدنية الديمقراطية دون أي مزايدات سياسية. و نسأل الله حسن البصيرة.
zainsalih@hotmail.com
////////////////////