الاحتفال بعيد الاستقلال
حمد النيل فضل المولي عبد الرحمن قرشي
1 January, 2024
1 January, 2024
الاحتفال بعيد الاستقلال كان محل إجماع في الربوع السودانية ماعدا الذين يرون أنه لم يتحقق شيء منذ أن غادرت جحافل من الجيش البريطاني محطة قطار الخرطوم وهؤلاء الذين لا يعجبهم العجب ولا الصيام في رجب والذين يكثرون من الانتقاد من غير فكر وقاد ويريدون من الغير أ
عندما كنا حديثي عهد بذكري الاستقلال كان المواطن يهتم برفع العلم علي سارية منزله هذا العلم الذي يمثل الأرض البكر والزرع الأخضر والماء العذب وكان يوم الذكري نفسه محبب للنفوس خاصة الأطفال يمرحون في الحدائق العامة والمنتزهات والدولة مازالت توفر هذه الخدمات الضرورية لفلذات الاكباد حيث لم تكن هنالك تصنيفات لبشر ولا عنصرية ولا أنانية من أي نوع ولا جشع ولا مجتمع استهلاكي يبيعك شواطئ النيل بالتذاكر المبالغ في سعرها وقد زحف إليها التجار بمساعدة المحليات البائسة التي عجزت عن رفاهية المواطن وصارت تعذبه وتؤجر هذه الأماكن العامة التي هي ملك خاص لابن البلد ليفوز بالعطاء من ليس في قلبهم ذرة رحمة أو شفقة أو حتي قليل من الوطنية وحياء ويبيعون لك زجاجة البيبسي وساندوتش الطعمية بأسعار مبالغ فيها أما إذا أردت المشويات عندهم فلا بد أن تدفع من دمك ولحمك وشحمك والذي يغيظ أنهم يحولون شاطيء النيل الجميل الي كانتونات محاطة بالاسوار ويحرمون السائحين قرب النيل من التمتع بمنظره البديع ويريدون لهم أن يدخلوا الي هذه الأسوار ليوجعوهم بالاسعار العالية لماكولاتهم التي لا تستحق كل تلك المغالاة !!..
وفي ليالي الاستقلال تقام الندوات بهذه الذكري الأثيرة لدي شعبنا الأبي ويبدع السياسيون في إلقاء ماعندهم من شعر ونثر رصين وفي المدارس والجامعات يتفاعل الطلاب بما لديهم من جمعيات أدبية ومسرح وتربية وطنية وتذكر للاباء المؤسسين ومن مهروا بالدم أرواحهم رخيصة من أجل العزة والكرامة والحرية والعدالة !!..
وكانت الأعلام ترفرف فوق اعمدة الكهرباء في طول العاصمة وعرضها وعواصم المديريات مع زحمة الوان ومحبة وسلام من غير عصبية أو جهوية بل السائد كان الاحترام المتبادل من حلفا الي نمولي !!..
ودخلت الايديلوجيات الي بلادنا الوادعة فهذا يميني وذاك يساري كلاهما يريد أن يوجه السفينة لاسياده خارج الحدود وعليه تلقي التعليمات من غير نقاش ولو امروه بالابادة الجماعية لأهله وذويه لفعل وهو مغمض العينين !!..
كانت لنا أحزاب عالية المؤسسية وبها رجال ونساء قمة في التميز وكانت الجماهير سعيدة بهم ينالون منها الاحترام ويردون لها التحية باحسن منها ...
وجاء العسكر المؤدلج منهم وغير المؤدلح وهجموا علي كل الموروث من الإنجليز من أعمال طيبة وحولوها بسبب جهلهم وغفلتهم و كراهيتهم للشعب والديمقراطية الي مسخ مشوه وهجموا علي الأحزاب السياسية وقادتها واشبعوهم سجنا وتشريدا واختراقا حتي صارت مانراه عليها اليوم من تشرزم وقابلية للشراء وعدم برامج وخواء حتي انطبق عليها قول فاقد الشيء لا يعطيه !!..
والي قبيل حرب الجنرالين اللعينة العبثية كان يحتفل بعيد الاستقلال ولو من باب الكذب والنفاق ولكن في هذه الذكري ٦٨ للاستقلال صار الوضع مختلف فلاعلم نرفعه ولانشيد نصدح به ولا ذكري عطرة نتضمخ بها فقد اصبحنا تحت سيطرة الجنجويد !!..
اللهم ألطف بنا في ماجرت به المقادير ونسألك يا الله العلي القدير أن تلم شعثنا وتفك أسرنا وتزيل همنا بحولك وقوتك وعظمتك وجبروتك ياحي يا قيوم يابديع السموات والأرض ( آمين يارب العالمين والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم وعلي آله وصحبه اجمعين ) .
حمد النيل فضل المولي عبد الرحمن قرشي.
لاجيء بمصر .
ghamedalneil@gmail.com
عندما كنا حديثي عهد بذكري الاستقلال كان المواطن يهتم برفع العلم علي سارية منزله هذا العلم الذي يمثل الأرض البكر والزرع الأخضر والماء العذب وكان يوم الذكري نفسه محبب للنفوس خاصة الأطفال يمرحون في الحدائق العامة والمنتزهات والدولة مازالت توفر هذه الخدمات الضرورية لفلذات الاكباد حيث لم تكن هنالك تصنيفات لبشر ولا عنصرية ولا أنانية من أي نوع ولا جشع ولا مجتمع استهلاكي يبيعك شواطئ النيل بالتذاكر المبالغ في سعرها وقد زحف إليها التجار بمساعدة المحليات البائسة التي عجزت عن رفاهية المواطن وصارت تعذبه وتؤجر هذه الأماكن العامة التي هي ملك خاص لابن البلد ليفوز بالعطاء من ليس في قلبهم ذرة رحمة أو شفقة أو حتي قليل من الوطنية وحياء ويبيعون لك زجاجة البيبسي وساندوتش الطعمية بأسعار مبالغ فيها أما إذا أردت المشويات عندهم فلا بد أن تدفع من دمك ولحمك وشحمك والذي يغيظ أنهم يحولون شاطيء النيل الجميل الي كانتونات محاطة بالاسوار ويحرمون السائحين قرب النيل من التمتع بمنظره البديع ويريدون لهم أن يدخلوا الي هذه الأسوار ليوجعوهم بالاسعار العالية لماكولاتهم التي لا تستحق كل تلك المغالاة !!..
وفي ليالي الاستقلال تقام الندوات بهذه الذكري الأثيرة لدي شعبنا الأبي ويبدع السياسيون في إلقاء ماعندهم من شعر ونثر رصين وفي المدارس والجامعات يتفاعل الطلاب بما لديهم من جمعيات أدبية ومسرح وتربية وطنية وتذكر للاباء المؤسسين ومن مهروا بالدم أرواحهم رخيصة من أجل العزة والكرامة والحرية والعدالة !!..
وكانت الأعلام ترفرف فوق اعمدة الكهرباء في طول العاصمة وعرضها وعواصم المديريات مع زحمة الوان ومحبة وسلام من غير عصبية أو جهوية بل السائد كان الاحترام المتبادل من حلفا الي نمولي !!..
ودخلت الايديلوجيات الي بلادنا الوادعة فهذا يميني وذاك يساري كلاهما يريد أن يوجه السفينة لاسياده خارج الحدود وعليه تلقي التعليمات من غير نقاش ولو امروه بالابادة الجماعية لأهله وذويه لفعل وهو مغمض العينين !!..
كانت لنا أحزاب عالية المؤسسية وبها رجال ونساء قمة في التميز وكانت الجماهير سعيدة بهم ينالون منها الاحترام ويردون لها التحية باحسن منها ...
وجاء العسكر المؤدلج منهم وغير المؤدلح وهجموا علي كل الموروث من الإنجليز من أعمال طيبة وحولوها بسبب جهلهم وغفلتهم و كراهيتهم للشعب والديمقراطية الي مسخ مشوه وهجموا علي الأحزاب السياسية وقادتها واشبعوهم سجنا وتشريدا واختراقا حتي صارت مانراه عليها اليوم من تشرزم وقابلية للشراء وعدم برامج وخواء حتي انطبق عليها قول فاقد الشيء لا يعطيه !!..
والي قبيل حرب الجنرالين اللعينة العبثية كان يحتفل بعيد الاستقلال ولو من باب الكذب والنفاق ولكن في هذه الذكري ٦٨ للاستقلال صار الوضع مختلف فلاعلم نرفعه ولانشيد نصدح به ولا ذكري عطرة نتضمخ بها فقد اصبحنا تحت سيطرة الجنجويد !!..
اللهم ألطف بنا في ماجرت به المقادير ونسألك يا الله العلي القدير أن تلم شعثنا وتفك أسرنا وتزيل همنا بحولك وقوتك وعظمتك وجبروتك ياحي يا قيوم يابديع السموات والأرض ( آمين يارب العالمين والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم وعلي آله وصحبه اجمعين ) .
حمد النيل فضل المولي عبد الرحمن قرشي.
لاجيء بمصر .
ghamedalneil@gmail.com