الارض , الارض, الارض
د. عبد اللطيف البوني
4 May, 2013
4 May, 2013
شم الواطا (الارض ) دي وطات جدك ؟ قامت شكلة ليها ضل بين اولاد حاج الزين في حبلين ورثة ؟ ان شاء الله تكون عملت ليك قطعة ارض في الخرطوم ؟ غايتو اكان ما عملتها تكون غربتك فشنك ؟ ياخي انت وكت ربنا وسعها عليك ورحلت في ارضك الجديدة ماتخلي القطعة القديمة دي لاخواتك يتوسعن فيها ؟ رحم الله بلدياتنا الدكتورسعيد محمد احمد المهدي وهو من الذين سودنوا دراسة القانون في السودان ووصل منصب عميد كلية القانون في جامعة الخرطوم ثم اغترب في ابو ظبي ليصبح مستشارا كبيرا مل السمع والبصر فسعيد كان خير من يتحدث في منازعات الارض على النيل الازرق في منطقة شمال الجزيرة
هذة الرمية القصد منها ابراز مكانة الارض في الوجدان والثقافة في منطقة من مناطق السودان ولكن هذة المنطقة ليست استثناء في السودان لابل قد تكون اقل من غيرها في اظهار الخصومات والنزاعات حول الارض ففي كثير من مناطق السودان يمكن ان تراق دماء القبائل في شبر من الارض فالارض اصبحت جزء من العرض حتى ولو كانت بورا بلقعا فالموت في سبيلها شهادة لاتدانيها شهادة فانظروا حواكير دار فور والخيار المحلي للمناصير وزائد ود راوة
حب الاديم (الارض) ليس ظاهرة سودانية فكل الدنيا تموت في الارض والدم العالمي الذي اريق في الارض لايدانيه دم اريق على قضية اخرى فالنزاعات والحروبات الحدودية كلها حول الارض . حب الارض ليس حبا صوفيا مجردا لذات الارض انما لان الارض هي الحياة وهي الثروة وهي المال ففي سطحها غذاء الانسان وفي جوفها كنوز الدنيا ولاتوجد ارضا بائرة حتى ولو كانت صحراء جرداء او بور بلقعا فتحت الصحراء اكتشفت انهار البترول وتحت البور البلقع المياه الجوفية العذبة
الصراع الدولي على الارض لم ينقطع في يوم من الايام فالظاهرة الاستعمارية التي بدات في الربع الاخير من القرن التاسع عشر كان دافعها الارض ثم بعد ان خرج المستعمر استمرت التبعية عن طريق ذات الارض والان بدات هجمة جديدة على الارض تحت ستار الاستثمار فالدول الغنية التي تعاني من انيمياء ارضية بدات تتجه للدول ذات الارض الغنية لكي تستثمر فيها عن طريق الايجار القرني اي لمدة قرن من الزمان (تذكر ان كل مدة الاستعمار في السودان حوالى نصف قرن من الزمان وان الشركة (السنديكيت) التي استغلت مشروع الجزيرة لربع قرن من الزمان فقط )
كل هذة الرمية التي طالت نسبيا (نسبة لمساحة العمود ) اردناها لهدفين الاول هو القول للذين يمسكون بملف الاستثمار في السودان ويروجون بارض السودان الواسعة انكم تجهلون قيمة هذة الارض وتظنون انها ارضا سائبة ويمكنكم التصرف فيها تحت غطاء الاستثمار كما تشاءون , فالامر ليس كذلك وفقر البلاد البلاد الحالي ليس مبررا لاعطائها لاي صاحب دولارات (ضحاكات) الهدف الثاني من الرمية هو ان الذين قاوموا (كباتن) الاستثمار في جبيت (مقرسم) او ام دوم لايجهلون اهمية الاستثمار ولكنهم يدركون قيمة الارض ويعرفون جيدا ان هذة الارض ليست ملكا للاجيال الحالية انما لكل الاجيال القادمة فهم اكثر وطنية واكثر فهما لقيمة الارض ولاهمية الاستثمار من الكباتن فمن فضلكم ايها الكباتن لاتستغلوا الة الدولة القمعية في فرض رؤيتكم القاصرة لانكم بذلك سوف تفقدون كل شئ الانسان والارض وغدا ان شاء الله نواصل لتفصيل بعض ما اجمل هنا
انها الارض يا كباتن (2—2 )
بالامس حاولنا ان نثبت ان حب الارض والموت دونها ليس حكرا على الثقافة السودانية انما هو امر عالمي لان الدفاع عن الارض هو دفاع عن الوجود فقيمة الارض من قيمة الانسان ثم تعرضنا للهجمة على الارض منذ الازل فبعد ان كانت باسم الاستعمار اصبحت الان باسم الاستثمار وقلنا ان الذين قاوموا هذة الهجمة الجديدة لايجهلون اهمية الاستثمار لكنهم يدركون اكثر قيمة الارض ومن هؤلاء الاخيرين نريد ان نتوقف عند نموزجين اليوم هما اهل محلية جبيت المعادن واهل ام دوم
في مياه البحر الاحمر الاقليمية الخاصة بالسودان جزيرة اسمها مقرسم شمال بورتسودان جاء في الاخبار انه قد تم تخصيصها لمستثمر من الشقيقة السعودية وهو رجل الاعمال الشهير احمد عبد الله الحصيني ليقيم عليها مدينة اطلق عليها قلب العالم (في السودان لدينا قلب الدنيا تلك التي وردت في اغنية المصير لابراهيم عوض حيث قال نحن قلب الدنيا ديا ونحن عز الدنيا بينا) لكن مافي مشكلة فلتذهب للمستثمر الجديد الذي سوف ينفق في الجزيرة 11 مليار دولار (بنات حفرة ) لانشاء مطار وميناء وفنادق ومنتجعات واسواق وفنادق والذي منه كل هذا عمران جميل لن يرفضه عاقل ولكن السؤال لمدة كم سوف يستثمر الحصيني هذة الجزيرة ؟ متى وكيف تؤول الارض لاهل السودان ؟ والاهم ماذا سوف يستقيد المواطن السوداني الذي يقطن هذة الجزيرة ؟ ماذا تستفيد المحلية والولاية التي سوف تجد نفسها فجاة انها في قلب العالم ؟
الكباتن الذين يمسكون بالملف التفوا على هذة الاسئلة المشروعة اعلاه ولم يعطوا اي اجابة للشعب السوداني الفضل هذا اذا كانت هناك اجابات فقاموا باحضار السيد رئيس الجمهورية شخصيا ليفتتح قلب العالم في فبراير الماضي واخطروا المستثمر بان كل شئ اصبح جاهزا طالما ان السيد رئيس الجمهورية قد وضع حجر الاساس وبحضور والي الولاية ومعتمد المحلية فصدق يامؤمن احضر الرجل الياته ليبدا العمل فتصدت له المحلية (محلية جبيت المعادن) نيابة عن الاهالي ومنعت الاليات من العمل بحجة ان المحلية لم توقع على العقد كما ينص قانون الاستثمار ولكن الواضح ان هناك حقوقا واجبة للمحلية والولاية لم تنفذ او لم تتزامن مع التنفيذ ولكن المؤكد ان الكباتن قد تجاهلوا المحلية ست الجلد والراس والواضح اكثر ان المحلية تصرفت بحكمة لانها لم تترك امر الرفض للاهالي حتى لاتحدث انفلاتات ولكن في النهاية (انها الارض ياكباتن)
في شرق ضاحية ام دوم الجميلة توجد ارض مساحتها حولي 3005 فدان يريد الاهالي التوسع فيها سكنيا لانه لافضاء لهم غيرها ولكنها خصصت لجهاز الضمان الاجتماعي هذا الغول الذي اصبح راسماله تريلونات في حين اهله الحقيقون يجدعون الكلب بارك من الفقر والجوع والمرض (وهذة قصة اخرى) ويقال ان الشغلانة منتهية عند مستثمر اجنبي . اهل ام دوم طالبوا بايقاف هذا التخصيص واجتعموا بمحمد الشيخ مدني رئيس مجلس تشريعي الولاية (ابو القوانين في الكره من سنة حفروا البحر) ووعدهم بالنظر في الامر ولكن الجهة الاخرى لم تصبر ولما لم تكن لاهل ام دوم محلية فاعلة مثل محلية جبيت اعترض الاهالي سلميا فكان الرد بالرصاص فاستشهد محمد عبد الباقي ذلك الشاب الذي لم يبلغ سن العشرين اختار الدفاع عن الارض ايها الكباتن
في جبيت وفي ام دوم الناس يدركون اهمية الاستثمار ولكن الاستثمار لايمكن ان يكون ضل دليب هو في مكان وظله في مكان اخر في جبيت وفي ام دوما الناس يدركون قيمة الارض وللتوفيق بين الاهمية والقيمة لابد ان يبدا الامر بهم وينتهي بهم ولكن من يقنع الكباتن ؟
عبد اللطيف البوني [aalbony@gmail.com]