الاستشراق الألماني: مالهُ وما عليهِ (1 ـــ 2): ندوة الملتقى العربي للفكر والحوار، 5 أبريل. 2022 / برلين

 


 

 

عرضنا في ندوة سابقة  قضية الاستشراق من خلال تقديم "كتابي الاستشراق"، والثقافة والإمبريالية للمفكّر الموسوعيّ الفلسطينيّ الأمريكيّ الراحل إدوارد سعيد.

للتذكير فقط:

أُشير إلى أنّ الاستشراق لغةً، مأخوذٌ من كلمة شرق، مكان شروق الشمس، يقول ابن منظور "شرقت الشمس تشرق شروقاً وشرقاً : طلعت، واسم الموضع: المَشرق".

يختلف العلماء المهتمون بدراسة الظاهرة الاستشراقية في تحديد تاريخ نشأة الاستشراق، يرى عدّة باحثين  أنّ بدايات الاستشراق تعود إلى القرن الثاني عشر الميلادي، حيث تمت ترجمة القرآن الكريم للمرّة الأولى إلى اللغة اللاتينية، ثم بعد ذلك تم إنشاء مدارس لتعليم اللغة العربية وترجمة أقاصيص وحكايات ألف ليلة وليلة. على أنّ التاريخيات الألمانية والهولندية والفرنسية هي التي بلورت على مشارف القرن التاسع عشر المعالم الأولى للاستشراق بمعناه العلمي. ويتفقون على أن الاستشراق هو في الأصل هو التخصص في الدراسات المتعلقة بالشرق من قِبَل الغرب، وهو علم يدرس لغات شعوب الشرق وتراثهم وحضارتهم ومجتمعاتهم وماضيهم وحاضرهم، وجمع المخطوطات ونشرها، والكتابة في موضوعات شرقيّة: فلسفية ولغويّة وأدبيّة. والغربيون الذين يقومون بذلك "وهم المستشرقون"

وعلينا هنا ملاحظة أنّ كلمة "استشراق" تشمل الشرق كلّه حتى حدود اليابان والصين، ولذلك يفضّل بعضهم كلمة "استعراب" و" مستعرب"، بينما يسوي آخرون بين "المستشرق" و"المستعرب" لأنّ "المستشرق" و"المستعرب هو هذا الأوروبي المعنيّ بحضارة الشرق العربي وتشعباته وصوره المختلفة منذ ظهور الاِسلام في القرن السابع إلى اليوم. وهذا التعريف يقتصر على تفسير جغرافيّ، فيمكن إضافة: "الاستشراق" هو إفصاح عن التباين بين شرق وغرب.

فالمستشرقون الألمان مثل غيرهم من المستشرقين لم يتركوا مجالاً من المجالات السابقة إلاّ واهتموا به اهتماما كبيراً، لكنهم ركزوا في مجالات محدودة مثل دراسة نص القرآن الكريم والحديث وعلم القراءات وعلم التفسير وعلاقة القرآن بالديانات الأخرى والشعر العربي وكُتبْ المفكّرين والعلماء المسلمين خصوصاً العرب والفرس، ونشر النصوص العربية الكلاسيكية التي صارت مصادر الدراسات العربية والاِسلامية. وكذلك إنشاء عددٍ من كراسي تدريس اللغة العربية وبذلك كرّسوا لتقليد علميّ، لا يزال الألمان يتوارثونه جيلاً بعد آخر.

تختلف دوافع اهتمام المستشرقين الألمان بالدراسات الاِسلامية عامة والدراسات القرآنية خاصة، طبقا لاختلافاتهم الفكرية والأيديولوجية، فاللاهوتيون منهم يختلفون في موقفهم عن العلمانيين، وعلى رغم الاختلافات العقدية والمذهبيّة بينهم، فإن الدافع الديني هو الباعث الأوّل لاهتمامهم جميعاً بالدراسات القرآنية مع الاعتراف بوجود اختلاف حول الوسائل والأهداف.

لقد تمت ترجمة القرآن الكريم للمرّة الأولى إلى اللغة اللاتينية في عام 1143، وأول ترجمة ألمانية كانت في عام 1616.

والآن سوف أقوم بعرض مكثّف لبعض علماء الاستشراق الألمان وجزء من ابحاثهم.

- يوهان ياكوب رايسكه (1716-1774)

يعد مؤسس الدراسات العربية في ألمانيا، كما اهتم بدراسة اللغة العربية والحضارة الإسلامية وإن كان له فضل في هذا المجال فهو الابتعاد بالدراسات العربية الإسلامية عن الارتباط بالدراسات اللاهوتية التي كانت تميّز هذه الدراسات في القرون الوسطى (الأوروبيّة) وترجم معلّقة "طَرفة بن العبد" ومقارنتها بديوان الهذليين، وحماستي البحتري وأبي تمام وشعر المتنبي وأبي العلاء، فوضع الأساس العلمي لدراسة الشعر العربي .

ـــ فردريك ديتريشي من مواليد مدينة برلين في عام 1821 وساح في شبابه في مُدن الشرق، وأستاذ اللغة العربية في عام 1850. وله ومؤلفات عربية متعددة منها، معجم عربي ألماني وشرح ألفية ابن مالك وصنفَ كتاباً في الشعر العربي.

ــ فرنسيس جوزف شتاينجاس كان ضليعاً باللغتين الفارسية والعربية، من منشوراته قاموس عربي إنكليزي كما نقل قسماً من مقامات الحريري إلى الإنجليزية وكتب عن تاريخ الخطوط والكتابات السامية.

ــــ إدوارد جلازر من مواليد 1908. رحل إلى بلاد اليمن ووصف كثيراً من أحوالها وآثارها.

ــ العلامة الألماني الكبير وليم ماكس مولر ولد  في مدينة ديساو عام1823 كان معظم انشغاله باللغات الهندية والمقابلة في أصول اللغات. وقد نقل إلى الإنكليزية كتاب القرآن مع كتب الشرق الدينية.

    - يوليوس ڤلهاوزن  1844-1918تخصّص في دراسة التاريخ الإسلامي والفرق الإسلامية، من أبرز إنتاجه تحقيق تاريخ الطبري، على أن أكبر تأثير للاستشراق الألماني في مجال التاريخ والكتابة التاريخية جاء من خلال كتابه المشهور: الإمبراطورية العربية وسقوطها، وقد صدر الكتاب عام 1901م، وتُرجم الى الانجليزية.

- تيودور نولدكه 1836-1930

كان أستاذاً للغات الإسلاميّة والتاريخ الإسلامي في جامعة توبنجن. واهتمّ بالشعر والجاهلي وخصوصاً المعلّقات، وبقواعد اللغة العربية وأصدر كتاباً بعنوان ’مختارات من الشعر العربي‘ وأهتمّ بالأبحاث القرآنية، وأصل وتركيب سور القرآن، ومن أهمّ مؤلفاته كتابه "تاريخ القرآن" نشره عام 1860.

- كارل بروكلمان  1868-1956

 اهتم بدراسة التاريخ الإسلامي ومن أشهر مؤلفاته كتاب ’تاريخ الأدب العربي ، وهو عبارة عن تاريخ الكتابة العربية عبر العصور، وفي شتّى الفنون، والمؤلفات والمؤلفين، وعمل بروكلمان أربعين عاماً في كتابه، وأصدر 3 مجلدات وهو عمل جهد مقدّر، على الرغم مما ورد فيه من بعض الأخطاء، حسب وجهة نظر المختصين من العرب. وواصل العمل بعده  فؤاد سزكين التركي الأصل بجامعة فرانكفورت، وخاصة بعد انكشاف عشرات الآلاف من المخطوطات في تركيا والمغرب وغيرهما.

- جوزف شاخت  1902-1969

عُرف باهتمامه بالفقه الإسلامي، تركز إنتاجه في مجال المخطوطات وفي علم الكلام وفي تاريخ العلوم والفلسفة.

- آنا ماري شميل  1922

من أشهر المستشرقين الألمان المعاصرين بدأت دراسة اللغة العربية في سن الخامسة عشرة وتتقن العديد من لغات المسلمين وهي التركية والفارسية والأوردو. درّست في العديد من الجامعات في ألمانيا وفي الولايات المتحدة الأمريكية وفي أنقرة، ونشرت أكثر دراساتها بالإنجليزية، واشتهرت بحبها للمسلمين واعتقادها أنّ الصوفية هي الحل المثالي لمستقل الاِسلام.

هلموت رايتر (1892 – 1971م) خاتمة لجيل العمالقة من المستشرقين الألمان، فقد كان الرجل موسوعي الثقافة، ملماً باللغة العربية والتركية والفارسية، ومتضلعاً في التاريخ والتصوف والفلسفة الإسلامية وعلوم اللغة، ومتمكناً من بحر المخطوطات وتحقيقها.

فريديش روكيرت  (1788 ــ 1866 )  وهو شاعر رومانسي، كان له نزوع بالمعرفة الحقيقية عن لشرق واللغة العربية، وترجم مقامات الحريري وكان يعتبر القرآن عصيّ على الترجمة، ولكنه قام بترجمة ثلث القرآن..

ــ تأسست في عام 1844 الجمعية الشرقية الألمانية على يد هاينريش فلايشر (1801 – 1888) التي دأبت منذ ذلك الوقت على إصدار مجلة علميّة متخصصة بالثقافات الشرقية. وكانت له مؤلفات في النحو وفقه اللغة

ونشر أبراهام غايغر   في عام 1833 دراسة بعنوان " ماذا أخذ محمد عن اليهودية؟

يوهان فوك  ( (1894 ـــ 1974 )

أيضا له دراسات في تاريخ اللغة العربية وأسلوبها والدراسات السامية، ورسالة دكتوراه عن محمد بن إسحق عام 1926 .

وقام بتصحيح بعض أخطاء المؤرخين مثل: اعتبار العاميّات لغات مستقلّة، ولغة القرآن هي دارجة قريش.

فيشر (1865 – 1949م)  وضعَ معجماً للغة العربية الفصحي، و نشير إلى قاموس هانزفير (1909 – 1981م) العربي – الألماني للغة العربية المعاصرة، وقاموس جوتس شرجلا  (1923) الألماني – العربي، الذي  صدر في عام 1974

ــ ويلحق بالمدرسة الألمانية الكلاسيكية هذه، مستشرق مجريّ شهير هو جولدتسيهر (1850 ــ 1921 ) وقد درس في ألمانيا على فليتشر، ويعدّ كتابه  "بحوث في علوم اللغة العربية" وكتابه "دراسات إسلامية" من أهم الكتب ذات الأثر المنهجي الحاسم في أواخر القرن التاسع عشر.

 العلماء الجديدين:

ــــ كان رودولف "رودي" بارت (1901 ـــ 1983) أستاذاً في جامعة توبنغن وهو عالم لغوي، وباحث في العلوم الاسلامية، ونشير إلى كتابه بعنوان "الدراسات العربية والإسلامية في الجامعات الألمانية، المستشرقون الألمان منذ تيودور نولدكه"، وكتابه بعنوان "محمد والقرآن، تاريخ وبشارة النبي العربي"، مشيراُ فيه إلى أهمية كتابي جوستاف فايل 1889ـــ 1808 ،عن "النبي محمد، حياته وتعاليمه و"مدخل تاريخي نقدي إلى القرآن"، واستند فايل في كتابه عن النبي محمد إلى مخطوطة سيرة ابن هشام، كما ترجم رودي بارت القرآن (معاني) القرآن إلى الألمانية ترجمة جيدة.

ــ وخلفه جوزف فان أس Josef Van Es

يبحث في موسوعته العلمية الشاملة بعنوان: "علم الكلام والمجتمع في القرنين الثاني والثالث الهجري، تاريخ التفكير الديني في الإسلام المبكر، ويتناول تاريخ التفكير الديني  والاجتماعي والسياسي في هذين القرنين، ويطرح مجموعة من المفاهيم والمواضيع والأطروحات المثيرة للجدل حول العلاقة الجدلية بين اللاهوت والمجتمع. ويُعتبر فان أس أهم المتخصصين عالمياً في علم الكلام الاِسلامي.

ــــــ هارتموت بوبتسين  أستاذ العلوم الاِسلامية وفقه اللغات الساميّة في جامعة ارلانغن، مجالات عمله الرئيسية البحث في القرآن وتاريخ تلقي الاِسلام في أوروبا، قام بوبتسين بإنجاز ترجمة جديدة للقرآن الكريم، الطبعة الأولى 2012، "دار بك" ميونخ.

ــ البروفيسور فريتس شتيبات (24 يونيو 1923 ــ 7 أغسطس 2006)

وهو أوّل مدير لمعهد جوته بالقاهرة (1955 ــ 1959)، ومدير لمعهد الشرق في بيروت (1963 ــ 1968)، وأستاذ كرسي للدراسات الاِسلامية بجامعة برلين الحرّة (1969 ــ 1988) تميّز بالاهتمام بالدراسات العربية الاِسلامية الحديثة، وكتب عن العديد من الكُتاب والأدباء العرب، ونشير إلى كتابه الهام بعنوان" الاِسلام شريكاً".

كما نود أن نشير باختصار إلى غودرون كريمر خليفة شتيبات في كرسي الدراسات الاِسلامية، ومواصلة نهجه بالاهتمام بالدراسات العربية والاِسلامية الحديثة، كما أصدرت كتابا بعنوان" تاريخ الاِسلام"، صدر عن دار نشر "بك" ميونخ عام 2005،

ــــ و أنجليكا نويفرت  أستاذة الدراسات الإسلامية والعربية في جامعه برلين الحرة أيضاً، وهي من أبرز دارسي القرآن والنص القرآني في العقدين الأخيرين، في ألمانيا، وربما في العالم الغربي، وتأثرت بالدراسات البنيوية. تركزت أبحاثها حول النص القرآني وشرحت نظريتها حول قِدَم النص القرآني ووحدته، وأن القرآن ظلّ عصياً على التحريف. ونشير هنا إلى كتابها الهام بعنوان "القرآن كنص من العصور القديمة المتأخرة، مدخل أوروبي". جاء في المقدمة:

هل القرآن، إسلامي بحت، حقا وبالتالي غريب علينا؟ أم أنه بالأحرى صوتٌ جديدٌ خاصٌ، في كونسرتو النقاشات القديمة المتأخرة، والتي من خلالها تم وضع الأسس اللاهوتية للديانتين اليهودية والمسيحية أيضا، وقارئ المجلد، سيجد بأنّ القرآن نصّ من العصور القديمة المتأخرة، ويمثل حقبة تكوينية للتاريخ

  الثقافي الأوروبي.

  ويكفي هنا أن نشير إلى مشروعها "مدونة قرآنية" Corpus Coranicum)) الذي يركز بالأساس على طرح جديد للنص القرآني انطلاقا من كل النسخ الموجودة، رغم ما يمكن أن تفصح عنه من اختلافات، قد تبتعد عن مسار المصحف العثماني المتداول.

ـــ بابر يوهانسن  الأستاذ السابق في جامعة برلين الحرة، ثم أستاذ الاِسلاميات بكلية اللاهوت بجامعة هارفرد، له اهتمام أصيل بالفقه الاِسلامي وهو أحد أكبر دارسيه.

ـــ أما روتراد فيلاند  الأستاذة بجامعة بامبرج، ركزت اهتمامها على الرواية العربية الحديثة وعلاقات الشرق بالغرب.

ــ أما شتيفان فيلد، استاذ كرسي الدراسات الاِسلامية السابق في جامعة بون قد بدأ عملة بدراسة عن كتاب "العين" للخليل بن أحمد، ثم الدراسات الأدبية المعاصرة وبالنص القرآني.

ومن المعاصرين الآن نكتفي بذكر ثلاثة منهم فقط:

ــ دوريس كلياس اربنك، من مواليد 1942

اهتمت ألمانيا الديمقراطية مبكّراً بترجمة الأدب العربي وكانت دوريس كيلياس \ اربنبك ، أستاذة الأدب في جامعة هومبولت في برلين والمستشرقة الألمانية التي وهبت سنوات حياتها لتعريف القارئ الألماني بالأدب العربي المعاصر. لقد درست اللغة العربية في سنّ مُبكّرة، ثم درست اللغات الساميّة في جامعة هومبولت في برلين، ودراسات إضافية في القاهرة، وكانت رسالة الدكتوراه عن النثر المصري، وكذلك نالت شهادة التأهيل في الأدب الجزائري. وعملت كباحثة في معهد الدراسات الرومانسية بجامعة هومبولت. نقلت إلى الألمانية العديد من أعمال نجيب محفوظ منها اللصّ والكلاب وزقاق المدّق ومن الثلاثية (قصر الشوق) وترجمت لجمال الغيطاني، ولعبد الحميد ابن هدوقة ولمحمد شكري. وقد أجريتُ معها منذ سنوات حواراً مطوّلاً، حول خبرتها في الترجمة وحبّها للأدب العربي وقد نُشر الحوار بالكامل في مجلة القاهرة العدد (158 ) يناير 1996 والتي يشرف على رئاسة تحريرها د.غالي شكري .

ـــــ توماس بَوَر المستعرب وأستاذ الدراسات الاِسلامية في جامعة مونستر يقدم إضافات جدية في مقارباته للثقافة العربية وللفكر الاِسلامي، التي تتسم بكثير من الروح الموضوعية والبعد عن الرؤية الاستشراقية، ففي كتابه قبل الأخير "ثقافة الاِلتباس" يقول: "... صورة الإسلام قبل الاستعمار بأنها "ثقافة الاِلتباس" إذ ليس القول تنوير "الإسلام"، بل يجب إيجاد طريق يمكن من خلاله، لقاء وتلاقح، أفضل ما في عصر التنوير الأوروبي والثقافة الإسلامية والتقاليد الروحية.."

أما في كتابه الحديث بعنوان:" لماذا لم يكن هناك عصور وسطى إسلامية، تراث العصور القديمة والشرق".

يقول بَوَر ، كثيرا ما يتهم الإسلام بأنه عالق في العصور الوسطى، ثم يستخدم العديد من الأمثلة لإظهار كيف عاشت الحضارة القديمة في العالم الإسلامي مع ازدهار المدن والعلوم ، بينما كانت أوروبا في العصور القديمة عبارة عن انقاض و أطلال فقط.

ــ أما ستيفان فايدنر الباحث في العلوم الاِسلامية والمترجم الرصين، قام بترجمة عدد من قصائد محمود درويش وأدونيس، وتعرض لفاضل العزاوي وحسين الموزاني وغيرهم ومعلقا على الترجمة الألمانية لكتاب "الاستشراق" لإدوارد سعيد، واصفاً بأنها قد تمت بإهمال مذهل وجمل غير مفهومة تماماً، لا تليق بهذا العمل الفريد والهام ولا بمؤلفه وعالِم الأدب الفلسطيني الأمريكي الجليل.


hamidfadlalla1936@gmail.com

 

آراء