الاستفتاء: دماء الشهداء!! … بقلم: ياي جوزيف

 


 

ياي جوزيف
31 March, 2010

 

yai dedut [ydedut@yahoo.com]

    1-2

الأزمة التي تضرب (المؤتمر الوطني) تتوالى فصولها خاصة مع اصرار الرأي العام: المحلي والدولي على إجراء انتخابات نزيهة والاستفتاء لشعوب جنوب السودان في مواعيده دون (تلكؤ!). فإن الأمر الواقع في مجمل اللوحة الداخلية لمفوضية الانتخابات يدحض هذه التبريرات عبر الإعلام، ويؤكد أن: (الماء تكذب الغطاس) وأن ما ينطق به موظفو المفوضية هو لسان حال المؤتمر الوطني، ولهم قبعتان بالليل شئ وبالنهار شئ آخر ماعدا مولانا أبيل ألير.‏

ورغم أنها ليست المرة الأولى التي يستخدم فيها (الوطني!) الأساليب الملتوية المفضوحة بغية تحقيق مكاسب حزبية ضيقة عبر ابتزاز لمشاعر الشعب أو المعارضة والحزب الشريك (الحركة) مع اقتراب موعد كل استحقاق دستوري على سبيل المثال لا الحصر التلاعب بالتعداد السكاني،

وتجاوزات السجل الانتخابي، ورسم للدوائر الجغرافية، والمحاباة في اختيار رؤساء لجان المفوضية بالولايات ألخ... إلا أن هذه المرة اختلفت عن سابقاتها كثيراً سواءً في أساليب الابتزاز والمكر السياسي، أو في نوعية المكاسب والصفقات التي حاول (الوطني) الحصول عليها. لتقريب نوايا (الوطني!) يمكن تلخيصها في مقولة "هتلر": (... وما من جريمة بحق المجتمع إلا ولليهود يد فيها).. وما من جريمة بحق المواطنين الابرياء إلا وللمؤتمر الوطني يد فيها.. من يدوس على قرارات الشرعية الانتخابية ويرفض توصيات الخبراء؟!. اليوم أصدرت الأمم المتحدة تقريراً خطيراً على لسان أمينها العام السيد/ كي مون واتفق في الرأي مع تقرير مركز "كارتر" بأن الانتخابات السودانية ستكون غير نزيهة النتائج وغير مرضية ويجب تأجيلها إلى حين تتم معالجة المهددات، وأضافت منظمة دول (الإيقاد) في تقريرها الأخير بعدم استقلالية مفوضية الانتخابات وأشارت إلى (بطلان) المواد المستخدمة في العملية الانتخابية: كالأحبار وبطاقات الاقتراع التي طبعت (أصلاً) في مصنع العملة بالمنطقة الصناعية الخرطوم، وهذه هي الحقيقة اللافتة. عموماً، يجب أن نحدد مواقفنا وقد بان الأمر وانكشف المستور، ونحن على يقين أن ثمة مواقف وثمة مشاريع وطنية بالفعل لم تطلها مشاريع السوء والشر الموجه نحو مكتسبات الشعب، علينا أن ننفض عنها غبار الصمت ونكسر عقدة الخوف و"نقول لا للخراب القادم" من مفوضية الفساد، لا للمشاريع التي يحاول مصدروها إلينا لاستعادة أمجاد (30 يوليو 1989م) بعدما زالت من سوء ما فعلوا على حساب أمن وطننا واستقرارها والتعايش السلمي بين ابنائها دون تناحر وانقسام. فهؤلاء الفئة الباغية ـ من أذيال (الإنقاذ) أصحاب الفكر المنحرف الضال، لا ينفع معهم النصح بأي حالٍ من الأحوال، فهم قد تمرسوا على المكر والخيانة والغدر ونقض العهود والمواثيق، لبسوا لبوس الدين واتخذوه لهم ستاراً، وهم أبعد ما يكون عن هدى الإسلام وتعاليمه: انهم يطعنون الإسلام في خاصرته، حينما يحملونه سوء أعمالهم وعظيم إجرامهم، فدين الإسلام إنما هو دين العدل والأمن على الأنفس والأموال والأعراض والعقول، وليس دين الإجرام. لقد أثار تصريح "نافع" اللي ما "نافع" بالرجوع للحرب مقابل تأجيل الاستفتاء لحق تقرير مصير الجنوب ردود فعل مختلفة في الشارع الجنوبي، وكذلك بدرجة أعنف من المسئولين الحكوميين بأن الاستفتاء أتى ممهوراً بدماء الشهداء، تلك المشاعر التي تعيد إلى الأذهان الفترة المظلمة من تاريخ الحرب التي رقصت فيها الجيوش على جثث ضحاياها. فإعلان (الوطني!) نية عدوانية ومواجهة... بالطبع سيؤدي ذلك إلى تصعيد.

 

 

آراء