الانصرافين الكذبة … ماذا تريدون منا؟

 


 

 

عبد المجيد دوسة المحامي

التصدي لأي مشكل في الحياة، ينبغي البدء في معرفة أسبابه وبواعثه، ثم التشخيص والانتقال الى الحل، هذه أمور وعيها جلّ شعوب الأرض الاّ نحن، نتخبط، نلف وندور حول ذات الدائرة.. نتقلّب ذات اليمين وذات الشمال مع الدجالين الكذبة، الذين أدخلوا البلاد كلها في مغالطات ونقاشات لا طائل منها.
والغريب في الأمر حتى أصحاب الرأي والقلم الذين هم كثر، يمسون ويبيتون، بل ويجتهدون في الإجابة عن هذه الأسئلة في الفضائيات، نسوا الخوض في طرح السؤال الكبير الكبير.. نعم وقعت الحرب ولكن ما الحل؟ وماذا نحن فاعلون.. فقط نقبع في ركننا الركين ونقول نحن مع إيقاف الحرب...... نعم سمعنا هذا ولكن من الذي يوقفها، وما هي رؤاكم في إيقاف حرب اصّر أحد طرفيه بمواصلتها مائة عام، وتعهد الطرف الآخر بجلب مليون مقاتل لخوض ما اسماها بالمرحلة(ب)، نريد مقترحات ورؤى واضحة للحل للاستشفاء من هذا المرض العضال، على مثقفينا وأصحاب الرأي الابتعاد عن أسئلة من قبيل التي يطرحها من أسرفوا وامتهنوا الانصرافية وتضليل العوام، هم يريدون تشويش العقل الجمعي، ودفع الشعب الى
الخوض في جدل عقيم لسنا في حاجة اليه الآن. أسئلة من قبيل من بدأ الحرب؟ الدعم السريع، الكيزان أم الجيش؟ بالله عليك ما الفائدة من طرح هكذا سؤال... عبث كعبث الحرب اللعينة هذه، بل ترف أدمن الانصرافيون - وما اكثرهم- لإلهاء الناس عن الولوج في أمور أكثر أهمية.
لم يكتف الانصرافيون بهذا، هذه المرة تقدم صفوفهم الكذّابون الأفاكون وأضاعوا لنا قدرا غير يسير من الوقت الثمين في سؤال أين حميدتي؟
الذي صمّ الآذان، قال البعض انه مات ودفن في مقبرة يعرفها فقط الكذابون وصانعو أسئلة التخريف. ينبري آخر ويقول إنه حي يرزق لكنه أصيب إصابة بليغة، ليختتم ثالث الأثافي أنه أصبح بعاتي وخرج بل حتى بعد أن زار الرجل حوالي أربعة دول في افريقيا وقابل قادتهم وتحدث معهم.. قالوا هذا ربوت صنع في الصين، في إساءة بالغة لرؤساء افريقيا الذين قابلهم وتحدث معهم، وكأن هؤلاء الرؤساء لا يستطيعون التفرقة بين انسان وربوت مصنوع في دولة ما، اكيد ليست الصين كما ادعوا وهم البارعون في إساءة الدول فالصين دولة كبيرة لا تتورط في مثل هذه الأفاعيل الصبيانية، اظن أنهم يعنون بذلك دولة الواق الواق العريقة. ماذا يريدون من كل هذه الترهات وقصص الحبوبات (الجدات) أفحن أطفال حتى نصدق خروج البعاتي آخر الزمان يا كذابين؟ وما الجديد عما اذا مات حميدتي أم بقي حيا .. ما دامت الحرب مستعرة تأكل الأخضر واليابس.
صمّوا آذاننا، بأن كل من وقف على الحياد في هذه الحرب هو ضد الجيش، في محاولة لإخافة العقلاء من شعبنا ولكن هيهات! هم ليل نهار ينسجون خيوط الكذب البواح، لا يستحون البتة بل وفي غيّهم وضلالهم يعمهون.
المحايدون ليسوا ضد الجيش، اذ ليس هناك وطني واحد يقف ضد جيش بلاده، ولكن عندما يتملّص الأخير من مهامه المتمثلة في حماية الحدود ويمتهن قتل مواطنيه بالبراميل الحارقة ويدّك البنى التحتية في البلاد ويقبل أن يكون حصان طروادة للكيزان الانصرافيين الكذبة – حينها ينفرط العقد الذي بينه وبين الشعب، الجيش عليه أن يختار بين أن يكون جيشا وطنيا كسابقات سنيه، قبل طامة الكيزان الكبرى في العام 1989، أو يقبل نعته بمليشيا الكيزان، وعندما نقول الجيش نعني قادتهم وليس كله.
حتى لا نطيل الكلام حول الانصرافيين، دعنا نذهب الى فاتحة مقالنا تحت عنوان ... حرب السودان، أسبابها، مآلاتها وآفاق الحل. ذاك حديث طويل سنتناوله في مقالنا القادم بإذن الله.
فانتظروا انا معكم من المنتظرين.

عبد المجيد دوسة المحامي

majeedodosa@gmail.com

 

آراء