الانقلابيون يخططون لانتخابات مزورة

 


 

سعد مدني
6 December, 2021

 

مما لا شك فيه أن الانقلابيين في السودان، وبمساعدة من المخابرات المصرية والاسرائيلية، يخططون لاقامة إنتخابات مزورة في نهاية الفترة الإنتقالية، وقد يتم التعجيل بالانتخابات، ويتم إقامتها في العام ٢٠٢٢، اذا شعر الانقلابيين أن الشارع مواصلا في مقاومته العنيدة لهم. اي ان الانتخابات ربما تكون بعد شهور قليلة من تاريخ اليوم.

وفي تصريح غير مفاجئ للمراقبين، قال البرهان لوكالة (فرانس برس): “هذه الانتخابات، الأولى ستكون مفتوحة لجميع القوى التي شاركت في المرحلة الانتقاليّة، بما يشمل العسكريّين وقوّات الدعم السريع بقيادة الفريق أوّل محمد حمدان دقلو”، وهذا ربما يعد تراجعا عن الكثير من أقواله السابقة، التي ذكرت ان المؤسسة العسكرية سوف ينتهي دروها في العام ٢٠٣٢، وهو الموعد الذي حدد لاقامة إنتخابات عقب الانتهاء من الفترة الإنتقالية.

وربما يكون السيناريو المعد هو ترشيح حميدتي لرئاسة السودان، وأن تقف خلفه المؤسسة العسكرية، بما يشمل قوات الدعم السريع وبعض الحركات المسلحة الموقعة على اتفاق جوبا. وطوال الفترة الإنتقالية والسنوات الأخيرة لنظام البشير، قام حميدتي باهداء سيارات باهظة الثمن للكثير من قيادات الإدارات الأهلية في مختلف أنحاء السودان، خاصة في غرب البلاد، مع نثريات شهرية تقدر بالمليارات من الجنيهات، وذلك بغرض شراء أصواتهم وأصوات اتباعهم في اي انتخابات تقوم في السودان.

لكن من المؤكد أن الانتخابات القادمة لن تكون نزيهة بأي حال من الأحوال، لأن اي إنتخابات نزيهة سوف تقذف بالانقلابيين خارج سدة السلطة، وسوف يواجهون سيلا من الاتهامات بجرائم الحرب في دارفور، وقتل شباب الاعتصام وقتل المتظاهرين. هذا غير انهم سوف يفقدون شركاتهم التي تقدر قيمتها بعشرات المليارات من الدولارات. لذا يتم الان اختيار فني الانتخابات الذين يقومون بإجراءات التزوير، واختيار رجال الشرطة الذين يحرسون صناديق الانتخابات. ومن الطرق المتوقعة للتزوير هي إقامة الاقتراع لمدة يومين او أكثر ونقل صناديق الاقتراع من مكان التصويت إلى ما يسمى مركز الفرز، وأن يتم تبديل صناديق الاقتراع اثناء نقلها بواسطة شرطة الانتخابات وفني الانتخابات.

ونتمنى أن يهزم الشارع السوداني هؤلاء الانقلابيين قبل قيامهم بإجراء إنتخابات مزورة، وأن تنتصر الثورة وتأتي بسلطة مدنية كاملة، تمهد بفترة انتقالية لاقامة إنتخابات نزيهة في نهايتها بعد أن تزيل كافة أنواع التمكين الذي قامت به الحركة الإسلامية طوال ثلاثين عاماً من حكم البلاد، وهيكلة القوات النظامية، وحل المليشيات وتكوين الجيش الواحد. واذا تعذر ذلك، فالمرجو هو عدم الاعتراف من كافة قوى الثورة السودانية من أحزاب سياسية وحركات كفاح مسلح وتجمع مهنيين ومنظمات مجتمع مدني ولجان مقاومة بأي إنتخابات تقام تحت سلطة الانقلابيين وعدم المشاركة فيها، تحت كل دعاوي التبريرات، لأنها سوف تكون مزورة بالكامل، وهذا الأمر لا ينتطح فيه عنزان، واي مشاركة أو اعتراف بها سوف يشرعن الانقلابيين لمدة خمسة سنوات أخرى، وقد تجد حكومتهم الاعتراف من كثير من دول العالم.

saadmadani54@gmail.com

 

آراء