الانقلاب يعلن الحرب على نداء التعايش السلمي !!
د. مرتضى الغالي
29 July, 2022
29 July, 2022
قوات الانقلاب المدججة بالأسلحة الثقيلة ورصاص القنص اعتدت بالقوة الباطشة إلى حد القتل على المواكب السلمية التي خرجت تنادي بالتعايش السلمي والوطن الواحد ونبذ العنصرية والتجزئة..! هذا يحدث أمام الضمير الوطني وأمام العالم و(الدول الصديقة) وبحضور حكومة الانقلاب ومجلسها السيادي وحركاتها المسلحة.. بل أمام القضاء السوداني والنائب العام وديوانه وعشرات المئات من مستشاريه..!! كل هذه الدماء في أعناقكم الغليظة..!!
والعقدة التي أخرجت هذا الرصاص والعصي والمقذوفات الحارقة والسامة هي غضب جماعة الانقلاب ومجرمي الإنقاذ المسلحين من الدعوة للتعايش السلمي..! لأنها ببساطة دعوة تناقض ما تنطوي عليه نفوسهم وما يعمل عليه برنامجهم..! جماهير تطالب بالتعايش السلمي والوطن الواحد..؟! هذا هو ما يستفز الانقلاب والحركات المؤيدة له والإنقاذيين الذين يقوم مشروعهم على نقيض التعايش السلمي..! فكيف بهؤلاء الشباب يخرجون بهذا البهاء والسلمية من اجل الوطن الواحد الموحّد الذي يقوم ميثاق التعاقد بين بنيه وكل إطرافه على التعايش الحميم..؟! هذا هو (بالضبط) مبعث القوة المفرطة التي قابل بها جنود الانقلاب هذه النداءات الطيبة المخلصة..!!
وهنا يبرز (مركب النقص العجيب) لدى جماعة الانقلاب وحركات السوء و(العنقالة) الذين يتمسّحون بالانقلاب ومن خلفهم الاخونجية الذين لا يجدون صلاحاً لهم في سودان موّحد تقوم ركائزه على المواطنة المتساوية والسلام الأهلي..! انه الغضب المكتوم الذي يكوي نفوسهم..كيف يخرج الناس في الخرطوم وعطبرة وبورتسودان والدمازين وحلفا ويهتفون (كل الوطن دارفور) ثم يخرجون إعلاناً لرفض إزهاق الأرواح في النيل الأزرق..؟! ما لهم ومال دارفور والنيل الأزرق..؟ هل تريد هذه المواكب الجماهيرية أن تفسد علينا ما بدأناه من دق أسافين الفرقة وزرع بذور الشقاق والتنافر بين السكان..؟! إذن كيف نستطيع مع هذه النداءات مواصلة الفساد والنهب وإقامة دولة الفجور والطغيان التي لا تخضع للمساءلة من أحد..؟ هذا لا يكون (أما نحن.. وأما التعايش السلمي)..!!
هذا التفريق المقصود بين أبناء الوطن كان من أساسيات وضرورات بقاء الاخونجية في السلطة منذ سنوات الإنقاذ الأولى...والآن تحت هذا الانقلاب الأرعن..! وقد اختصر ذلك حديث يفيض علماً ووطنية سمعناه منذ أيام في الوسائط الاجتماعية من احد أساتذة الجامعات السودانية بصوته ولم نتعرّف على اسمه..وهو من خبراء الإدارة والعلوم السياسية فيما يبدو، ومن المتابعين اللصيقين بضمير وطني لمجريات الأحداث وكان حديثه مشفوعاً بالوثائق والتواريخ والوقائع..لقد أعاد هذا الأستاذ الجليل ما يجري الآن في النيل الأزرق إلى خطة خبيثة قديمة أشرف على تنفيذها على عثمان محمد طه تعبيراً عن مرامي الإنقاذ..عندما كان في المركز الفعلي (لإدارة خبائث الإنقاذ) وعندما وضع بين يديه في وزارة واحدة ترأسها وقال إن اسمها (التخطيط الاجتماعي) معظم سلطات الحكومة جمع فيها مهام وزارة الداخلية ووزارة الحكم الاتحادي ومال التجنيب وهيئات الرعاية والاجتماعية والثقافة والإعلام والشباب والرياضة وصناديق الأوقاف والمعاشات والتأمينات باسم إعادة صياغة المجتمع وفق (المشروع الحضاري)..!
لقد كان علي عثمان يعلم وفق عقيدة الإنقاذ بأنه لا يمكن للتمكين أن يتم بغير تمزيق النسيج الاجتماعي..فكان أن أعلن في (مؤتمر الإدارات الأهلية بسوبا 1993) قرار إنشاء إمارات وتنصيب أمراء من خبوب الإنقاذ (يهرب اسم الإمارة من رؤيتهم) بديلاً للنظار والعمد والمكوك والشراتي والكيانات الأهلية القائمة والتي تقوم على التقاليد المحلية والرضاء الشعبي..واجب هؤلاء الأمراء هو (أن يؤموا الناس في الصلاة ويدعوا الأمة للجهاد)..وكان نصيب النيل الأزرق رزءاً جسيماً كما ذكر الأستاذ المتحدث من (هذه الإمارات الفالصو)..!
ومن هم هؤلاء الأمراء المتاعيس..؟! أنهم من سواقط المجتمع المعروضين للشراء والذين يقبلون بالعمل جلادين ضد أهاليهم ..فما ظنك بمن يؤتي بهم من قاع المجتمع ويتم تنصيبهم أمراء على الناس..؟! كيف يكون سلوك هؤلاء وأدوارهم في هذا السيرك الذي جعل في السودان مئات الإمارات (وليس إمارة موناكو واحدة)..! كل ذلك أجل أن يشفى الاخونجية من جراحهم النفسية وعللهم الباطنية وانكساراتهم الاجتماعية..! هذا هو أساس الصدامات الدموية الذي وضعته الإنقاذ ولن يسهُل إصلاح الخراب التي نشرته في بلادنا..! من يفعل مثل هذا الصنيع ليس له غير استحقاق اللعنة التي لم يستكثرها المولى عز وجل على أمثالهم: (كونوا قردة خاسئين)..!
دم الشباب على رقاب الانقلاب والقضاء وديوان النائب العام والحركات المصاحبة للانقلاب وحكومة الانقلاب ومجلس سيادتها..جفت الأقلام وطويت الصحف..!
murtadamore@yahoo.com
والعقدة التي أخرجت هذا الرصاص والعصي والمقذوفات الحارقة والسامة هي غضب جماعة الانقلاب ومجرمي الإنقاذ المسلحين من الدعوة للتعايش السلمي..! لأنها ببساطة دعوة تناقض ما تنطوي عليه نفوسهم وما يعمل عليه برنامجهم..! جماهير تطالب بالتعايش السلمي والوطن الواحد..؟! هذا هو ما يستفز الانقلاب والحركات المؤيدة له والإنقاذيين الذين يقوم مشروعهم على نقيض التعايش السلمي..! فكيف بهؤلاء الشباب يخرجون بهذا البهاء والسلمية من اجل الوطن الواحد الموحّد الذي يقوم ميثاق التعاقد بين بنيه وكل إطرافه على التعايش الحميم..؟! هذا هو (بالضبط) مبعث القوة المفرطة التي قابل بها جنود الانقلاب هذه النداءات الطيبة المخلصة..!!
وهنا يبرز (مركب النقص العجيب) لدى جماعة الانقلاب وحركات السوء و(العنقالة) الذين يتمسّحون بالانقلاب ومن خلفهم الاخونجية الذين لا يجدون صلاحاً لهم في سودان موّحد تقوم ركائزه على المواطنة المتساوية والسلام الأهلي..! انه الغضب المكتوم الذي يكوي نفوسهم..كيف يخرج الناس في الخرطوم وعطبرة وبورتسودان والدمازين وحلفا ويهتفون (كل الوطن دارفور) ثم يخرجون إعلاناً لرفض إزهاق الأرواح في النيل الأزرق..؟! ما لهم ومال دارفور والنيل الأزرق..؟ هل تريد هذه المواكب الجماهيرية أن تفسد علينا ما بدأناه من دق أسافين الفرقة وزرع بذور الشقاق والتنافر بين السكان..؟! إذن كيف نستطيع مع هذه النداءات مواصلة الفساد والنهب وإقامة دولة الفجور والطغيان التي لا تخضع للمساءلة من أحد..؟ هذا لا يكون (أما نحن.. وأما التعايش السلمي)..!!
هذا التفريق المقصود بين أبناء الوطن كان من أساسيات وضرورات بقاء الاخونجية في السلطة منذ سنوات الإنقاذ الأولى...والآن تحت هذا الانقلاب الأرعن..! وقد اختصر ذلك حديث يفيض علماً ووطنية سمعناه منذ أيام في الوسائط الاجتماعية من احد أساتذة الجامعات السودانية بصوته ولم نتعرّف على اسمه..وهو من خبراء الإدارة والعلوم السياسية فيما يبدو، ومن المتابعين اللصيقين بضمير وطني لمجريات الأحداث وكان حديثه مشفوعاً بالوثائق والتواريخ والوقائع..لقد أعاد هذا الأستاذ الجليل ما يجري الآن في النيل الأزرق إلى خطة خبيثة قديمة أشرف على تنفيذها على عثمان محمد طه تعبيراً عن مرامي الإنقاذ..عندما كان في المركز الفعلي (لإدارة خبائث الإنقاذ) وعندما وضع بين يديه في وزارة واحدة ترأسها وقال إن اسمها (التخطيط الاجتماعي) معظم سلطات الحكومة جمع فيها مهام وزارة الداخلية ووزارة الحكم الاتحادي ومال التجنيب وهيئات الرعاية والاجتماعية والثقافة والإعلام والشباب والرياضة وصناديق الأوقاف والمعاشات والتأمينات باسم إعادة صياغة المجتمع وفق (المشروع الحضاري)..!
لقد كان علي عثمان يعلم وفق عقيدة الإنقاذ بأنه لا يمكن للتمكين أن يتم بغير تمزيق النسيج الاجتماعي..فكان أن أعلن في (مؤتمر الإدارات الأهلية بسوبا 1993) قرار إنشاء إمارات وتنصيب أمراء من خبوب الإنقاذ (يهرب اسم الإمارة من رؤيتهم) بديلاً للنظار والعمد والمكوك والشراتي والكيانات الأهلية القائمة والتي تقوم على التقاليد المحلية والرضاء الشعبي..واجب هؤلاء الأمراء هو (أن يؤموا الناس في الصلاة ويدعوا الأمة للجهاد)..وكان نصيب النيل الأزرق رزءاً جسيماً كما ذكر الأستاذ المتحدث من (هذه الإمارات الفالصو)..!
ومن هم هؤلاء الأمراء المتاعيس..؟! أنهم من سواقط المجتمع المعروضين للشراء والذين يقبلون بالعمل جلادين ضد أهاليهم ..فما ظنك بمن يؤتي بهم من قاع المجتمع ويتم تنصيبهم أمراء على الناس..؟! كيف يكون سلوك هؤلاء وأدوارهم في هذا السيرك الذي جعل في السودان مئات الإمارات (وليس إمارة موناكو واحدة)..! كل ذلك أجل أن يشفى الاخونجية من جراحهم النفسية وعللهم الباطنية وانكساراتهم الاجتماعية..! هذا هو أساس الصدامات الدموية الذي وضعته الإنقاذ ولن يسهُل إصلاح الخراب التي نشرته في بلادنا..! من يفعل مثل هذا الصنيع ليس له غير استحقاق اللعنة التي لم يستكثرها المولى عز وجل على أمثالهم: (كونوا قردة خاسئين)..!
دم الشباب على رقاب الانقلاب والقضاء وديوان النائب العام والحركات المصاحبة للانقلاب وحكومة الانقلاب ومجلس سيادتها..جفت الأقلام وطويت الصحف..!
murtadamore@yahoo.com